الوطن ال مُسْ..تَ.. حيل ..
بِقَلَم العميد مُنذِر الايوبي*
بالامس، وفي الذكرى السادسة عشرة لاستشهاد والده الرئيس رفيق الحريري، رسم رئيس الحكومة المكلف خطوط الجبهة المفتوحة بين الرئاستين الاولى والثالثة، محددآ نقاط الاشتباك الاساسية وانواع الاسلحة المستخدمة ملونة الاوراق ام بالاسود والابيض سيان، مع قواعد اشتباك جديدة لجهة حقوق الطوائف او الزعماء السياسيين ..!
الكلمة بمجملها كانت منتظرة متوقعة سواء في اللهجة ام في المضمون، نتيجة تراكمات في المطالب وخلافات متضاربة متناقضة للصلاحيات، لكن ما ميزها هذه المرة (الكلمة) كان وضع البلد المزري والوضع المعيشي المتردي الغير مسبوق، اضافة الى انهيار اسس الدولة ومقوماتها، مع سطو منظم على اموال المودعين من قبل المصارف وبالتالي انهيار قيمة النقد الوطني وتعثر الاقتصاد لا بل القضاء عليه.
كما زاد من اهمية الرغبة في الاصغاء اليها، ليست مناسبة الاستشهاد الذكرى بل كونها اتت مباشرة عقب جولة عربية خليجية، اختتمت بلقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الايليزيه، مع عشاء سري رسمت لوحته الوان الطيف السياسي اللبناني المحتوي من المفاسد ما يفوق الوصف لا حياء فيه سواء سياسيآ حيث الارتباطات بالخارج الاقليمي والدولي، أكانَ على حساب الوطن وشعبه أم على اسس كيانه ونظامه الديموقراطي، او لجهة المعاصي وما اكثرها على الصعيد الداخلي في كافة المستويات ..
إستطرادآ؛ بدا التموضع السياسي الجديد لكلا الفريقين المعنيين بالتشكيل والتوقيع على خط أربع لاءات ، الاولى لا ثلث ضامن لاي فريق، والثانية تعيين وزراء اختصاصيين مستقلين، الثالثة العدد 18 للكراسي حول الطاولة المهتزة اصلآ، أما الرابعة فللهنات الهينات إحتياطآ وتحسبآ..! اضافة الى ان هذه اللاءات هي الوجه الخلفي للمرآة معكوسة او مرفوضة من الفريق ألآخر لا فرق.
من الواضح المكرر ان الجولة نوع من حراك لإحياء وتحسين علاقات على وقع جس نبض خليجي تستشرف دعمآ سياسيآ وماليآ يتوازي مع اصرار على بنود المبادرة الفرنسية، في جوهرها “الجولة” ونتائجها اننا امام “فرصة ذهبية” للنهوض لا يتوجب تضييعها في ازقة الوطن المنكوب والضياع لدينا امتياز غير مَرَضي.
الوجع كبير واليأس عميم، أما لقاح التفاؤل بالمستقبل والانقاذ فيبقى سرابآ معتادآ. “المُسْتَحيل” بيت القصيد فعلآ فهو ليس التمكن من تشكيل حكومة المهمة او ألعودة الى أرنب الوزير الملك، إذ ان مخارج المعضلة متوفرة “بكبسة زر”، لكن الحقيقة السوداء المجردة والمخيفة انه من المستحيل ان نبني دولة تحترم نفسها وتحترم شعبها وتنهض بالدولة والكيان.
حمى الله لبنان.
بيروت في 15.02.2022