علبة البريد .. مقتطف من كتاب “لبنان هيكل اللهب”
بقلم ألعميد منذر ألأيوبي.
الليل دامس، لا لون سوى ألأسود، المطر مدرارآ مُطَرِزآ زجاج النوافذ المتآكلة، عنيفآ بوقع الذكريات..!
يتضاعف ألألم الى حد انعدام الشعور، البصر يزوغ وألرأس ك البلبل على حبل الطفولة يغزُلُ ويدور.
لا يستطيع التوقف عن التفكير، هي الخلايا العصبية غصبآ ثم غضبآ تستجيب للنبضات والنوافل مسالك، في العقل جوهر الانسان والقلب قدس ألأقداس، الجنون فنون إبداع قد يكون، إن اصبح الكوكب مسكنه
لا يعود مرعبآ أذ أصاب الجميع..!
في الألم إمتحان بين انزلاق لكفر أو خشوع لإيمان، والايمان أسمى من جهد إقتناع، الجدال فيه صنيعة الشيطان وهو في الاصل مرذول..! قد كفروا ما تنازلوا عن كراسٍ مُتحجرة، حاكوا الظلم تمائم، ما دروا انهم والابالسة توائم..! الحزن إن تسلل الى النفس يسكن القلب والعقل معآ، هو المطلق في نكران المنتصف. هوذا اللبنان مِسكَبَةٌ من دماء ودموع، الفرح قصير او عُبور الى المُحال..!
ترمد الحطب تحت الكركة النحاسية والفجر لاح، أتَتْهُ خاطرة ألصباح مع إبْتِسام غير مفهوم، أمسَكَ الريشة وعطر المَحبرَة يفوح؛ فهو يعشَق كل قديم ثمين.. يجد القلم عقوقآ في نقل المشاعر و ترجمة الأحاسيس بكفاءة وطموح الرغبة..! أَما أل ”I Pad فهو كالكتابة على حائطٍ خالطت حجارَتِه رائحةٌ بوهيميةٌ “Bohemian” في نفق المترو رُغْمَ اعترافه شهرة وتذوقه روعة أوبرا “Turandot” للعظيم (Giacomo Puccini) وهي إستيحاءٌ من بوهيمية حُبٍ ونمطُ حياة ..!! اما الحرية فعلى قول “سقراط” هي «فعل الافضل» يتنشق عطرها السادسة وخمس دقائق كل عَصرٍ في ساحات الثورة..!
أبعدَ شُروده اللاواعي وبدأ الكتابة ..!! كتبَ دونَ توقُف بعد ان تجرع خابية المُسكِر المثلث، لَثَمَ الِحِبْرُ الصَفَحات دون أرتَواء من مَدادٌ ليلكي كالعنب المعصور فاضََ فَسَال ..! جَفَت المَحْبَرَة دون افكاره بعد أن رَسَمَ ما في البال، أصبحت كَ الصاجِ والخُبز ألألذ ساخن “مرقوق” حاف..! إنسَلَت ألأوراق إلى مغلفٍ قماشيٍ من أل “Canvas” ممزق الحوافي فوضوي الالوان غير مفهوم الرسوم ..!! ثم أكْمَلَ وَضَعَ قلبه داخله ..! ألصق الطابع بدموع عيناه ..!! أرسَلَ المِرسال دُونَ عُنوانْ !! لم يرتبك إذ أدمن السكنى في علبة البريد …!
*كتاب “لبنان هيكل اللهب” ما يزال قيد الطبع.