حقيبة الرئيس المكلف تحمل نهج العائلة “التفهم والتفاهم”..

 

بقلم العميد منذر الايوبي*

لم يكن لافتآ تحديد العماد رئيس البلاد في اليوم الثالث من تبوأه سدة كرسي بعبدا موعد الاستشارات النيابية الملزمة التي سرت بسلاسة، فيما اتى غير المتوقع في الساعات الاخيرة مثير الجانب بعد ان لافَّ القومُ القومَ ليصبح التدارك تخلٍ عمن كان مضمون العودة الى رئاسة السلطة التنفيذية، ليأتي تكليف نواف سلام من سلالة قارىء علم واهلية كفاءة دون اعتبار انتماء لكرم ذرية او وصال نسب..!
ثم ان الاستدارة لأغلبية المستشارين كانت على لوح الركمجة حيث الموجة السياسية عالية المد تهدد بالغرق من عاكس فسقط. ولإعتبار اهمية طلب شورى دستور اوجب التزام مواده واحترام مضامينه مهما اسيء له او انتهك؛ دعامة اساس حكومة صالحة تتلاقى عليها آمال مواطنين تعبوا من سعير المعاناة وأعباء الحياة البديهية..!

سياقآ؛ من المؤكد المرتقب ان لا اعادة تدوير للمنظومة العاطلة تنتج استخدام مخلفات متهالكة؛ وليس في الامر مبدأ حكومة انتقالية زمنها سنة و 4 اشهر ينتهي بعد الانتخابات النيابية القادمة؛ اذ ان مسار الاصلاح وورشة البناء متحررة من اثقال الماضي ستستهلك عمر العهد ويزيد، هذا المبتغى يتناسب مع ما صرح به القاضي والسفير على منبري بعبدا وعين التينة لاعتياد بلوغ في اجتهاد عمل أيام واسابيع 24/24 و 7/7..!

تزامنآ؛ اتى لقاء الرئيس المكلف مع رئيس البرلمان نبيه بري بنهاية الاستشارات الغير ملزمة من مبدأ الصائب الراحل الداعي الى المختصر الواعي”التفهّم والتفاهُم”.. لا عزل لأحد، لا فرض املاءات من آخر ولا قفز فوق مكونات، كما لا تجاوز لدستور او تجاهل بعض اعراف ايجابية منتقاة، اذ ان الهدف الحصري وحيد أحد انتشال لبنان الاصيل من مستنقع المأساة وقلب المعاناة وهذا ما لم ولن يرفضه فريق، حزب او مذهب بالنوايا الصافيات..

اما المؤكد الملموس فأن زحمة الزيارات العربية والدولية لُخِصت ايجابآ بحضور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش، شهادة ثقة بالدور الجديد المستعاد للبنان الوطن الرسالة وما تبقى من مصالح ومطالب ومساعدات مالية اقتصادية وعسكرية ستأتي تباعآ وفق المسار الاصلاحي بالرعاية الدولية المَصونة..!

من جهة اخرى؛ الانظار مشدودة على التشكيلة الوزارية ثوابتها في ذهن نواف سلام، رهان على قَلب كل اداء سياسي وخدماتي مبتذل سابق، ديناميكية تغيير في وجهات النظر ونمط المواطنية المسؤولة اضافة الى حيوية في السلوك الوظيفي النظيف . تعويض بمعرفة الحقائق، ملاحقة المرتكبين وتفعيل المحاسبة القضائية والادارية.

دار الزمن دورته المستديرة بعد ان طالت جراحنا النفسية، الجسدية والمعيشية، شارة المرور خضراء ومشاركة الثنائي الشيعي الوطني امر ضروري والعقلانية الوطنية تفرضه لزومآ، إذ لا شغف بالتطرف ولا رغبة مقنعة بالموت.. الفرصة متاحة للعبور بالثواني الى دولة عادلة، لقد تغربنا عن الحق عقودآ والواجب المقدس يحتم العودة الى النظام الاجتماعي والسياسي الميثاقي. ويكفي “إِنَّ اللَّـهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم”..!

*عميد متقاعد، مختص بالشؤون الامنية والاستراتيجية