ترسبت في أعماقي كلؤلؤة نادرة في قلب المحارة
دانيا يوسف
“ميداس” في الأساطير ملك أسطوري يحوّل كل شيء إلى ذهب.
القلب لا يعرف الحياة إلا عن طريق “ميداس”، الأحلام السعيدة لا تتحقق إلا بين يديه.
“ميداس” باختصار بائع الفرحة!
وأنا منذ وجدتك أدركت أنك “ميداسي” وتحوّلت معك وبك إلى هاوية تحترف البحث عن اللؤلؤ.
تترسّب حبوب الرمال داخل المحارة وتتجمّع لتصبح مادة محصورة داخل الجسم الرخو للصدفة.وأنا مذ عرفتك ترّسبت في أعماقي، أعدت إنتاجك مرارا وتكرارا ولكنك جوهرة فريدة من نوعها.
كيف لا وأنت لؤلؤتي!كنت استشعر وجودك وأنت تتشكل وتبني بداخلي صدفة.كلما سمعتك أو قرأت عينيك تسطع حروفي كما لو كانت بلورا يعكس الضوء بطريقة فريدة. ومن يتقن القراءة يدرك أنك مَن يسطع من بين العبارات فيشاهد لؤلؤة نادرة!
هل عرفت الآن لماذا أعيد إنتاجك مرارا وتكرارا؟ولماذا أزرعك في خلاياي وفي محيطات أفكاري؟هل أدركت لماذا أرميك دائما في بحر عيوني؟
أعيدك وأغرسك لأنني أدرك بأن واحدة من عشرة آلاف محارة قادرة على إنتاج لؤلؤة واحدة. ولؤلؤلتي تزيّن تاج الأميرات وتتربّع على عرش القلوب،لؤلؤلتي متوهجة دوما وتسطع بهدوء ساحر.
عندما عثرت على محارتي خفت أن أفتحها عنوة واستخرج لؤلؤتي عنوة، وانا التي أدرك أن اللآلئ تكبر وتزداد قيمتها كلما تُركت لتنمو في قلب المحارة. ومنذ ذلك الحين، تراني أرفل بثوب الفرح كلما لمحتها، أتوهج أنثى من عطر كلما هزّ ثوبي ريحها، تعانق أحاسيسي كما يعانق “ميداس” أحلام الصبايا بقصص حب أسطورية.
وكلما توغّلت فيك أكثر،أعيد زرعك مرارا وتكرارا لتبقى بداخلي شيئا فريدا، نادرا، باهظ الثمن ولا يُعثر عليه بسهولة…فهل رأيت إمرأة تحترف الغوص في كل الأوقات لتعيد تشكيلك لؤلؤة لا مثيل لها!