سياسة التنجيد …!
بِقَلَم ألعَميد مُنذِر ألأيوبي
دون كثير جهد او طول تفكر شكلت السفيرة الاميركية دوروثي شيا مربع الامداد الكهربائي والنفطي الى لبنان بالاضلاع الاربع “مصر- الاردن- سوريا- العراق”، تاركة مِقدارآ كميآ مُقَدرآ زمنيآ للعوض الايراني خاض غمار قراءته وتحليل ابعاده كُثُر تأييدآ او استنكارآ.. بالمقابل، لم يعد من ضرورة لفرملة الانحدار او الانهيار بعد التجاوز و “الاصطدام” والاخيرة قد تأتي في معرض الالتحام او المجابهة بين فريقين؛ في النتيجة تضرر كلاهما وان بنسب متفاوتة .. كما من الواضح ان انهاض الدولة بعد ارتطام من كبوة الافلاس العام كذلك تطهير الادارات وتفعيل الخدمات بِدء مسار وطني اصلاحي اضغاث احلام؛ استحالة اصلاح ذات البين، مسعى تجديد ثقة تلاشت اودعها امانة جمع الشعب دولته.. اما الودائع فصنو استعادة الحياة والمال لب اللباب؛ واذ يقال “المال لا يصنع السعادة” لكن السطو عليه اسعد الارباب، للناس من يرد نعيمآ لا لحاق به..
تاليآ؛ رغم ان الرئيس نجيب ميقاتي يملك مخزونآ معرفيآ في عالم المال والاعمال، اضيف اليه دراية سياسية تتقن تدوير الزوايا عَبُّ حكومة قد تخفف دمس الرزايا بحسن النوايا.. لكن المرشح الضوئي Optical Filter لمراقبة كسوف الجلسة الاولى يوم امس، بدا انه يعمل بطريقة معقدة صنف التداخل Dichroic وان تمكن من حجب او امتصاص وهج الخلافات الكهرومغناطيسية الى حين، مانعآ تألق نجم على آخر..!
في نفس السياق، لا يبدو كفوآ أو بخس حقوق لإزالة آثار الانعراج او الزيوغ السياسي تفعيل خط الطيران بين بيروت- باريس مع التوقف Escale في محطة لندن للتزود بالوقود رغم ازمتها.. اذ ان التواتر المكاني Spatial Prequencie مرتبط بطيف التوتر الزمني بين طهران والرياض قياسآ..! واذ تعتبر المدفعية في العلوم العسكرية من اهم صنوف القوات البرية، تحقق القدرة النارية الضاربة، فإن الدعم المالي بالفوهات السعودية الذاتية الحركة المحدثة ذخائرها من قبل ولي العهد الامير محمد بن سلمان ستبقى باردة الى اجل؛ ويبقى البلد على حماوة فوهة بركان اقليمي ذو حمم محلية..
السمة “اللافونتينية” للحكومة- نسبة الى الاديب الفرنسي Jean De La Fontaine- طاغية، تركيبة اسطورية لا خرافية معظم أرِبَها مُتعمق في تراكيب اللغة العربية، ببعض وجوهها الشبابية رومانسية انيقة، تنطق غمغمة طفولية تقنية لا سياسية غير ضرورية في المطلق، بعيدة عن هموم الناس ما يفرض الاقتراب ملامسة وممارسة، على متلازمة التوزيع الطائفي والتجزئة الحزبية والاقطاعية لا تقلل منها مدونة جوازات سفر فرنسية واميركية رديفة..!
توازيآ؛ مع اقتراب مرحلة السبات الشتوي Hibernation ومقاربة الكمون الانتخابي المضمون بسياسة النمط التخديري الممارس، في ارتكاس ارادي لصراع طائفي مذهبي مزمن، لا سيما اثر انحسار معظم البديهيات التكنولوجية نتاج القرن الماضي كالكهرباء والانترنت الخ.. دخل الوطن غيبوبة تفرض الحاجة الى “المُنَجِد” لا سواه، قصد ترقيع الفراش وتنعيم اللحاف وسيلة وحيدة للتدفئة والوقاية بديلة ندرة الوقود واحتراق الحطب.. التنجيد مهنة قديمة قيمية عرفتها معظم الحضارات، منتشرة في عصرها، قادرة على تفكيك الكتل القطنية المتلبدة من خلال الضرب بعصا الخيزران لإزالة الشوائب وفرز الرمال؛ من عدتها ايضآ قوس لا يباريه سوى صندوقة الاقتراع .؟ الوتر لا يتقن شده سوى اهل البلد وللجيش الضرب بالمدقة ..! المساحة المطلوبة لنثر المندوف من طبقة سياسية جديدة على مدى الوطن، والرهان انتاج خيوط رهيفة صلبة تدفيء وِثْرُه وتكسو عريه..!
أخيرآ؛ يقال: ان لم تُدفيء شمس الصباح اوصالك، فلن تدفئها شمس المغيب..!
بيروت في 30.09.2021