دعوة إلى الوحدة والتماسك .. فالكيان مهدد باختلال التوازن وعودة التطرف والقضاء على الإعتدال
بقلم : الدكتور بلال حمد*
يا أهلي وأصدقائي وأحبتي في بيروت ويا رفاقي في جمعية متخرجي مؤسسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري
إنها ساعة للعمل وليست ساعة للإحباط،كما أنها ليست أبدا مناسبة للتشرذم والسعي لتحقيق المكاسب السياسية، أو فرصة للتناتش للحصول على مواقع ومناصب من إرث سياسي كبير كتبه الرئيس الشهيد رفيق الحريري بدمائه الزكيه التي ما زالت تنادي جميع اللبنانيين وتدعوهم إلى التوحد والتعاضد في مواجهة الأخطار التي تهدد الوطن وتنذر بأوخم العواقب على هذا الكيان المهدد باختلال التوازن وتفتح الطريق أمام عودة التطرف والتمذهب والقضاء على الإعتدال الذي يميز هذا الوطن الصغير بمساحته الكبير
بكفاءات رجاله ومحبة بنيه وافتخارهم بالإنتماء إليه.
في هذه المرحلة الدقيقة والحرجة من تاريخ هذا الوطن الذي لم يشهد لها مثيلا من الإنهيار والبؤس والفقر والجوع والتداعي الاقتصادي والمالي والسقوط المدوي للطبقة الوسطى، فإن تعليق العمل السياسي لمكون أساسي في بنية هذا الوطن لا يعني أبدا انتهاءه. ولا شك أن دولة الرئيس سعد الحريري عندما أعلن موقفه هذا، فإنه يملك معطيات لا نعرفها ولا يجوز لنا أن نقوله ما لم يقله، فحذار أن يكون ذلك سببا للتشرذم والسعي إلى اقتسام مغانم الإرث السياسي الذي رسخه الرئيس الشهيد رفيق الحريري. الوقت اليوم للتكاتف ورص الصفوف والتنازل عن المصالح الشخصية، دفاعا عن هذا المكون البنيوي والأساسي في تركيبة هذا الوطن، حفاظا على اتفاق الطائف وضرورة تطبيقه، ومنعا لتهميش دور رئاسة مجلس الوزراء، وتحقيقا لحقوق هذا المكون الأساسي أسوة بباقي الطوائف التي تجهد لتحقيق المزيد من الصلاحيات والمزيد من المغانم.
الدخول في متاهات العلاقات الدولية التي تسعى دوما إلى تحقيق مصالحها لن يجدي نفعا، بل يزيد الأمور تعقيدا وخوفا، وكذلك الأمور الإقليمية، فلن يأتي الترياق من الخارج. بوحدتنا وتعاضدنا يسعى الجميع إلينا، وبانقسامنا وتشتتنا سنتفرق أيادي سبأ، خاصة أن هناك في الداخل من يسعى إلى ضرب وحدتنا ومنافستنا على إقتسام هذا الإرث الكبير، وإذا نجح هؤلاء في مخططاتهم وأساليبهم الترغيبية والمالية، لن يبقى لنا شيئ، وسنبكي كما بكى آخر ملوك الأندلس بعد سقوط غرناطة فقالت له أمه: “نعم، إبك كالنساء ملكا لم
تحافظ عليه كالرجال”.
أهلي وأصدقائي وأحبائي الأفواه فاغرة والعيون جاحظة، والجميع يتربص بنا، فحذار ما يخطط لنا وما ينتظرنا؛ وحدتنا وحسن تدبيرنا وثباتنا هي الأمور المطلوبة اليوم أولا وأخيرا.
وللحديث تتمة.
———————————
*أكاديمي ورئيس سابق للمجلس البلدي لمدينة بيروت