حكومة الأوهام …
بِقَلَم ألعميد منذر ألأيوبي*
المَوقِف يَعجَزُ عَنه اللِسان وَ ألكَلِمات بَعدَ ألصورَة ألتَذكارية وَ ألبروتوكوليَة ، بَدَأت ألحِكاية بإعتِماد ألتَلقيح ألإصطناعي Artificial Insémination بِسَبَب ألعُقْم Infertility ألمُزمِن ، و عَلى هَذا ألأساس أُجريَت عَمَليَّة الحَقن المِجهَري Microscopy بَعدَ ألإنتِخابات ألنيابيَة و ألإستِشارات ألمُلزِمَة ، ثُمَ باشَر فَريق ألخُبراء مُراقَبَة ألحَمْل عَلى مَدى تِسعَة شهور خِشيَةَ طَرْحٍ لا إرادي أو إجْهاضٍ مُفتَرَض ،، لَكِنَه في ألنهايَة تَمَخَضَ عَن وِلادَة جَنين “خِلقة كامِلة” – عَلى ما تَروي جَداتُنا – كَما ظَهَرَ في ألصورَة ..
جَماليَة ألمَشهَد تُخفي ألفَ ألفَ رِوايَة أينَ مِنها حَكايا شَهرَزاد ..! وَ رُغمَ أنَ إختِصاصات مُعظَمَهم لا تَتَعَلَق بِألحَقائب ألَتي سَيَتَولونَها فَقَبِلنا ،، كَما أتَت أللَمسَة ألأُنْثَويَة سَاحِرَة فَسُرِرْنا ،، أما وزارات ألدَولَة ألمُستَحدَثَة فَكانَت أُعجوبَة في ألخَلقِ و إرتَضَينا ،،
وَ إزاء ألإنسِجام في جَديَة ألأداء لِوَقفِ الهَدرِ وَ الفَساد إعتَصَمَت ألشُعُوبُ أللُبنانيَة عَلى رَصيفِ ألإنتِظار آمِلينَ ألا يَنطُقوا بِألقَول ألمَأثور “إذا كُنتَ كَذوبًَا فَكُن ذَكورًَا” ..! ألدُعاء إذَن أن لا تَكون ذاكِرَة أولي ألأمرِ مِنا كَ”ألمُنخُل” بَل قَويَة غَيرُ “مَخرومَة” …
و إذ أصبَحَ ألثلاثون في مَقصورَة رُباَّن ألمَركَب فَليُسقِطوا عَنا مَقولَة “أنا ألغَريقُ فَما خَوفي مِنَ ألبَلَلِ”…
قَالَ ألرواةُ ،، ألحَقائِقَ مُطلَقَة وَ حِفظُ مَالِ “ألقُجة” مَصلَحَةٌ مُرسَلَة و ألمُحافَظَة عَلى أللا شَيء مُحَقَقَة !! ألبَلاء مُشتَرَك يُحيطُ بِألجَميع .! أما ألبُطولَة فَمَزعومَة و ألمَوقِف كما ألمَواقِف في حَماسٍ مُنقَطِع ألنَظير تُسبِغُ ألكَمال وَ ألجَمال ، ألقوَة وَ ألمِنْعَة مُحَدِدَةً ألمِئة يَومَ لِلخُروجِ مِن “ألحَاضِنَة” Couveuse ،، مع ألإنتِباه لىنَظَرات ألتَقدير وَ ألدَهشَة َوَ ألإعجاب وَ فَراغِ ألنَظارات …!
لَا يَطلُب ألمُستَمِعونَ مِنَ ألمُسْتَمتِعينَ شَفَقَةً أو تَعاطُف بَل حُنوَآ عَلى ألوَطَن بِألتَزامُن مَع وَفاءٍ يَستَحقونَهُ.! خُبزَآ لِيَومِهْم ، نورَآ لِدَرسِ أطفالَهُم ، مَاءً يَشرَبوه من نَقاء ينابيعِهِم ، هَواءً نَظيفَآ لا يَخنُقَهُم ، غِذاءً لا يُسَرطِنَهُم .. عَمَلاً يُجَنِبُهُم ألفاقَّة وَ ألعَوَز ..!
وَ إذ أنَ قالِب ألجُبنَة قد أُكِل ،، تَناقَشَ ألجَمعُ على تبديل “ألشُنَط” ثُم تَشاوروا بِحُكم أللِقاء ،، فما بَقيَ مِن ألحالُ سِوى “تقحيط ألصَحن” عَلى رَجاء ألتَحليَة بِحَلوى مِن صُنعِ “سيدر” ..
“تخْبزوا بِألأفراح” عَلى ما يُقال ، إن كَانَت حُكومَةُ أوهامٍ “لا قَدَرَ ألله”..!
*عَميد ، كاتِب وَ بَاحِث .