عرس التحرير الجديد … الاهالي حرروا القرى الحدودية باللحم الحي وارغموا الاسرائيليين على الخروج منها رغم انوفهم

اليوم كان يوما مشهوداً آخر، سيسجل في أيام التاريخ المجيدة بحق، كان عرس تحرير شعبي ملون بالدم ، حيث زحفت حشود الاهالي لتحرر قراها ومدنها وبيوتها وارزاقها باللحم الحي ..وتمكنت من ارغام العنجهية الاسرائيلية، وكسر هيبة جيشها، ودحره من القرى الحدودية التي كان دخلها بالخديعة بعد 27 تشرين الثاني، وليس بالحرب، متلطياً بقرار وقف الاعمال العسكرية التي بقيت فيها قوات حزب الله تقاومه حتى اللحظة الاخيرة، ولم يتمكن من الدخول مسافة أمتار قليلة.

لكن الاسرائيلي تمكن من خلال المكر والخداع على عادته من التدثر بالقرار الدولي، ودخل في ظلال وقف النار، ليحتل القرى الحدودية، وبقي يعيث فيها تدميراً وحقداً ودماراً وانتقاماً من اهلها طيلة 60 يوما ً  فرضها بشكل ملتبس ، فأحرق المنازل، ونسف المنشآت، ودمر كل ما وصلت إليه قواته المهزومة في الميدان، وحتى اليوم حيث سلَّم الجميع بترك العدو يمارس إجرامه ويكمل حرب الابادة التي شنها قبل عام و 3 أشهر.

لكن اهالي القرى الجنوبية، وبعد ان  شاهدوا الاسرائيلي مصراً على التنكر والتنصل من تعهداته والتزاماته مجددا ضارباً بأحذية جنوده تعهدات وضمانات القوى الدولية الضامنة والراعية للاتفاق المفترض.

وبعد مرور ال60 يوما الملتبسة، لم يقبل الاهالي بالخديعة الجديدة واتخذوا قرارهم بالتحرير فنظموا مسيرات اهلية وشعبية سيارة الى  قراهم متخطين كل العوائق والحواجز التي حاولت ثنيهم. وكان اول الداخلين الى قريتهم اهالي بلدة حولا واهالي ميس الجبل على الرغم من عدم انسحاب الجيش الإسرائيلي منها، وكرت السبحة ودخل الاهالي الى 5 قرى في القطاع الشرقي رغم أن العدو حاول بقوة منعهم  وهي : كفركلا – العديسة – مركبا – حولا – ميس الجبل. ثم توالت عمليات التحرير الشعبي لغالبية القرى المحتلة.

حزب الله:ننحني إجلالًا أمام عظمة شعب المقاومة

وعلق حزب الله على الحدث اليوم ببيان جاء فيه‎:‎ “إنّه يوم مجيد من أيام الله، ومشهد مهيب من مشاهد العز والكرامة التي يخطّها شعب المقاومة العظيم، الذي أثبت مرة ‏أخرى أنّه الشعب المتجذّر في أرضه، المتشبث بكل حبة تراب فيه، الحارس الأمين لسيادة الوطن، والذي لا ينحني ‏أمام أي تهديد أو عدوان”.‎
‎ ‎
وقال البيان :”منذ عام 2000 وحتى اليوم، المشهد يتكرّر، حيث يثبت شعبنا أنّه القائد الحقيقي لمسار الانتصار، بمقاومته البطولية ‏يُجدّد دحر العدو، مؤكدّا أن لا مكان لمحتل في هذه الأرض المباركة، التي رويت كل حبة تراب فيها بدماء الشهداء‎. ‎
‎ ‎
اضاف الحزب في بيانه: “إنّ مشهد العائدين إلى قراهم، حاملين صور الشهداء ورايات المقاومة يُجسّد أسمى معاني الثبات والصمود والانتصار*، ‏ويؤكد أنّ هذا الشعب بإرادته التي لا تُقهر وثباته الذي لا يلين *يُشكّل السلاح الأقوى للمقاومة، تلك القوة التي لطالما ‏وصفها شهيدنا وعزيزنا، سيد شهداء الأمة، سماحة السيد حسن نصرالله (رضوان الله عليه) بأنّها نقطة القوة التي لا ‏يستطيع أن يهزمها أحد” لقد أثبت شعب المقاومة أنه وفِيّ لدمائه الزكية، وأنه مهما بلغ جبروت الغزاة، فإنهم ‏عاجزون عن الصمود أمام هذا الطوفان الشعبي المبارك الذي رسم بخطواته واتجاهه طريقًا واحدًا، تحرير الأرض ‏ودحر المحتل نهائيًا‎. ‎”‎
وأكد على “إنّنا في حزب الله، إذ ننحني إجلالًا أمام عظمة شعب المقاومة، نؤكد أنّ معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي تحمي ‏لبنان من غدر الأعداء ليست حبرًا على ورق، بل واقع يعيشه اللبنانيون يوميًا، ويجسدونه بصمودهم وتضحياتهم”‎. ‎
‎ ‎
وتايع بيان الحزب “إننا ندعو جميع اللبنانيين إلى الوقوف صفًا واحدًا مع أهلهم في الجنوب، لنجدّد معًا معاني التضامن الوطني ولنبني ‏سيادة حقيقية عنوانها التحرير والانتصار. ونشدّد على أنّ المجتمع الدولي، وعلى رأسه الدول الراعية للاتفاق، مطالب ‏اليوم بتحمل مسؤولياته أمام انتهاكات العدو الإسرائيلي وجرائمه وإلزامه بالانسحاب الكامل من أراضينا”. ‎
‎ ‎
وتوجه الحزب في بيانه ب”التحية إلى أرواح الشهداء وإلى الجرحى الذين رسموا بدمائهم طريق التحرير والانتصار. ونعتبر أنّ هذه ‏اللحظات العظيمة التي يعيشها وطننا اليوم ليست إلا تأكيدًا على أنّ *لبنان بشعبه ومقاومته وأبنائه الأحرار هو وطن ‏العزة والكرامة‎”.

كما اصدر لقاء الاحزاب والفاعليات الوطنية بيانابارك فيه “للبنانيين الإنتصار الكبير الذي كرّسه أهالي الجنوب الأبطال، بعودتهم المعبّدة بدماء الشهداء”.

وقال البيان :”بعد عودة أهلنا الشرفاء إلى بلداتهم في الجنوب، أصدر لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية البيان التالي:

يوم عظيم من أيام الإنتصارات التي وعدنا بها سيد المقاومة، الشهيد الأسمى والأغلى السيد حسن نصر الله، قدّس الله روحه الطاهرة، يصنعه شعب المقاومة العظيم، من خلال عودة أهالي البلدات والقرى الحدودية إلى أرضهم، متحدّين غطرسة العدو الصهيوني ودباباته وتهديداته، فواجهوا بصدورهم رصاصات حقده وإجرامه، وقدّموا الشهداء والجرحى في سبيل التمسك بأرضهم وحقهم في العيش بعزة وكرامة.
إنّ المشاهد التي رآها كل العام اليوم لشعبنا المقاوم وهو يؤكد عزمه وتصميمه على العودة إلى أرضه، ستبقى خالدة في التاريخ، وستصبح شعلةً لكل أحرار العالم، تبث الأمل في قلوب المتطلعين إلى الحرية والكرامة، وتصرخ في وجه الطغاة والمحتلين، أن إرادة الشعب العزيز لا يمكن أن تُقهر، وأنّ الاحتلال والإجرام مهما طال أمده، فهو حتماً إلى زوال.
إنّ تزامن مشاهد عودة الجنوبيين إلى بلداتهم، مع عودة الشعب الفلسطيني الصامد والصابر إلى شمال غزة، يؤكد التلاحم البطولي بين الشعبين، ويكرّس تلاحم المقاومة في لبنان مع شقيقتها المقاومة الفلسطينية الباسلة والشريفة، من خلال حرب الإسناد التي امتدت لأكثر من عام، قدّمت خلالها المقاومة في لبنان أغلى رجالها وقادتها، وعلى رأسهم سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، الذي صدق وعده حين قال أنه “لا عودة للمستوطنين قبل وقف العدوان عن غزة”.
إنّ إصرار العدو على محاولة منع الناس من العودة إلى قراهم، يؤكد على الطبيعة العدوانية لهذا الكيان الغاصب، القائم على القتل والمجازر، وهذا ما أكدته الوقائع اليوم، من خلال إقدام الجنود الصهاينة على إطلاق النار على المدنيين العزل، على مرأى ومسمع العالم أجمع.
إنّ لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية يهنئ أهلنا المقاومين في الجنوب على عودتهم إلى بلداتهم، بعدما قدّموا أبناءهم شهداء في مقاومة الغزاة الصهاينة، ويؤكد على أنّ هذا الانتصار الكبير ما كان ليتحقق لولا التضحيات الكبيرة للمقاومة، التي منعت العدو من احتلال الجنوب، بالدماء والشهداء.

كما يؤكد اللقاء أن ما يسمى بالمجتمع الدولي والقوى العظمى ما هي إلا مسميات كاذبة في خدمة المشروع الصهيوني، والدليل هو أن ما عجز عن تحقيقه العدو في الحرب، استطاع أن يأخذه من خلال “الضمانات الدولية”، لا سيما وأن الولايات المتحدة تتولى رئاسة اللجنة المشرفة على تنفيذ القرار ١٧٠١، وهي التي دعمت العدو بشكل مطلق في حربه العدوانية على غزة ولبنان، وتستمر في دعم انتهاكاته وخروقاته للقرار ١٧٠١، من خلال ما صدر مؤخراً عن البيت الأبيض من تأييد بقائه في قرى الجنوب اللبناني، وهو الذي استند على الدعم الأميركي له، فتوغّل ودمّر وأحرق العديد من المنازل في القرى الحدودية، وجعلها منطقة منكوبة بالكامل، ما يثبت أن ما يسمى بالقوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، هي شريكة بالعدوان على الشعب اللبناني، وهي دول مخادعة وكاذبة.
إنّ الدولة اللبنانية مطالبة بالضغط على الدول “الضامنة” لإلزام العدو بالخروج من كل شبر من أرضنا اللبنانية المقدسة، المجبولة بدماء الشهداء، كما أنها معنية بالقيام بواجباتها تجاه شعبها من أبناء الجنوب الصامدين، الذين يدفعون ضريبة الدفاع عن كل لبنان، لأنهم على تماس مباشر مع فلسطين المحتلة، في مواجهة الكيان الأكثر إجرامًا في العالم.

إن أي بقاء لجنود العدو في الأراضي اللبنانية سيجعل منهم قوات احتلال، وسيعطي المقاومة الحق في استهدافهم وإخراجهم بالطرق والوسائل المناسبة والمشروعة، التي كفلها القانون الدولي.
كما يؤكد اللقاء على الدور الأساسي للجيش اللبناني في حماية الجنوبيين ، وجميع اللبنانيين، ويتوجه بالتحية إلى الجيش، قيادة وضباطاً وجنوداً، الذين يقومون بدور كبير في مواكبة عودة النازحين إلى قراهم.

إنّ لقاء الأحزاب، إذ يهنى الشعب اللبناني بهذا النصر الكبير، يتوجه إلى أهلنا في غزة، ومقاومتها، بتحية إكبار وإجلال على عظيم تضحياتهم، التي تكللت بنصر مؤزر سيحفر عميقًا في نعش الكيان الصهيوني، تمهيدًا لزواله.
وأمام هذين الانتصارين في غزة ولبنان، نتوجه بأسمى آيات الفخر والاعتزاز بالشهداء الأبرار الذين ارتقوا منذ ٧ أكتوبر، وعلى رأسهم سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، والشهيد القائد السيد هاشم صفي الدين وأخوانهم من القادة الشهداء، والشهيد القائد اسماعيل هنية والشهيد القائد يحيى السنوار والشهيد القائد صالح العاروري، وجميع الشهداء الذين رفعوا اسم فلسطين عاليًا، شهداء على طريق القدس والتحرير القادم بإذن الله”.

 

رعد:كسرتم غطرسه العدو الصهيوني، عدتم ‏ووقفتم شامخين

وقال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب الحاج محمد رعد في بيان للمناسبة” يا أهلنا الأبطال الشرفاء يا شعبنا الأبي المقاوم يا أهل ‏العزم والحزم والإرادة الحرة ،يا عشاق سيد الشهداء وأبناء مدرسة كربلاء الولاية يا ابناء ‏الامام السيد موسى الصدر والسيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب يا احباء الشهيد ‏الاسمى السيد حسن نصر الله والشهيد السعيد هاشم صفي الدين يا اباء وأمهات وأخوه واخوات ‏وابناء وبنات الشهداء الأبرار يا ابناء الجنوب العاملي البهي والبقاع الابي والضاحية الحصينة ‏يا ابناء نهج الصمود والعزة والمقاومة مره جديده ينبلج فجركم الوضاء وتشرق شمس ‏وتنجلي عتمة الليل بوهج نوركم الزاهي، مره اخرى تُعلمون العالم كيف يكون الاباء وكيف ‏يتجلى الانتماء والولاء للوطن وكيف يُصنع التحرير وتُصان الحرية، مرة جديدة والى أعلى ‏تلال مارون الراس وتلة الراهب في عيتا الشعب ومن رواب الخيام وسفوح كفركلا والطيبة ‏والعديسة وميس الجبل وبليدا ومركبا وعيترون وعيناتا وبنت جبيل ورامية ويارين والضهيرة ‏والناقورة وكل قرى وبلدات ومدن الحافة الامامية التي كسرت غطرسه العدو الصهيوني، عدتم ‏ووقفتم شامخين ومعكم وفود أهلكم الشركاء من البقاع ومدنه وقراه ومن احياء الضاحية ‏والعاصمة بيروت وبلدات الوفاء في الجبل والشمال، وقفتم تصرخون في اسماع المحتلين ومن ‏يدعم ارهابهم وغزوهم أن يخرجوا من أرضنا لا مكان لكم على ترابنا نحن أسياد هذه الارض ‏وابناءها وحماتها شعب وجيش ومقاومة، مرة أخرى تعلنون بكل جرأه ووضوح وعنفوان أيها ‏الغزاة الصهاينة لا تنطلي علينا مؤامراتكم ولا تخيفنا أسلحتكم ولن نسمح لكم بالتطاول على ‏حقنا بالوجود وعلى ارادتنا بالتحرير وعلى القانون والاتفاقات بالتجاوز والمماطلة والتسويف، ‏انتم كما نعرفكم قتلة الانبياء والرسل واهل الحق واهل الحق والصلاح والاستقامة وانتم اعداء ‏البشرية والامن والعدل والحرية ودماء شهدائنا تنتزع منكم النصر وتحقق التحرير وتستعيد ‏الحقوق وتجسد العدالة، فيا اهلنا الاحرار بوقفتكم وزحفكم اليوم نحو قراكم وبلداتكم تعلنون ‏للعدو المجرم ولكل من يعترف به ويدعمه ويسلحه بأسلحة تدمير بيوتكم وبلداتكم ان احتلاله ‏لفلسطين بالقوة والقهر هو تهديد للبنان ولكل دول المنطقة وان خياركم لمواجهه هذا التهديد ‏الدائم هو المقاومة بالتضامن مع الجيش والشعب حتى ازالة تهديده حتى ازالة التهديد وانهاء ‏الاحتلال وضمان حماية سيادتنا في وطننا وامننا واستقرارنا واعاده بناء ما دمره العدوان، ما ‏يجري وما جرى اليوم هو عينة تفضح كذب ادعاءات العدو بالنصر وزيف أوهامه بالقدرة على ‏مواصلة احتلاله للأرض عبر التلطي خلف دول الاستكبار الداعمة لإرهابه، ما جرى اليوم هو ‏دعوة صارخة من شعبنا في لبنان الى كل المعنيين الدوليين لالزام العدو الصهيوني بالانسحاب ‏الفوري ودون اي تأخير من الجنوب والاذعان لارادة اهله وتنفيذ ما تم اعلانه عن وقف ‏العدوان بالكامل واطلاق الاسرى وتحريرهم، يا اهلنا الشرفاء يا درة الشعوب الحرة والشجاعة ‏بوركت انفاسكم وجوارحكم واحتسب الله صبركم ووفاءكم وسدد خطاكم وبيض وجوهكم، هنيئاً ‏للوطن بكم تصنعون لابنائه كلهم على اختلاف طوائفهم ومناطقهم واتجاهاتهم مستقبلا حراً ‏عزيزاً لهم ولاحفادهم ولا تأهبهون بكل ما قيل بحقكم وعنكم تضليلاً وكيداً واستخفافاً بصمودكم ‏وبمقاومتكم، لقد اثبتم مجدداً بوقفتكم وبحضوركم الى قراكم المهدمة على تخوم الوطن ان ‏دمكم الطاهر أقوى من سيف العدوان وان إرادتكم أفعل وأصلب من سلاح المعتدين المجرمين وان ‏الشعب والجيش والمقاومة هي المعادلة الواقعية الوحيدة التي تحمي بلاد وتحررها من ‏الاحتلال وان القانون الدولي على اهميته ما لم تدعمه اراده الشعوب وتصميمها تذهب تطبيقاته ‏أدراج الرياح والوعود والمصالح والمساومات، فيا أهلنا الأحرار في لبنان نُقبل الارض التي ‏تطأها اقدامكم وننحني باعتزاز وفخر امام عظمة مواقفكم وتضحياتهم وشهادات وجراحات ‏ابنائكم ومعاناة اسراكم وعهدنا لكم ان نكون على امتداد البلاد وبالتعاون مع كل الشرفاء في ‏هذا الوطن لسان صدق لكم صوناً لحقوقهم وتعبيراً عن ارادتكم وخياركم وذراعاً قوية للدفاع ‏عنكم ولتحقيق مصالحكم وآمالكم، أنتم عزنا وشرفنا وفخرنا ووصية أميننا العام لنا وفينا ‏ونحن فرعكم وفعلكم ومقاومتكم، عشتم وعاش لبنان بوجودكم سيداً محرراً لا احتلال فيه ولا ‏أوصياء عليه ولا منتدبين، والله ناصركم دوماً انه نعم المولى ونعم النصير والسلام عليكم ‏ورحمة الله وبركاته”.

الحاج حسن: الدولة اللبنانية معنية بالدفاع عن السيادة

وأشار رئيس “تكتل بعلبك الهرمل” النائب الدكتور حسين الحاج حسن إلى أن “الإسرائيلي أعلن أنه يريد أن يبقى في الجنوب، واليوم كان من المفترض أن يكون الاسرائيلي انسحب منذ الساعه 4:00 صباحا، لكنه يطلق النار على اللبنانيين، فارتقى شهداء وجرح آخرو. هنا الدولة اللبنانية معنية بكل المسؤولية عن المتابعة والمعالجة، الدولة اللبنانية معنية بالدفاع عن السيادة بكل مسؤوليها ومؤسساتها”.

وأضاف ان “المقاومة تراقب وتتابع، وعندما ترى أنه من الضروري أن يكون لها موقف سيكون لها موقف، المطلوب هو ضغط حقيقي وقوي ومستدام ومتتابع لإجبار العدو على الانسحاب من كل شبر من أرضنا، وبقاء العدو في شبر واحد يعني استمرار الاحتلال، ويعني مسؤولية الجميع تحرير هذا الشبر الواحد من الأرض اللبنانية، وخصوصا الدولة اللبنانية بكل مسؤوليها وكل مؤسساتها”.

وتابع: “بيئة المقاومة مرت في اختبار عظيم وكبير وخطير، وتحملت وثبتت وتلاحمت مع المقاومة، سواء من الصامدين أو النازحين، على رغم المخاطر والألم والفقد لعوائل الشهداء، وألم الجراح للجرحى، وعلى رغم المعاناة، هم اشرف الناس كما سماهم أميننا العام شهيد الأمة السيد حسن نصرالله، واليوم هؤلاء زحفوا إلى قرى الجنوب، على رغم التهديد وارتقاء الشهداء وسقوط الجرحى، على رغم المسيَّرات والدبابات، دخلوا القرى وكسروا مخطط العدو، واثبتوا مرة جديدة أنهم أنبل وأشرف وأطهر وأعز بيئة وأمة وبشر، هؤلاء هم أنفسهم ومن ضمنهم عوائل الشهداء ما زالت اجساد ابنائهم الشهداء في القرى، وآخرون شيعوا أبناءهم، وهؤلاء أنفسهم الذين دمرت بيوتهم أو تضررت أرزاقهم، هؤلاء أنفسهم هم الذين هجروا لأشهر، لكنهم لم يهزموا ولم يسقطوا ولم يهنوا أمام كل ما اختبروه من تحديات ومصائب ومحن”.

وأردف الحاج حسن: “اليوم يسطر أهلنا في الجنوب، من الجنوبيين وضيوفهم، أروع ملاحم المقاومة والتضحية والتمسك والتعلق بالوطن والأرض والعرض، فالتحية لهم رجالا ونساء وكبارا وصغارا، سيما عوائل الشهداء والجرحى والأسرى”.

ووجه كلمة “إلى كل الذين راهنوا أو توهموا أو راهنوا على ضعف المقاومة وبيئتها وأهلها، ماذا تريدون أنصع وأبلغ وأوضح مما يجري اليوم من زحف جماهيري عفوي شجاع ملتحم بالأرض وبالسيادة الحقيقية على الأرض، في وقت يغيب أدعياء السيادة عن اطلاق موقف، ليس اليوم فحسب بل طوال الأشهر الماضية، لذلك نقول ما قلناه سابقا، ونكرر ما كررناه، ان المقاومة وحزب الله والثنائي والحلفاء ثابتون أقوياء، راسخون عازمون على رغم كل التحديات والتطورات والتبدلات التي حصلت. أقوياء لأننا نوفر شريحة كبيرة من المجتمع اللبناني لا يستطيع أحد أن يتجاوزها بأمنية أو حلم أو وعد أو سراب، نحن اقوياء بوحدتنا وتماسكنا ثنائي وحلفاء وكلنا أقوياء بمقاومتنا وعزيمتنا وإرادتنا، أقوياء بمنطقنا ورؤيتنا واستراتيجياتنا والتحديات التي نحذر منها ويتغاضى البعض عنها، إن لم يكن شريكا في الوصول اليها”.

وختم الحاج حسن: “اليوم برز تحدٍّ جديد، ترامب والاسرائيليين مع بعضهما يدعون إلى ترحيل جزء من أهل غزة تحت عنوان أن هناك دمار في غزة، ويخرج كلاما يقول ان هذا الترحيل قد يكون مؤقتا. فيا أدعياء السيادة والدول العربية والاسلامية، يا حراس القضايا الإسلامية والقومية والوطنية كما تدعون انظروا، وردوا على ترامب ليس على الإسرائيليين فقط بل على ترامب، أنتم الذين تقولون أنكم تريدون حل للقضية الفلسطينينة على أساس الدولتين”.

فضل الله:الشعب فتح الطريق للجيش اللبناني

وقال النائب حسن فضل الله من بلدة عيتا الشعب الحدودية، بعد دخولها مع الأهالي: “أتوجه إلى روح قائدنا السيد حسن نصر الله، وإلى روح السيد هاشم صفي الدين، وإلى روح الشيخ نبيل قاووق، وإلى أرواح كل الشهداء المقاومين والمدنيين، لنقول لهم، ها هي معادلة الجيش والشعب والمقاومة تتكرس اليوم، فالمقاومة قاتلت هنا حتى اليوم الأخير في عيتا الشعب، والشعب فتح الطريق للجيش اللبناني، وتقدم إلى عيتا وحررها ويعمل ليحرر بقية القرى ويقدم الشهداء، لتتكرس بدماء شهدائنا، وصمود شعبنا، هذه المعادلة التاريخية الباقية، والتي هي ليست كلمات في بيانات، وإنما فعل على الأرض”.

وأضاف النائب فضل الله: “من أراد أن يشم رائحة الكرامة عليه أن يأتي إلى قرى الجنوب، وأن يرى هذا الشعب الأبي والوفي لمقاومته وأرضه ووطنه، فهنا تصنع البطولات، وهنا يتحقق الاستقلال الحقيقي”.

وأكد فضل الله أن “كل تعبير لا يمكن أن يفي هؤلاء الناس حقهم، الذين دخلوا منذ الصباح إلى هذه القرى، وفتحوا الطريق لجيشنا الوطني، كي يتمركز في عيتا الشعب وفي كل القرى والبلدات، *وبرغم إطلاق النار والتحذيرات والتهديدات الإسرائيلية، لم يأبه هؤلاء الناس، فزحفوا منذ ساعات الفجر إلى القرى الحدودية، ورأينا أهلنا عند كل المفارق لا سيما عوائل الشهداء الذين يستقبلون العائدين”.

وتابع : “هناك غصة لأن سماحة السيد حسن نصر الله والشهداء القادة وعدد كبير من المجاهدين قد ارتحلوا إلى رضوان الله، لافتاً إلى أن كثيرين كانوا يتوقعون أن هذه المنطقة ستكون منطقة عازلة، وأن أهل هذه القرى لن يعودوا إليها، ولكن بالمقاومة والتضحيات والصمود والثبات والأثمان الكبيرة، *عدنا إلى هذه القرى والبلدات، ورأينا هذا الشعب العظيم، الذي لا يمكن أن تكسر إرادته أو أن يهزم”.

واعتبر “أن من يفكّرون أن المقاومة هي كلمة، وأنهم لا يريدون أن وضعها في بيان ما، فهؤلاء واهمون وحالمون، فالمقاومة لا تشطب من المعادلة، وبالتالي، فإننا نقول للجميع في لبنان ولكل شركائنا في الوطن، لنأتي جميعاً إلى الجنوب ولهذه الأرض، ولنؤكد موقفنا الحقيقي بالانتماء إلى وطننا وللدفاع عن سيادة بلدنا، ومن يريد السيادة، فالسيادة تبدأ من هنا من خلال هذا الموقف الشعبي الكبير، وبالتالي، فإن الموضوع لا يتعلق بالكلمات والخطابات، وإنما بالفعل والإرادة، متسائلاً، هل ما زال أحد في لبنان والمنطقة يفكر أن يهزم هذه المقاومة؟”.

وأشار “إلى أن البعض يقول كيف انتصرنا والإسرائيلي ما زال يحتل، وجوابنا عليه واضح، بأنه كان هناك اتفاق، ولبنان التزم به، فيما العدو لم يلتزم، وأراد أن يستمر بالاحتلال، ولكن اليوم بإرادة شعبنا، نحن نفرض على العدو التراجع”.