حرب الإبادة في صحراء العقم الاممي والدولي..!؟
بقلم العميد منذر الايوبي*
بعد عام من الحرب الوحشية البربرية، بما حفل من محطات مفصلية مؤلمة عسكريآ وسياسيآ ومع تطورها لتصبح حرب ابادة بكل المعايير، بدا جلياً ان القاتل مستمر في غيه وان مجلس حربه زرع انيابآ جديدة لا تختلف عن سابقاتها سوى بدرجة صلادة نصالها، اذ ان إقالة بوآف غالانت وزير الحرب وتعيين بسرائيل كاتس بديلآ اتى على خلفية اعتراض الاول على ثلاث: انجاز تسوية تضمن إعادة المحتجزين لدى حماس بعد عام من مماطلة تقارب التخلي- الموافقة على تجنيد الحريديم خلافآ لرأي الائتلاف الحزبي الحكومي الديني والمتشدد – اصرار على تشكيل هيئة تحقيق رسمية لاسباب إخفاقات وتحديد مسؤوليات في احداث السابع من اكتوبر 2023..
في خلفية مشهد الاقالة عدة صور: اولآ استحواذ نتنياهو على قرار الحرب من الوجهتين الاستراتيجية والتكتيكية جاعلآ جنرالاته دؤوبي ممارسة استقلالية قيادية الى حد بعيد يتحسسون رؤوسهم، اذ ان اقالة رآس الهرم الدفاعي سيدفع تلقائيآ وبسلاسة الى تعيين رئيس اركان جديد وقادة مناطق سيما قيادة الجبهة الشمالية المتاخمة للحدود الجنوبية مع لبنان وكذلك الجبهة الداخلية. توازيآ وحرص حجب نقمة إدارة الرئيس بايدن أُبلِغ وزير الدفاع الاميركي الجنرال لويد اوستن “أن لا خطط لتغييرات أوسع نطاقًا لقادة الجيش والأمن والإستخبارات”.
ثانيآ والاهم ان المواجهة العسكرية مع ايران استراتيجية وجودية لا مفر منها، فالحوار الاميركي – الايراني مسموم مرفوض، وبقاء طهران قادرة على رفع مستوى التخصيب عبر زيادة سلاسل اجهزة الطرد المركزي وبالتالي انتاج القنبلة الشيعية خطير محظور، ما قد يفرض في لحظة حرجة قصف جبال (زاغروس) حيث مجمع Natanz ومنشأة Fordo للتخصيب الواقعة داخل انفاق حافة صحراء الملح الكبرى بالقنابل الثقيلة الخارقة للتحصينات وربما بالنووي التكتيكي المباح تلموديآ إن هُدد الكيان..!
هنا لا بد من التذكير بما عبر عنه وزير التراث بالحكومة الإسرائيلية عميحاي إلياهو: “إن إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة هو حل ممكن، يجب ألا يبقى على وجه الأرض..”. وردا على سؤال في مقابلة مع راديو “كول بيراما” عما إذا كان ينبغي قصف غزة بقنبلة نووية، أجاب “هذا أحد الاحتمالات”..!
من جهة اخرى؛ نجح نتنياهو في تقطيع المرحلة حتى موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية مواصلآ حرب ابادة وحشية غير مشهودة على لبنان قافزآ فوق كل حراك ديبلوماسي- استخباراتي لتطبيق القرار الاممي 1701. فيما ثابر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون محاولاته وقف اطلاق النار عبر مسودات مشتقة من صفات “هارمونيا” Harmonia المبدع الموسيقي Claude Debussy (توافق، تجانس، اتفاق)، يعبر بها الى تسوية تمسح حِداء الدم عن شفاه الإبل في صحراء العقم السياسي الاممي والدولي..!
في السياق؛ لا رهان وآمال تبنى على زيارة عاموس هوكشتاين بيروت في تلمس اسبابها وتوقع نتائجها بروتوكولية وداعية؛ فيما الرهان على نتيجة الانتخابات الاميركية قائم لافت مزدوج غير مسبوق مشترك بين طرفي الصراع وان من منطلقات مختلفة؛ رئيس حكومة العدو يعتبر مرحلة انعدام الوزن في الاسابيع الفاصلة لاستقرار دونالد ترامب في المكتب البيضاوي ما يسمح بمواصلة حربه وفرض شروط الاستسلام على ايران واذرعها. فيما يرى لبنان الرسمي املا بإنهاء العدوان والعودة الى تنفيذ القرار الاممي 1701 بكامل مندرجاته على ما تعهد الرئيس الاميركي موقعآ على وثيقة الوعد للناخبين اللبنانيين والعرب بعد فوزه..
اخيرآ؛ من الواضح ان لا كسر لحلقة المراوحة التصعيد مستمر الافق مسدود بالنار، البلد يدفع اثمانآ غالية دمارآ وشهداء؛ الأيام والليالي تنتظرنا حالكات فيما مقاتلي المقاومة ومجاهديها في “حوار الجحيم” يمزقون بالاطراف المقطعة بروتوكولات حكماء صهيون الساكنة عقل نتنياهو مشدودآ الى فكرتين أسطورة الهيمنة على العالم مدونة على رمل شواطئ قارات الأسرار، او هاجس موت اسرائيل احتراقآ منحوتآ على صخور مغاورها مؤكدآ حقيقتها..!
طرابلس في 09.11.2024
*عميد متقاعد، كاتب وباحث