قصيدة للشاعر :عبدالناصر عليوي العبيدي
ألا هُــزّي الــترائبَ والــمتونا
فــمِــثلُكِ مــا رأيــنا حَــيزَبونا
.
لــقد بــاتَ الجهادُ بهزِّ خَصْرٍ
نــدكُّ بــهِ حــصونَ الــمُعْتَدينا
.
يُكرّمُكِ الملوكُ فَصَرتِ رمزاً
كــــأُمٍ لــلــبــناتِ ولــلــبــنينا
.
دَعِــينا مِــن حَــلالٍ أو حــرامٍ
فــتــيهي بــالضّلالِ و رَفِّــهينا
.
لــقد أزرى بــنا التَّشْدِيدُ دَهْراً
حَـــرِيٌّ بــالــمُشَدِّدِ أنْ يــلــينا
.
إذا أمــسى الــعواهرُ داعياتٍ
فــفــتواهنَّ عــنــد الــرّاقِصِينا
.
شَــرِيــعَتُهمْ تُــحــدّدُها ســدومٌ
تــؤيّــدُها عــجــوزُ الــغابرينا
.
فــأخرجنا لــكمْ شــيخاً حــديثاً
بــمــظهرِهِ يَــســرُّ الــناظرينا
.
إذا مَــضغَ الحشيشَ أتاهُ وحيٌ
يُــحــدّثُكمْ حــديــثَ الــعارفينا
.
فــلــقّنّاهُ مــن أســفارِ مــوسى
لــيصبحَ شــيخكمْ عِجلاً سمينا
.
كــعجلِ الــسامريِّ لــه خُوَارٌ
يــــردّدُه شــمــالاً أو يــمــينا
.
يــثرثرُ كــي يُثيرَ لنا ضجيجا
ذبـــابٌ يــمــلأُ الــدنيا طــنينا
.
رَحَــىً قــد كــانَ لُهْوَتُها هواءً
لــجَعْجَعَةٍ سَــمِعْنا ولا طــحينا
.
لــقدْ زرعَ الــعدوُّ بــنا ذيــولاً
شــياطينا وقــدْ وضَعتْ قرونا
.
كــحــرباءٍ لــهــا جــلــدٌ بــهيٌّ
تــخــبئُ تــحــتَهُ حــقداً دفــينا
.
ســئمنا والــنفاقُ غــدا ســبيلاً
لــكــلِّ مُــخنثٍ أمــسى قَــطِينا
.
يُــدَاهــنُ كــلَّ ذي رأيٍ ســفيهٍ
يَــصِيرُ لــمَنْ يُــجاملهُ عجينا
.
فــلو دخــلوا بيومٍ جحرَ ضَبٍّ
رأيـــتَ كــبارَهُمْ مُــتَقاطرينا
.
يــحــبون الــسفاسفَ والــدنايا
كــجــعلانٍ تُــلاحقُ غــائطينا
.
بــديــنِ مــحمدٍ عــاثوا فَــسادا
ولــلأعداءِ مَــحْضُ مــروجينا
.
لــقد خُــلِقَ الــبغالُ لــتركبوها
لــها بــاتَ الــخلائقُ مُهْطِعينا
.
هــمُ الــخبراءُ فــي علمٍ ودينٍ
و بــاتوا فــي الــبلادِ مُفكِّرينا
.
عــلى الإعــلامِ أعــلامٌ كــبارٌ
فــصــاروا لــلكتابِ مُــفَسِّرِينا
.
وكــيفَ يُــفَسِّرُ الآيــاتِ رَهْطٌ
بــنُطقِ الــضادِ كــانوا مُلْحِنينا
.
فــــلا فِــقْــهٌ يُــؤَيِّــدُهُ دلــيــلٌ
ولا اســتنباطُهمْ أضــحى مبينا
.
ولا قــولُ الــرسولِ له اعتبارٌ
وبــاتوا في الصّحاحِ مُشكِّكينا
.
فــساروا بالكتابِ على هواهمْ
وصـــاروا لــلعبادِ مُــضللينا
.
خــراتــيتٌ يُــشــجعُها خــبيثٌ
لكي يغدو الخنا في الناسِ دينا
.
ولـــولا أنْ تَــبَــنْتهمْ عــجولٌ
رأيــتَ الــناسَ منهمْ ساخرينا
.
مــسيلمةُ الــكذوبِ إذا يُــبَاري
دعــاةَ الــسوءِ كــانوا السابقينا
.
تــراهمْ مُــمْسكينَ بكلِّ سُخْفٍ
وفــي الحسناتِ كانوا زاهدينا
.
لــمَ الــتّقليدُ في الأديانِ فرضٌ
وفــي باقي الأمورِ غدا مُشينا
.
إذا حَــدثَ انتخابُ جمالَ عنزٍ
لــفازَ الــتّيسُ دونَ مُــنَازِعينا
.
فــفي أمــرِ الــسياسةِ لا كــلامٌ
وإنْ دامَ الــبــلاءُ بــهمْ ســنينا
.
وإنْ ظــلَّ الــتخلفُ والــرزايا
كــطــاعونٍ يــحاصرُ مَــيّتينا
.
فــهلْ يــأتي التطورُ ذاتَ يومٍ
نــراهــمِ لــلوجوهِ مُــغَيِّرينا..؟
.
جــمعتمْ بــين تــوحيدٍ وشركٍ
وأصــنــامٍ وقــولِ الــصابئينا
.
فــلو كــلُّ الــعقائدِ صــالحاتٌ
لــمــا بــعثَ الإلــهُ الــمرسلينا
.
وأحــمــدُ كــان خــاتمهمْ نــبياً
أتـــى لــلناسِ طــراً أجــمعينا
.
لــينسخَ ســائرَ الأديــانِ حُكماً
ومــا كــتبَ الــبغاةُ مُــحرِّفِينا
.
بدينِ سجاحَ لايرضى حَصِيفٌ
ومــا خــطَّتْ أيــادي المُفْتَرِينا
.
كــفرتُ بــهِ ولــيسَ الكفرُ إثماً
إذامــا الــكفرُ نَــجّى المؤمنينا
.
كــكفرِكَ بــالطواغيتِ امتثـالاً
لــــقــولِ اللهِ ربِّ الــعــالــمينا
.
وآمــنــتمْ بــطــاغوتٍ وجــبتٍ
عــلــى الآثــارٍ كــنتمْ مُــقتدينا
.
ألا يـــا أيُّــهــا الــشــذاذُ إنِّــي
بَـــراءٌ حــيثُ كــنتمْ رائِــحينا
.
لــكــمْ ديـــنٌ تُــفضّلُهُ ســدومٌ
ونــحنُ بــديننا طــوعاً رضينا
—–