بِقَلَم ألْعَميد مُنْذِر ألأيوبي*
وصول طائرَتَي شَحن تابِعتان لسلاح ألجَو- فَضائي ألروسي إلى ألقاعدة ألجوية في مطار كاراكاس على متنهما 100 جندي و ضابط من ألجيش إضافة إلى 35 طنآ من ألعتاد ألعسكري كان كافيآ لرفع درجة ألتوتر بين واشنطن و موسكو ..!
إذ أعلن جون بولتون مستشار ألأمن ألقومي ألأميركي مباشرةً و حرفيآ : “أن لا مكان لروسيا في غرب ألكرة ألأرضية” مُضيفَآ “إن بلاده لن تتسامح مع تواجد قوات روسية مُعادية على مقرُبة من ألسواحل ألأميركية”..! في حين رَدَت وزارة ألدفاع ألروسية “أن ألمجموعة ألعسكرية مِن ألخُبراء ألروس أُرسِلَت في مهمة مرتبطة بعقود فنية عسكرية موقعة بين البلدين” إضافة إلى ألمشاركة في تدريبات و مناورات “إنغوستورا” Bicentenario De Angostura 2019 ألتي شارك فيها ألرئيس “مادورو” شخصيآ ..
منذ تولي ألرئيس ألروسي فلاديمير بوتين قيادة روسيا ألإتحادية إعتمد مباديء لعبة ألشطرنج في ألسياسة ألدولية و كذلك في تحقيق مصالح بلاده ألإستراتيجية سواء مع ألحُلَفاء أو ألخصوم ، و قد بَرهن عن إلمامٍ في قواعدها إذ لا مَكانٍ في قاموسِهِ « لِلروليت” ألروسيَة Russian Roulette ،، هو يلعب على ألمضمون “سياسَة ألقَضم” إخراج ألبيادق Pawns و صولآ إلى “كش مَلِك” Checkmate حَيثُ تَسقط “ألقلعة أو ألرَخ” Fall Of The Castle إما على ألبارد “شبه جزيرة ألقرم” أو على حرارة “ألأرمادا” Armada ألروسية “سوريا”..!!
في حين أن ألرئيس ألأميركي دونالد ترامب غالبآ ما إعتمد لُُعبة “ألنَرد” Dice ألتي يختلط فيها حُسن ألتخطيط مع ألحَظ Luck in the dice ،، فَحقَق وفقآ لِرؤيته نجاحآ في ميادين كَ “ألعقوبات ألإقتصادية ألمالية” و إنتظارآ إن لَم نَقُل فشلآ في أُخرى مرُاهنآ على ألسقوط مع ألوَقت “إيران ، كوريا ألشمالية” علمآ أن “ألمُراهنة” مِن طِباع و سجية جزء كَبير من ألأميركيين ، أَليسَت “لاس فيغاس” عاصمة ألرهانات و ألقمار في ألعَالَم ..!
فنزويلا – ألمُواجَهَة ،، حاليآ هي رُقعَة ألصِراع وَ يَبدو أن ألكرملين رَبطَ وجوده ألعَسكري فيها مُقابِل ألتَواجُد ألأميركي في سوريا “رَبط ألنزاع” و هذا قرارٌ جيو إستراتيجي جَديد و مِفصَلي بإنتظار ألمخرج ألملائم لِكِلا ألطَرَفَين ،، مما يعني أن ألكباش سيزداد ضراوة ،، من هذا ألمُنطَلَق أعلن ألرئيس مادورو : “أن فنزويلا تأخذ تهديدات واشنطن بألتدخل ألعسكري على مَحمل ألجَد” مُعرِبآ عن إستعداده للمواجهة ..
في حين لا يزال ألرئيس ألأميركي ترامب محتفظَآ بِهامِش ألمُناورَة مُراهِنَآ و عامِلآ مع أجهزتِهِ ألإستخباراتيَة على إسقاط فنزويلا من ألداخل ،، مُتريثَآ في ألذهاب إلى مواجهة مفتوحة إذ يُفَضل “إذا إضطر ألأمر” سيناريو أزمة ألصواريخ ألكوبية 1962 على تكرار تجربة حرب فيتنام و إنسحاب ألقوات ألأميركية منها عام 1974 ..
في سياقٍ مُتَصِل ، أتى وصول ألمجموعة ألرَمزيَّة من ألجيش ألروسي ليخلط أوراق أللعبة و ألصراع على ألسلطة بين ألرئيس ألشرعي “نيقولاس مادورو و رئيس مجلس ألنواب “خوان غوايدو” و ألأخير سبق و نَصَب نفسه رئيسآ بدعم من واشنطن ،، ألأمر ألذي سيفرض مراجعة ألخطة ألأميركية في ألهيمنة و ألسَيطَرة
على منابع ألنفط ألفنزويلي و ألمصافي ألساحلية في ولاية “ماراكيبو” Maracaibo ..
بألتوازي يمكن وصف ألعلاقات ألفنزويلية ألروسية بألمُمتازة ،، فهنالك إتفاقية تعاون عسكري بينهما وقِعَت عام 2001 تتضمن ألتسليح ، ألتدريب ، ألتصنيع ألحربي في كُل ألقِطاعات “بَر – بَحر – جَو” .. كما قدمت موسكو مُجَمَع الأجهزة والبرمجيات الروسية “غرافيت” Gravite التي تَضمَن أمن ألمَعلومات و أتمَتتها Automation تسلحآ وَ عِتادَآ إضافةً إلى سيناريوهات ألتهديدات
و ألأخطار ،، و دَعمَت قطاع ألنفط و تطويرِهِ عبر قروض مُيَسَرة بلغ مجموعها حوالي 17 مليار دولار ..
في نفس ألسياق ،، وَ إذ جدَدت موسكو إتهامها واشنطن بِ تَفجير ألأزمة في فنزويلا للسيطرة على منابِع ألنَفط في ألبِلاد كانَ مجلس ألنواب ألأميركي يتبنى مشروع قانون “لمكافحة نفوذ روسيا في فنزويلا”،، سيأخذ طريقه “بصفة ألمُعجل” إلى مجلس ألشيوخ لإقراره و من ثم إلى ألبَيت ألأبيض لتوقيعهِ ، و تبين أن مَتن ألقَرار قَد لَحَظَ إلزام وزير ألخارجية تقديم “إستراتيجية لِمحاربة ألتعاون ألروسي- ألفنزويلي” حلال شهر من ألعمل بِهِ ..
مِن جِهة أخرى ،، من ألواضِح أنَ لُب ألأزمة ألأميركية – ألفنزويلية يكمُن في منابع ألذهب ألأسود ألذي يغذي ألمصافي ألبترولية في ألولايات ألمُتحدة ، كما من ألبديهي إعتِبار سيطرة ألشركات ألروسية على ألبُنية ألتَحتيَة لشركة ألطاقة CITGO مقرها الولايات ألمُتحدة أمرَآ لا يُمكِن ألقبول به أو هَضمهِ أميركيآ ،، مِن هنا أتى ألوجود إلروسي مُربِكَآ لِ واشنطن في مخططها ألسيطرة على نفط فنزويلا و ساهم برفع درجة تقييم “ألتهديد ألمحتمل”!! لا سيما و أن هذا ألبَلَد واحدٌ من الدول الست التي بإمكان مخزونها تزويد العالم خلال عدة سنوات نصف احتياجاته البترولية بألتزامن مع مرحلة “ألنُضوب ألطَبيعي” Natural depletion لكثيرٍ من مَنابع الدول المنتجة للبترول ..!!
يَوم أمس ألأربِعاء ،، إجتمع ألرئيس ألأميركي مع زوجة زعيم ألمعارضة “خوان غوايدو” أعلن بنهايته أنه “يَتعين على روسيا ألخروج من فنزويلا” مُضيفَآ “إن جميع ألخيارات مُتاحَة و مفتوحة”..!
إذن تبدو ألمواجهة محتومة مُباشَرَةً أو بِألوكالَة و تبقى أيضَآ كلمة ألسِر ألأميركيَة مع ألسيدة فابيانا روزاليس Fabiana Rosales ..!!
——
*عميد، كاتب وباحث
