سوق الجمال (١) حديقة حولتها الحرب الى سوق من 70 محلاً تجارياً
“الدنيا نيوز” – دانيا يوسف
لا يمكن لمن يقصد منطقة الشيّاح في ضاحية بيروت الجنوبية الا أن يزور “سوق الجمّال” الذي لا تتعدّى مساحته ال1500 متر مربع ويضم حوالي 70 محلا تجاريا ترفل بكل ما يخطر على البال،علما أن لهذا السوق قصة يجهلها كثيرون تعود أحداثها الى عام 1977.
لم يعتد ابراهيم وزهر الدين وفيصل الجمّال على البقاء دون عمل على أمل “انتهاء الحرب وقرب الفرج”.ذهبت الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1975 بمحالهم ومورد رزقهم في أسواق البلد.لم يستطيعوا البقاء مكتوفي الأيدي.في المبنى القديم الذي يملكونه ويقطنون فيه في الشيّاح منذ الأربعينات،ولدت الفكرة،وهي أن يفتح الأشقاء الثلاثة ثلاثة محلات في الطابق الأرضي للمبنى.وكانت المغامرة والتحدّي الأكبر:لماذا لا نحوّل الحديقة مع الطابق السفلي إلى سوق متكامل؟وهكذا كان…
تأجير المحلات على الخريطة
يروي فيصل الجمّال أحد مؤسسي السوق عن البدايات “التي لم تكن سهلة على الإطلاق”،فأشار الى أنه اتفق مع اخوته على أن يتولّى كل منهم قسما في الحديقة ينشئ ضمنه محلات.وهذه المحلات تداخلت واجتمعت لتشكّل سوق الجمّال اليوم.وأول محل أنشئ كان منزلا لهم في منتصف الحديقة(هو محل الأزرار الوحيد في السوق)،وتولّى كل منهم مسؤولية قسم من الاقسام الثلاثة.”بس كنا عم نساوي السوق صاروا يضحكوا علينا الجيران” على أساس أن السوق في هذه المنطقة “ما بيمشي”،وكانت النتيجة “قبل ما يخلصوا المحلات أجّرناهم…تماما متل ما بيشتري الناس البيوت على الخريطة”.
مجمّع تجاري
“لم يكن أحد في المنطقة قد فكّر بهذه الفكرة برغم حاجة المنطقة الملّحة لمحل تجاري” يقول فيصل الجمّال،لذلك “وبمجرد أن بدأنا شهد اقبالا ملحوظا لأنه كان الوحيد،بعكس اليوم حيث يوجد أكثر من 100 محل في الشارع الموجود فيه السوق”.
كان الجمّال يملك محلا لبيع الأقمشة وكان يقصده الناس من كل المناطق وزاول هذه المهنة أبا عن جد حوالي 30 سنة.أما اليوم فقد غابت محلات القماش عن السوق “بسبب ارتفاع أجرة الخياطة ولجوء الناس إلى الملابس الجاهزة بكلفة أقل”.
كل ما يحتاجه المرء من حاجيات أو كماليات يجدها في سوق الجمّال،من محلات الألبسة والأحذية،إلى الذهب والفضة والاكسسوار والأزياء التراثية والتحف المنزلية والعطورات والساعات والهدايا على أنواعها.باختصار:يضم السوق كل ما يحتاجه المرء لنفسه ولمنزله ما عدا المأكولات.
(في الجزء الثاني:سوق الجمّال في أذهان العاملين به والزبائن).