ترامب:لن أدمر الاقتصاد العالمي بالتشدد تجاه السعودية وعازم على مواصلة شراكتنا لحماية أمن أميركا واسرائيل
قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب: “لن أدمر الاقتصاد العالمي بالتشدد تجاه السعودية”.
وكان البيت الابيض اعلن في بيان رسمي اصدره اليوم أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على علم مسبق بقتل خاشقجي، لكن ترامب عازم على مواصلة الشراكة مع المملكة لحماية مصالح بلاده وإسرائيل.
وتهرب ترامب من التعليق على قضية خاشقجي بالقول: “إن العالم مكان خطير للغاية! وهناك، على سبيل المثال، إيران، التي تتحمل المسؤولية عن حرب دموية تجري بالوكالة ضد السعودية في اليمن، كما تسعى لزعزعة المحاولة الهشة للعراق لبسط الديمقراطية، وتدعم تنظيم حزب الله الإرهابي في لبنان، وتؤيد نظام بشار الأسد في سورية، وتفعل أشياء كثيرة على هذا المنوال. كما قتل الإيرانيون بصورة مشابهة كثيرا من الأمريكيين والناس الأبرياء الآخرين في كل أنحاء الشرق الأوسط. إن طهران تردد بشكل علني الموت لأمريكا والموت لإسرائيل. وإيران هي أكبر ممول للإرهاب في العالم”.
وتابع ترامب: “من جهة أخرى، هناك السعودية، التي ستنسحب من اليمن بسعادة في حال موافق الإيرانيين على مغادرتها. إن السعوديين سيمنحون في هذه الحال بشكل فوري وصول المساعدات الإنسانية التي يحتاجها اليمن بصورة ماسة. وبالإضافة إلى ذلك وافقت السعودية على إنفاق مليارات الدولارات لقيادة الحرب ضد الإرهاب الإسلامي”.
وأضاف ترامب في بيانه: “بعد زيارتي الطويلة إلى السعودية في العام الماضي وافقت المملكة على إنفاق واستثمار 450 مليار دولار في الولايات المتحدة، وهذا المبلغ المالي قياسي وسيخلق مئات آلاف فرص العمل ويوفر نموا اقتصاديا عظيما، بالإضافة إلى فوائد كثيرة أخرى للولايات المتحدة. وسيتم إنفاق 110 مليارات دولار من أصل 450 لشراء المعدات العسكرية من شركات Boeing وLockheed Martin وRaytheon وكثير من الشركات العسكرية الكبرى الأخرى المتعاقدة في الولايات المتحدة”.
وقال ترامب: “إن إلغاءنا هذه الصفقات بصورة متهورة سيعود بمنفعة ضخمة لروسيا والصين، اللتين سيسرهما خوض هذه الأعمال الجديدة. وسيمثل ذلك هدية ممتازة لهما مباشرة من الولايات المتحدة”.
وقال ترامب: “إن الجريمة المرتكبة بحق جمال خاشقجي مروعة وبلادنا لا تبررها. وبالعكس اتخذنا إجراءات قوية ضد هؤلاء الأشخاص الذين تبين أنهم شاركوا في عملية القتل هذه. ونعلم الآن، بعد تحقيق واسع ومستقل، تفاصيل كثيرة حول هذه الجريمة الفظيعة. إننا فرضنا عقوبات على 17 سعوديا من المعروف أنهم شاركوا في عملية قتل السيد خاشقجي والتخلص من جثته”.
وتابع الرئيس الأمريكي: “يقول ممثلو السعودية إن جمال خاشقجي كان عدوا للدولة وعضوا في جماعة الإخوان المسلمين، لكن قراري لا يعتمد على ذلك على الإطلاق، فهذه الجريمة المروعة لا مبرر لها”.
وأكد ترامب أن العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده، الأمير محمد بن سلمان، “ينفيان بحزم أي علم لهما بالتخطيط لقتل السيد خاشقجي أو تنفيذ هذه العملية”، وأوضح: “أن وكالاتنا الاستخباراتية تواصل تقييم كل المعلومات، لكن من المحتمل جدا أن ولي العهد كان لديه معرفة بهذا الحادث المأساوي. من الممكن أنه على علم أو لم يعلم، ومن الممكن أننا لن نكشف أبدا كل الحقائق المتعلقة بمقتل خاشقجي”.
وشدد على أن “الولايات المتحدة، تقيم علاقاتها مع المملكة العربية السعودية وليس مع أشخاص منفردين، والسعودية حليف عظيم بالنسبة إلينا في كفاحنا المهم جدا ضد إيران. تعتزم الولايات المتحدة أن تبقى شريكا ثابتا للسعودية من أجل حماية مصالح بلادنا وإسرائيل وكل شركائنا الآخرين في المنطقة”.
وأوضح ان: “هدفنا الأسمى يكمن في القضاء نهائيا على تهديد الإرهاب في كافة أنحاء العالم!”.
وأشار إلى أنه يفهم أن “هناك أعضاء في الكونغرس الأمريكي يرغبون، بدوافع سياسية أو غيرها، بسلوك سبيل آخر”، مشددا على “أنهم أحرار في القيام بذلك”.
لكنه أكد: “سأدرس كل الأفكار التي سيتم عرضها علي لكن سآخذ بها فقط في حال تطابقها مع ضمان أمن الولايات المتحدة وحمايتها بشكل كامل”.
وواصل ترامب: “تعتبر السعودية ثاني أكبر دولة منتجة للنفط عالميا بعد الولايات المتحدة، إنهم عملوا بصورة وثيقة معنا وأبدوا استجابة كثيرة لطلبي إبقاء أسعار النفط عند مستويات معقولة، الأمر الذي يشكل بالغ الأهمية بالنسبة للعالم”.
واختتم ترامب بيانه بالقول: “إنني باعتباري الرئيس الأمريكي أنوي ضمان انتهاج الولايات المتحدة لحماية مصالحها القومية في هذا العالم الخطير جدا وتصديها بكل حزم للبلدان التي تريد إلحاق الضرر بنا. وهذا يسمى بكلمات بسيطة: أمريكا أولا!”.
ظريف :وهل ايران مسؤولة عن حرائق كاليفورنيا؟
وفي اول تعليق رسمي ايراني على خطاب ترامب وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بيان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي قال فيه إن “الولايات المتحدة ستدعم السعودية على الرغم من مقتل الصحافي جمال خاشقجي بأنه مخزٍ”.
وقال ظريف: “السيد ترامب يخصص على نحو غريب الفقرة الأولى من بيانه المخزي عن الفظائع السعودية لاتهام إيران بكل أشكال المخالفات التي يمكن أن تخطر بباله. هل نحن مسؤولون أيضا عن حرائق كاليفورنيا؟ لأننا لم نساعد في كنس الغابات- مثلما يفعل الفنلنديون تماما؟”.