في اليوم العالمي للغة العربية.. أين نحن من “ضاد” فريدة سحرت الشعوب الأخرى ؟

“الدنيا نيوز” – دانيا يوسف

في هذا اليوم تحتفل الأمة العربية والاسلامية في شتى بقاع العالم في اليوم العالمي للغة العربية في 18 كانون الأول/ديسمبر من كل عام. وذلك لاعتماد هذا اليوم بشكل رسمي من قبل الأمم المتحدة، وذلك من تلقاء مبادرة اليونسكو في 18 ديسمبر عام 1973، والذي صدر في تاريخه قرار الجمعية العامة بأن تكون اللغة العربية من ضمن اللغات الرسمية في الأمم المتحدة والمكونة من 6 لغات، وذلك لما في هذه اللغة من قيمة كبيرة تحمل في طيات أحرفها الكثير من تاريخ ثقافي وحضاري عريق.

لغة الضَّاد
يطلق على اللغة العربية بلغة الضَّاد، وذلك لعدم وجود هذا الحرف في أي لغة من لغات العالم، وهذا أدى إلى صعوبة نطقها بالشكل الصحيح عند الشعوب الغير ناطقة باللغة العربية، مما جعلهم يخلطون بين حرف الضاد وحرف الظاء. وهذا هو ما يميز هذه اللغة الفريدة وما يعطيها جمالًا خلَّاقا يختلف عن باقي لغات العالم.


العربية لغة فريدة

اللغة العربية هي اللغة الوحيدة والفريدة من نوعها من بين جميع اللغات الأخرى لما فيها من تنوع في المعاني ووفرة كلماتها ودلالاتها. فالكلمة الواحدة تجد لها المعاني الكثيرة، هذا مما يجعلها في مقدمة اللغات بسبب تنوع استخدامها في القصائد والأشعار والروايات والمقالات في شتى المجالات. فقد تجد الكلمة الواحدة في موضوع سياسي وذاتها في موضوع اجتماعي أو اقتصادي، ولكن دلالاتها ومعناها يختلف حسب موضع الكلمة في الجملة المستخدمة فيها.

عدد من يتحدث اللغة العربية

إن عدد الدول العربية والاسلامية التي تتحدث باللغة العربية تصل إلى 23 دولة أي ما يقارب 422 مليون نسمة على مستوى العالم، مما يجعلها من اللغات القوية والسريعة الانتشار. وهي الوحيدة التي يصل عدد مفرداتها إلى أكثر من 12 مليون كلمة بدون تكرار، وهو ضعف اللغة الإنجليزية التي تصل مفرداتها إلى 600 ألفا، ومتوفقة أيضا على اللغات الأخرى كالفرنسية والروسية وغيرها.

جمال اللغة العربية

ومما زاد جمال اللغة العربية، جمال وجودها في كتاب الله المُنزل على رسوله الكريم، ففي قرآننا بلغته العربية المُعجزة وحَّدت صفوف المسلمين في شتى بقاع الأرض، على اختلاف أجناسهم وأعراقهم وأشكالهم وألوانهم، مما جعلهم يتلون آياته بلسان عربي مُوحَّد. بل وجعل من غير المسلمين يدركون أن اللغة العربية هي اللغة الوحيدة الأصيلة التي جمعت ووحدت العالم الاسلامي ووحدت ثقافته الاسلامية، وهذا مما أفشل مخططات ومحاولات الكثير من أعداء الإسلام لطمس هذه اللغة العظيمة.

 

مكانة اللغة العربية

إن للغة العربية مكانة كبيرة في أوساط العالم العربي والأوروبي، وما هذا اليوم إلا لتذكير العالم بأن هذ اللغة لها الفضل الكبير في النهضة الأوروبية وثورتها الصناعية نتيجة ترجمة ونقل الكثير من علوم الحضارات القديمة إلى اللغة العربية من قبل علماء المسلمين مع إضافة الكثير على هذه العلوم وتطويرها في الوقت الذي كانت فيه الدول الأوروبية غارقة في مستنقع الجهل والفساد والظلمة والاستبداد.

آراء وأقوال في أهمية اللغة العربية
قال المستشرق الفرنسي رينان :
“من أغرب المُدهِشَات أن تنبت تلك اللغة القومية وتصل إلى درجة الكمال وسط الصحارى عند أمة من الرّحل ، تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها ودقة معانيها ، وحسب نظام مبانيها ، ولم يُعْرَف لها في كل أطوار حياتها طفولة ولا شيخوخة ولا نكاد نعلم من شأنها إلا فتوحاتها وانتصاراتها التي لا تُبَارى ، ولا نعرف شبيهاً بهذه اللغة التي ظهرت للباحثين كاملة من غير تدرج وبقيت حافظة لكيانها من كل شائبة” .

قالت المستشرقة الألمانية زيفر هونكه :
“كيف يستطيع الإنسان أن يُقاوم جمال هذه اللغة ومنطقها السليم ، وسحرها الفريد ؟ فجيران العرب أنفسهم في البلدان التي فتحوها سقطوا صَرْعَى سحر تلك اللغة …”