حالة الطواريء بوجه “كوفيد 19” ..
بِقَلَم ألعَميد مُنذِر ألأيوبي*
على مسافة زمنية تقارب ألتسعة أشهرهي ألمدة ألفاصلة عن الانتخاباتألرئاسية ألأميركية خيم وباء كوروناCOVID-19 على العالم و منذ بداياتتفشيه سواء في ألصين أو إيران و حصدهآلاف ألضحايا كان ألرئيس ألأميركيدونالد ترامب حتى أواخر شهر شباطالماضي مطمئنآ أو مكابرآ لا فرق أنألولايات ألمتحدة بمنأى عن هذا ألخطرمعتبرآ أن ألوفيات سنويآ بمرض ألإنفلونزاتقارب 50 ألف مواطن أميركي تقريبآ بمالا يقارن مع ضحايا ألوباء ؛ معتبرآ أن لاضرورة لوضع خطة إستراتيجية لمكافحةإنتشار ألفيروس إذ “أن الخطر علىألشعب ألأميركي متدنيآ جدآ” ..! في حينأكتفت ألإدارة الاميركية بإتخاذ إجراءاتألحد من دخول ألأجانب الذين زارواألصين إلى ألولايات المتحدة تبع ذلكفرض حظر على إيران ، الصين، إيطاليا،كوريا الجنوبية حيث أوقفت خطوطألطيران من و إلى رحلاتها واضعة هذهالدول في خانة موبوءة Heavily Infected State ..!
بألتزامن ؛ ضخ ألرئيس ترامب و بعضإدارته تطمينات عن قدرات و إمكاناتألجهاز ألصحي ألأميركي مع جرعةتغريدات متتالية عن عجز “كورونا” علىملامسة ألساحل ألشرقي أو ألغربيللبلاد..! بألمقابل و خلال أسبوعين فقطكان ألوباء قد سلك طريقه نحو ألولاياتالمتحدة دون تأشيرة دخول
وبوتيرة سريعة صادمة للمواطنين الاميركيين و مهولة متسببآ بموت 1543 شخصآ حتى هذه الساعة وأكثر من100.000 حالة مصابة ؛ مما فرض سريعآإعلان حالة الطوارئ State Of Emergency في الولايات المنكوبة ثمعلى صعيد ألدولة ككل ..!
كان كارثيآ إجتياح ألفيروس معظمألولايات دون ألتمكن من أخذ ألوقتألمفترض في الإستعداد لمواجهته سواءعبر تأمين ألعدد ألكافي من أماكن ألحجرأو ألعزل و ألمستشفيات أللازمة أم علىصعيد ألنقص ألكبير في ألتجهيزات وألأمصال لا سيما أجهزة ألتنفسألإصطناعي إضافةً إلى ألطواقم ألطبيةألغير قادرة على تلبية العدد الهائل منألمرضى في نفس ألوقت ؛ فبدا ألنظامألطبي ألفدرالي هشآ في حالة قصورقاربت مستوى ألفشل ؛ إزاء كل ذلكوافق ألكونغرس و مجلس ألنواب علىتخصيص 2 تريليون و 200 مليار دولارللتصدي للوباء و تأمين الدعم الاجتماعيو الاقتصادي للأميركيين خلال ألمحنة ..
إستطرادآ و كأللافت ألمعتاد تراجعألرئيس ترامب عن عدائيته ألمعلنةللصين و إتهامها في وقت سابق بعدمألتعاون و أنها أخفت مستندات و بياناتعن ألفيروس ألمستجد و ألذي وصفه بِ“ألفيروس ألصيني” تكرارآ و ذلك إثراتصال هاتفي أجراه أمس ألجمعة معالرئيس ألصيني Xi Jinping إتفقا خلالهعلى تنسيق ألجهود في عملية مواجهة“فيروس كورونا” أتبعه بتغريدة جديدةتضمنت : “كان الاتصال مع الرئيسالصيني جيدا للغاية مرت ألصين بألكثيرو أصبحت على دراية كبيرة بالفيروس ،نحن نعمل معا بشكل وثيق مع الكثير منالاحترام“.. مضيفآ “فيروس كورونا يدمرأجزاء كبيرة من كوكبنا“…!
من جهة أخرى شكل ألوباء COVID-19 وتداعياته على صعيد إرتفاع عدد ألإصاباتبنمط مضاعف Multiplier و تكاليفألتغطية ألصحية إضافة إلى ضبط ألوضعألأمني بعد تعرض ألعديد من ألمؤسساتللإعتداء حافزآ لإعلان حالة ألطواريءألوطنية على ألمستوى ألفدرالي عملآبقانون “ستافورد” Stamford لعام 1988،الذي يمنح “الوكالة الفيدرالية لإدارةالطوارئ” FEMA الصلاحيات لمساندةالولايات والحكومات المحلية في حالات“الكوارث الطبيعية“ و تنسيق ألإستجابةعلى مستوى الأمة ؛ كما يُمَكِن رئيسألبلاد من نشر ألقوى ألعسكرية داخلالولايات المتحدة و تقييد الاتصالاتالإلكترونية و إعلان الأحكام العرفية وألحجر على الممتلكات و كذلك ألحصولعلى ألميزانية أللازمة دون الحاجة إلىموافقة الكونغرس ..! إستطرادآ إن منحوزيرالصحة Alex Azar “صلاحيات كبيرة” إثر إعلان حالة ألطواريء وفق ما صرحألرئيس ألأميركي تعني تجاوز أي محدداتقانونية بما يمكن الأطباء و المستشفياتمن ألحصول على “ أقصى درجات المرونة“في الاستجابة لفيروسكورونا المستجد و إحتوائه و توفيرالرعاية الطبية للمصابين ..
على صعيد آخر و في إنتزاع قسري للدولةو مؤسساتها ألديموقراطية تكمن ألخشيةمن إعلان حالة ألطواريء ألوطنية -Justitium وفق ألقانون ألروماني– فيألقيادة ألمطلقة و تحكم ألرئيس ترامببألجيش ألأميركي مع أجهزة ألأمنألقومي و الاستخبارات .. و في حمأةألحرب ألعالمية على فيروس كوروناتداول مراقبون و مسؤولون أميركيونسيناريوهات فيها ألكثير من ألتوجس والقلق من إنفلات ألأمور في تضاربألصلاحيات سواء على مستوى مؤسساتألدولة ألفدرالية و ألمحلية أم على صعيدإنتشار ألفوضى و نقص ألمواد ألأوليةألطبية و ألغذائية بما يؤدي إلى أعمالألشغب و ألإعتداءات على صعيد ألشارعبألتوازي مع عدم قدرة ألرئيس على إدارةدفة ألحكم و ألقيادة على خلفية مايتخذه غالبآ من قرارات إرتجالية خاطئة وألعودة عنها متملصآ مرارآ من رأي أركانألدولة و وزارة ألدفاع ؛ من هذا ألمنطلقفإن ألأمر قد لا يكون متاحآ للكونغرس وألبرلمان إنهاء حالة ألطواريء بقرارمشترك وفق ألدستور ألذي يوجب علىألكونغرس مراجعة ألمسوغات ألقانونيةلإستمرار حالة ألطواريء كل ستة أشهر وبألتالي إنهاءها ..!
هل ألجيش هو ألحل ..؟ في ظل عجزألمؤسسات ألمدنية و ألدستورية ستبرزألحاجة لتدخل ألجيش و إستلام ألحكموفق ألخطط ألمحضرة مسبقآ لمثل هذهألحالة و سيستزيغ ألمواطن ألأميركيذلك لا بل سيطالب به على ألأرجح ..
في سيناريو ألتنفيذ : عام 2005 وافقتوزارة الدفاع الأميركية على تصنيف(سري للغاية) لعملية وضعها أركانألبنتاغون و الجيش تحت مسمى Granite Shadow تسمح بعمليات عسكرية داخلألأراضي ألأميركية دون أية رقابة أوإشراف من السلطة المدنية ؛ أحد ألقادةألعسكريين في قيادة ألعمليات ألمشتركةألوطنية و ألعاصمة واشنطن JFHQ-NCR أكد لمراسل في صحيفة (واشنطن بوست) William Arkin وجود هذه ألخطة ألتيكشف عنها مؤخرآ ؛ كما تبين أن قيادةألمنطقة الاميركية الشماليةNORTHCOM و قيادة الأمن القوميNSC بألتنسيق بينهما واضعي مسودةالخطة CONPLAN 0400 و معنيينبتنفيذها ؛ في عنوانها ألمختصر نشرالوحدات ألخاصة للجيش DELTA FORCE ، SEAL ، RANGERS ..إلخ فيألعاصمة واشنطن و حماية المؤسساتألرسمية و المراكز ألهامة ..
هل تكون فيروس كورونا سببآ في إزاحةألرئيس ترامب قبل ألإنتخابات الرئاسية وبعد محاولات عدة فاشلة لعزله أو تنحيتهكان آخرها اتهامه بِ “إساءة استغلالالسلطة وعرقلة عمل الكونغرس” إثرمحاولته إبتزاز رئيس دولة أوكرانيا بغية حثه على فتح تحقيق بشأن أنشطة نجل(جوبايدن) المرشح المحتمل للحزبالديمقراطي فيانتخابات الرئاسةالأميركية المقبلة ، بما يمنحه فرصةإعادة انتخابه حيث تمت تبرئته من قبلالكونغرس ذو الأكثرية الجمهورية معتبرآ “أنه ضحية عملية تلاعب بدافعسياسي و لم يرتكب أي مخالفة“..
ختامآ ؛ في إدارة أضرار Control Dammage حالة ألطواريء لن تصلألأمور إلى إنقلاب عسكري ضد ترامبخاصة في حال نجحت عملية إحتواءألوباء أو إبطاءه و حصر أضراره ضمنألمستوى ألمقبول ؛ أما ما يسرب أو يعلنعن إحتمال وصول أعداد الضحايا إلىمستوى غير مسبوق نصف مليون نسمةفلا أحد يمكنه ألتكهن حينها كيف سيكونألوضع ألمخيف سواء في الولاياتالمتحدة أو على مساحة ألكوكب ..
بيروت في 28.03.2020