خروقات العدو استدراج للمقاومة والجيش للرد وفتح الحرب من جديد..!
بقلم العميد منذر الأيوبي*
طوى لبنان مجددآ صفحة مؤلمة من تاريخٍ حفل مدى مئة عام بمآسٍ وحروب، رغم بعض فواصل سلام واستقرار لم تتجاوز عقودآ في صيرورتها الزمنية ..! ما ثبت ان القرار 1701 خارطة طريق مسلك بدايته جنوب الليطاني”النهر اللعين بالسريانية” فرضُ إتفاق وآلية تطبيق بعد ليالٍ لهب سَتُروى مَلحمةً تُوَثَق، فيها من الآلام مجد تضحيات، من الوقائع همجية توصيف وللمعاناة إنسيابية مآسٍ، نَّد ما أدرج في كتاب فاسيلي تشويكوف عن معارك ستالينغراد..!
ثم ان ما تبدى أنى نزحوا من مكارم إستضافة لا شبه لها ولا مثل، خيار التزام إجتماعي ارادي صنو نُذر ٍويمين أن لا تخلٍ عن بعضنا انسانيآ ووطنيآ ليكون كل منا مع سوانا. كما لا انفكاك جغرافي يراهن عليه مُرتهن، رغم كثر من ساسة ومسؤولين نموا او فرخوا عقب ذرية مؤخرها او ما تبقى قائم على فرقة مذهبية غلفت بعنوان مصلحة الوطن من مصلحة الطائفة لا العكس..!
البديهي تفسيرآ لَمَّا تبدت دموع عند كل فجر وغسق أن لا قصف ولا دمار يحجب حب الديار لأهلها، في اصلها ظلال نشوء وطن وأرتقاء رسالة؛ ليصبح عشق لبنان زهور فتنة (شجرة البلوميريا) فواحة على غصون نهرول اليها، جذورها ان باعدت لغذائها فبين جبل عامل وسفوح القموعة تسعى..! علاوة ما زالت المرحلة مأزومة، عصابات عدو ظَنَّ أنَّا نخاف جروحنا، لم يوقف غرز نصاله فيما الصَّد وصال صمود عطف قرار اممي يهتز مع كل ريح ليُدعم بأوتاد ثلاث اميركية-فرنسية-اممية..
هل ينفجر الوضع من جديد..؟ من المؤكد ان نتنياهو غير مكترث يريد خلال الفترة المتبقية من دخول الرئيس ترامب البيت الابيض استدراج حزب الله الى رد على خروقاته الجوية والبرية المُستَفِزة بما يرتكبه من تفجير منازل وجرف بنى تحتية اضافة الى حظر عودة الاهالي الى قراهم وبلداتهم، ما يسمح له مواصلة حربه رغم ان لا مصلحة للمقاومة بذلك ولا يجب. كما ان قيادة الجيش اللبناني تتحفظ على الرد رغم قدرة، مفسحة المجال لانعقاد اللجنة الخماسية دون إبطاء.. من هذا المنطلق وإن اعتبر الاتفاق من الهشاشة بمكان لكن ما يُثَبِته حتى الآن (دون انتقاص من سعي دول اصدقاء) مصلحة واشنطن اطفاء احد مسارح الصراع المتفجر في الشرق الاوسط..! لكن المتاهة لم تنتهِ، اذ اللغط الداخلي حول بنود الاتفاق وتضارب التفاسير لا يزال قائمآ مقرونآ بتفلت العدو من ضوابط وقف النار،ذ حيث الاهالي العائدين عرضة للقتل والقصف العشوائي كأن لا اتفاق يحميهم ولا دولة تحفظهم او ترسم حدود عودتهم زمنيآ وجغرافيآ. ما يطرح تساؤلات ويثير غموض شبهة عن مهلة اقنتصها نتنياهو ضمنآ للإستمرار في عدوانه..؟
في جوهر الشريعة دستور يسمو؛ التاسع من الشهر القادم سيكون للجمهورية رئيس يواجه عاديات الايام بالتعاون والتضامن ان تاب الجمع ورجع إلى مصدر الحكمة والبصيرة..! المرحلة المقبلة مليئة بالتحديات على كافة المستويات بدءآ بقضية النزوح واعادة الاعمار وصولآ الى عصف الازمات الاقتصادية والمالية؛ ليعَوَّل على حكومة كفوءة فاعلة لا يمجها الناس ولا يسقط الحياء عنها، تعلو في ادائها فوق المصالح الشخصية المذهبية والحزبية..!
في غمرة متغيرات الاقليم الجيوسياسية على نار حامية الهواجس كبيرة النأي بلبنان عن نوائِب داهمَّة التزامٌ واجب لإلتقاط انفاس على الاقل والحفاظ على الجمهورية. النَبتُ دَقَّ عودُه واصفرَّ ورقُه لكن “لا شيء في هذا العالم ثابت عدا التغيير- هرقليطس”؛ الربيع قادم ان اجاد الساسة قراءة المراحل القادمة كما الالتزام بالفعل لا الثرثرة فوق الركام؛ عَلَّ الإنقاذ لا يُخاوي الاحلام..!
*عميد متقاعد؛ كاتب وباحث
طرابلس في 02.12.2024