حقيبة الرئيس المكلف تحمل نهج العائلة “التفهم والتفاهم”..

 

بقلم العميد منذر الايوبي*

لم يكن لافتآ تحديد العماد رئيس البلاد في اليوم الثالث من تبوأه سدة كرسي بعبدا موعد الاستشارات النيابية الملزمة التي سرت بسلاسة، فيما اتى غير المتوقع بالساعات الاخيرة مثير الجانب بعد ان لافَّ القومُ القومَ ليصبح التدارك تخلٍ عمن كان مضمون العودة الى رئاسة السلطة التنفيذية، ليأتي تكليف نواف سلام من سلالة قارىء علم واهلية كفاءة دون اعتبار انتماء لكرم ذرية او وصال نسب..!

ثم ان الاستدارة لأغلبية المستشارين كانت على لوح الركمجة حيث الموجة السياسية عالية المَّد تهدد بالغرق فمن عاكس سقط. ولإعتبار اهمية طلب استشارات لزومآ دستور أوجب تقيدآ في مواده واحترام مضامينه مهما أُسيء له او انتهك؛ دعامةٌ اساس لحكومة صلاح وعمل تتلاقى عليها آمال مواطنين تعبوا من سعير المعاناة وأعباء الحياة البديهية..!

سياقآ؛ من المؤكد المرتقب ان لا اعادة تدوير للمنظومة السلطوية العاطلة تنتج استخدام مخلفات متهالكة؛ وليس في الامر اعتبار حكومة مرحلية تنتهي صلاحيتها بعد الانتخابات النيابية القادمة يمكن تأليفها بما تيسر (مش حرزانه) ما يجعل هشاشتها رحلة استجمام وزرائها؛ فما ضاع من ثمين عمر الوطن وحياة الناس يفوق ما صَلُح. كما ان مسار الاصلاح المرتقب وورشتي تأهيل البشر وإعمار الحجر سيستهلك من مديد العهد ويزيد، هذا المبتغى يحرر المستقبل من اثقال الماضي المعيب بالتناسب مع ما صرح به القاضي والسفير على منبري بعبدا وعين التينة لاعتياد بلوغ في اجتهاد عمل بالأيام والاسابيع 24/24 و 7/7..!

تزامنآ؛ اتى لقاء الرئيس المكلف مع رئيس البرلمان نبيه بري بنهاية الاستشارات الغير ملزمة من مبدأ الصائب الراحل الداعي الى المختصر الواعي”التفهّم والتفاهُم”.. اذ لا عزل لأحد، لا فرض املاءات من آخر ولا قفز فوق مكونات، بالتوازي  لا تجاوز لدستور او تجاهل بعض اعراف ايجابيات منتقاة، الهدف الحصري وحيدٌ أحد انتشال لبنان الاصيل من مستنقع المأساة وعمق المعاناة هذا ما لم ولن يرفضه عقل فريق متزن بالنوايا الصافيَّات
أَٰ حزبآ هَوىّ او مذهبآ هُوَّ..

في المؤكد الملموس أن زحمة الزيارات العربية والدولية لُخِصت ايجابآ بحضور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش، شهادة ثقة ببداية جديدة لاستعادة دور لبنان الريادي الوطن الرسالة، فيما تبقى من مصالح ومطالب ومساعدات مالية اقتصادية وعسكرية فآتية تباعآ بالسيرورة الاصلاحية والسلوك المعتلم اضافةً للرعاية الدولية المَصونّة..!

من جهة اخرى؛ الانظار مشدودة الآن على التشكيلة الوزارية ثوابتها في ذهن نواف سلام، رهانه الاطاحة بكل اداء سياسي وخدماتي مبتذل سابق، ضمن ديناميكية تغيير في وجهات النظر ونمط المواطنية المسؤولة اضافة الى حيوية في  السلوك الوظيفي النظيف . ليبقى التعويض انسيابيآ في كشف الحقائق المريبة، ملاحقة المرتكبين وتفعيل المحاسبة القضائية والادارية.

دار الزمََن دورته المستديرة بعد ان طالت جراحنا النفسية، الجسدية والمعيشية، شارة المرور خضراء ومشاركة الثنائي الشيعي الوطني امر ضروري تفرضه العقلانية الوطنية لزومآ، إذ لا شغف هوى تطرف ولا رغبة جينية مقنعة بالموت.. الفرصة متاحة للعبور بالثواني الى دولة عادلة.. قد تَغرَبنا عن الحق عقودآ والواجب المقدس يحتم العودة الى نظام اجتماعي سياسي ميثاقي. ويكفي “إِنَّ اللَّـهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم”..!

—————————-

*عميد متقاعد، مختص بالشؤون الامنية والاستراتيجية