حذر الباحثون من أن نقص فيتامين (د) يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض خطيرة 14 ضعفا.
ويعرف فيتامين (د) بأنه عنصر غذائي معروف بقوة لدوره في دعم جهاز المناعة. وشجعت الهيئات الصحية على نطاق واسع تناول مكملات فيتامين (د) للمساعدة في تعزيز الدفاعات المناعية عندما بدأ الوباء. ويشتهر هذا الفيتامين بدوره في الحفاظ على صحة العظام، من خلال تسهيل امتصاص الأمعاء للكالسيوم. ووفقا للنتائج الجديدة، يمكن أن تكون المستويات المنخفضة من المغذيات عاملا محددا رئيسيا لنتائج الفرد بعد الإصابة بـ”كوفيد”.
وأكدت دراسة جديدة نشرتها “اكسبريس” حول الاقتراحات المبكرة، بأن نقص فيتامين (د) قد يفضي إلى نتيجة أسوأ لمرض فيروس كورونا.
وجاءت النتائج من دراسة أجراها باحثون في جامعة Bar Ilan ومركز Galilee الطبي (GMC).
ونظر الفريق في سجلات المرضى لمدة تصل إلى سنوات قبل أن تكون نتيجة اختبارهم إيجابية لـ”كوفيد”.
ونظرت الدراسة في مستويات فيتامين (د) لدى 1176 مريضا في المستشفى في GMC، وكانت نتيجة اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) إيجابية.
وكانت قياسات مستوى فيتامين (د) متاحة لـ 253 من مرضى “كوفيد” البالغين، من أبريل 2020 إلى فبراير 2021.
ومن بين هؤلاء، كان 52% يعانون من نقص فيتامين (د)، بمستويات أقل من 20 نانوغراما/مل. و14% لديهم مستويات غير كافية (20-30 نانوغراما/مل)، و17% لديهم مستويات كافية (30 إلى 40 نانوغراما/مل)، ولدى 16% مستويات عالية طبيعية (أكثر من 40 نانوغراما/مل).
وكانت النتائج مهمة للغاية لدرجة أن الباحثين قالوا إنهم يستطيعون تحديد نتائج المرضى بناء على أعمارهم ومستويات فيتامين (د) فقط.
وكان المرضى الذين يعانون من نقص فيتامين (د) أكثر عرضة بنسبة 14 مرة للإصابة بحالة حادة أو حرجة من “كوفيد”، من أولئك الذين لديهم أكثر من 40 نانوغرام/ مل، وفقا للدراسة.
وتؤكد النتائج المنشورة في مجلة PLOS One، التي روجعت من قبل النظراء، النظريات السابقة بأن فيتامين (د) قد يوفر الحماية من الفيروس.
وقال الدكتور درور لـTimes of Israel: “وجدنا أنه من الرائع والمذهل أن نرى الفرق في فرص أن تصبح مريضا شديدا عندما تفتقر إلى فيتامين (د) مقارنة عندما لا تكون كذلك. وما نراه عندما يساعد فيتامين (د) الأشخاص المصابين بعدوى “كوفيد” هو نتيجة فعاليته في تقوية جهاز المناعة للتعامل مع مسببات الأمراض الفيروسية التي تهاجم الجهاز التنفسي. وهذا مهم بالقدر نفسه لأوميكرون كما كان بالنسبة للسلالات السابقة”.
واختتم معدو الدراسة بالقول: “تساهم دراستنا في مجموعة متطورة باستمرار من الأدلة التي تشير إلى أن تاريخ المريض لنقص فيتامين (د) هو عامل خطر تنبؤي مرتبط بمسار مرض “كوفيد-19″ السريري ووفياته”.
وسيرى الباحث الآن ما إذا كانت النتائج قابلة للتكرار في مزيد من الدراسات لتحديد أفضل طريقة لدمج الاكتفاء من فيتامين (د) في الممارسة السريرية.
ويمكن أن ينتج الجسم فيتامين (د) من خلال التعرض لأشعة الشمس، أو يمكن الحصول على المغذيات من الأطعمة.
وتوضح عيادة “كليفلاند”: “لا يوجد فيتامين (د) بشكل طبيعي في الأطعمة، ولكن يمكنك الحصول عليه من الحليب المدعم والحبوب الكاملة والأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل والسردين”.
ولا تكون أعراض نقص فيتامين (د) واضحة دائما، ولكن العلامات الأكثر شيوعا تشمل ضعف العضلات والألم والتعب والاكتئاب.
ووفقا لعيادة “كليفلاند”: “يتسبب النقص الحاد في فيتامين (د) في الإصابة بالكساح، والذي يظهر عند الأطفال على شكل أنماط نمو غير صحيحة وضعف في العضلات وآلام عند الأولاد وتشوهات في المفاصل. وهذا نادر جدا، ومع ذلك، يمكن أن يعاني الأطفال ذوو النقص في فيتامين (د) أيضا من ضعف العضلات أو التهاب العضلات وألمها”.