بلاد ألمُور ..!
بِقَلَم ألعَميد مُنْذِر ألأيوبي *
780 Km شاطيء ممتد على المحيط الاطلسي تتلاقى في مياهه العميقة التيارات البحرية الدافئة و الساخنة بسبب وجود جرف قاري عريض Continental shelf بطول 80 miles تقريبآ الامر الذي جعل مياهها الاقليمية مأوى لكثير من الاسماك المهاجرة و موطنآ ملائمآ بيئيآ للأحياء البحرية يسمح بتكاثرها على نحو فريد ؛ أما تضاريسها الجغرافية فتتكون من سلاسل جبلية وعرة مع احواض صخرية و صحراء شاسعة إنها موريتانيا “بلاد الرجال السمر”..!
هذه الدولة العربية أثارت جدلآ واسعآ يوم حضور رئيسها محمد ولد عبد العزيز القمة الاقتصادية في العاصمة اللبنانية بيروت لا سيما بعد اعتذار معظم الزعماء العرب عن حضورها من منطلق خلفيات سياسية متعددة لا داعٍ لذكرها ..! في حين ظهر الرئيس الموريتاني متخذآ سياسة الحياد الايجابي متفاديآ التشرذم العربي أو الاصطفافات والاحلاف التي قسمت الامة مستقل الرأي حريصآ على حضور دولته المحفل العربي الاقتصادي على مستوى القمة مبديآ احترامآ مقدرآ للدولة اللبنانية و خصوصياتها ..
من جهة اخرى ، تنتمي موريتانيا بحسب التصنيف الاقتصادي المعتمد من قبل الامم المتحدة الى مجموعة البلدان السائرة في طريق النمو المنتمية إلى ما يعرف بـ”العالم الثالث”. فإقتصادها متواضع اذ يبلغ حجم الناتج الاجمالي 4 مليار دولار تقريبآ و نسبة النمو بحدود 6,4% كما يعتبر الصيد البحري اهم ركائز هذا الاقتصاد ..!
يوم الاثنين الماضي اقلعت صباحآ مِن مطار نواكشوط طائرتين محملتين بأكثر مِن 12 طنآ مِن الاسماك و عَلى متنهما وفد مرافق مِن وزارة الخارجية الموريتانية باتجاه مطار بيروت الدولي لمد يد المساعدة الى لُبنان بعد حادث الانفجار المذبحة الذي تعرضت له عروس الشرق بيروت ، كان في الانتظار عَلى مدرج القاعدة الجوية القنصل الفخري لموريتانيا في لُبنان ايلي نصار و العَميد روجيه الحلو مِن قيادة الجيش اللبناني و إذ اشار نصار الى دعم الشعب الموريتاني و تضامنه مع الشعب اللبناني أُعلِن “ان الحكومة الموريتانية تغتنم الفرصة لتعرب مجددا عن ألمها العميق لهذه الكارثة وتقدم التعازي بالشهداء الابرياء، والدعاء من اجل شفاء الجرحى، مؤكدة انها تقف بكل امكانياتها الى جانب لبنان الشقيق” متمنيآ “للبنان كل الأمل و الدعاء بتخطي هذه المرحلة الصعبة”..!
إستطرادآ ؛ بإمكانياتها المتواضعة و بصرف النظر عن حجم المساعدة العينية او قيمتها بدت موريتانيا بعد مرور اسبوعين عَلى الكارثة بلدآ محبآ بشعور انساني متميز في حين كانت الدولة اللبنانية لا تزال تتخبط بين اعمال الاغاثة والترميم وفرضيات التحقيق المجرى سواء لجهة انغماس ملموس للقائمين عَلى ادارة المرفآ في اهمال أو فساد او عَلى فرضية عمل ارهابي او اعتداء مِن جانب العدو الاسرائيلي ..!
تاريخيآ؛ اطلق الفينيقيين اسم “مورو” على القبائل البدوية ألأمازيغية القاطنة عَلى تلك الشواطيء وعمقها الصحراوي .. موريتانيا البلد العربي عبرت بجلاء ورقي عن عمق التعاون بين البلدين والشعبين الشقيقين ..! مِن المهم القول في هذه ألعجالة “أن لا شيء يطلق العظمة الكامنة بداخلنا مثل الرغبة في مساعدة الآخرين وخدمتهم” .. مِن بيروت الجريحة كل السلام ..!
بيروت في21.08.2020