بقلم الدكتور طلال حمود
لاحظت اثناء متابعاتي لآخر التطورات العلمية في علاج مرض السكري – القاتل الصامت- بأننا خطينا في السنوات العشرة الأخيرة خطوات جبارة في علاج هذا المرض بنوعيه الأول والثاني وظهرت في الأسواق احدىية حديثة متطورة جداً وعلى الأخص ما قد يكون العلاج الجذري الأول لهذا المرض . وبالمناسبة فإنّ المُعادلة الثلاثية الرائعة او ما سُمّيَ بالمعادلة الذهبية التي أختلف عليها بعض اللبنانييون : الشعب والجيش والمقاومة والتي اعتقد انها كانت اساسية في حماية لبنان ، هي ايضا -وهنا المُفارقة- قاعدة أساسية , فعّالة وتصلُح جداً في علاج مرض السكري من النوع الثاني وهي تتضمن:
أ-نظام صحي سليم يراعي عدم تناول كميات كبيرة من الكاربوهيدرات السريعة ويتخللها الكثير من الخضار والفواكه والألياف والقليل القليل من الدهنيات وهذا دور الشعب الذي يُعتبر خط الدفاع الأوّل ! ولأن هذا النظام الصحي الأساسي من مسؤولياته الأولى .
ب-تمارين رياضية شبه روتينية وعلى الاقل ساعتين ونصف اسبوعيا بمعدل 45 دقيقة في كل مرة وبمعدل 3 مرات في كل مرة وهي تساعد على التخفيف من مقاومة الخلايا والأنسجة لهرمون الأنسولين ( العدو الأول في المرض ) وتزيد من إفرازاته وتُخفف الوزن والضغط الشرياني والدهون وهذا ما يمثله دور الجيش كخط دفاع ثانٍ عن الحدود او تجاه المرض ! لأن واجبه حثّ الشعب على الرياضة وتدريبه وتنشيطه لذلك .
ج- ادوية قديمة فعّالة جداً واحخرى جديدة ، دقيقة وذكية من عدّة اجيال مختلفة – جيل ثاني وثالث ورابع وهي كثُرت كثيراً في الفترة الأخيرة وتصيب اهدافها بدقة قوية وقد تم تطويرها في العشر سنوات الاخيرة وهي لا تزال قيد التطوير و لا يزال الأطباء حتى اليوم يسعون لتطوير اسلحة فتّاكة وذكية تحثّ وتحفّز خلايا Beta في بنكرياس الشعوب على إفراز هرمون الانسولين او حتى عبر تطوير طرق لزراعة خلايا جذعية في البنكرياس مهمهتا ان تنمو وتتكاثر لكي تفرز هذا الهرمون وكل ذلك لإقتلاع مرض السكري من اساسه او من جذوره ( مثل قلع دولة الكيان الغاصب : إسرائيل) عبر اسلحة جديدة سوف نكشف عنها تباعاً في مقالات جديدة والمثال عليها دواء « الهارمين » الذي تكلمّنا عنه البارحة وهو مستخلص من مشروب وحي قديم كان يتعمله سكان اميركا اللاتينية القدمين لكي يطردوا بعض الأفكار الشريرة وهي مادة مستخرجة من نبتة او شجرة موجودة ايضاً للإنصاف في بعض اماكن الجزيرة العربية ولكننا لا نستطيع ان نعرف اذا ما كان اهل الجزيرة يستعملونها لصنع بعض انواع الخمر او لغايات أخرى وهي مادة تسهم في إعادة نمو وتكاثر خلايا Beta في البنكرياس خاصة إذا ما تم حقنها مع مواد أخرى تساعد في نمو العظام وقد تّشكل قريباً العلاج الجذري الأول لمرض السكري من النوعين الأول والثاني لكن مخاطره لا تزال مجهولة وقد يكون سبب في ظهور بعض انواع السرطانات لأنه يحفّز تكاثر الخلايا بشكل عام وهناك مشكلة اخرى تعتري إستعماله وعي كيفية إيصاله مباشرة الى البنكرياس وحقنه او زرعه هناك ( وهنا نسأل هل من الممكن إستعمال انفاق مثل انفاق كفركلا وميس الجبل وغيرها مما لم يُكشف عنه) ولكن الأبحاث لا تزال جارية في هذا المجال والأمل يزداد يوماً بعد يوم بالوصل في سنوات قليلة للقضاء نهائياً على مرض السكري الذي يطال حالياً حوالي ٤٥٠ مليون نسمة وهو في إنتشار متزايد ( ومرض وجود إسرائيل والتآمر عليهم ونهب ثرواتهم وتشتيتهم وقهرهم وإذلالهم يهدد تقريباً ذات العدد او اقل بقليل اي ٣٥٠ نسمةعلى ما اعتقد ) .
ويبقى ان نشير إلى اهمية هذه المعادلة وإلى عامل السرّية الذي يكتنف تطوير هذه الأسلحة حتى تاريخ اليوم وهذا من اهم اسرار نجاح الشركات المُتنافسة على تطوير هذه الاسلحة -الأدوية ( وأحد اسرار نجاح المقاومة اليس كذلك) !.
خليط روحي قديم يُسبب الهلوسة
يحمل أملًا لعلاج مرض السكري:
مزيج جزيئي ناجع يحتوي على مركَّب من مشروب آياهواسكا يُحفِّز نموًا سريعًا للخلايا التي تفرز الإنسولين في البنكرياس:
منذ قرون، اعتمدت جماعات من السكان الأصليين في أمريكا الجنوبية على شراب مخمَّر مصنوع من أجزاء من كرمة وشجيرة محلية، ويبدأ مفعول هذا الشراب، الذي يسمّى آياهواسكا،بإحداث حالة قيء مع إسهال شديدين، لكن السبب الحقيقي وراء تناوله: حالة الهلوسة التي تتبع ذلك؛ إذ كان يُعتقد أن هذه الخيالات تكشف الأسرار الكامنة وراء الحالة الصحية السيئة للشارب، كما تُحدِّد طريقة علاجه.
كشفت التقنيات الحديثة أن أحد المركبات الكامنة وراء هذه الخبرات الروحية الغامضة هو عقار “هارمين ” ذو التأثير النفسي، وما لم يتمكن هؤلاء المستخدمون الأوائل لمشروب آياهواسكا من معرفته أن هذا المكوِّن من مشروبهم الكاشف سيعتبر في يوم ما مفتاحًا لعلاج مرض السكري.
لا يزال مثل هذا العلاج بعيد المنال، لكن الباحثين قطعوا خطوة أخرى تجاهه عندما دمجوا الهارمين الموجود في الطبيعة مع مركب مُصنَّع بالكامل مختبريًا، وفي وسع هذا المركب الثنائي تحفيز الخلايا البنكرياسية التي تفرز الإنسولين (تسمّى خلايا بيتا) لمضاعفة إنتاجها بمعدلات هي الأسرع على الإطلاق، حسب النتائج التي نشرت يوم 20 من ديسمبر في دورية “سيل ميتابوليزم” Cell Metabolism.
يحدث مرض السكري من النوع الأول عندما يهاجم الجسم هذه الخلايا البنكرياسية ويدمرها، في حين يحدث مرض السكري من النوع الثاني عندما تَبْلَى هذه الخلايا ولا تستطيع إنتاج الإنسولين، ويمثل كلا الحدثين نقطة اللاعودة، لأن خلايا بيتا التي تتكون في مرحلة مبكرة من حياتنا هي الوحيدة التي نملكها طوال عمرنا.
إذا انضم هذا المركَّب الثنائي في نهاية المطاف إلى قائمة الأدوات العلاجية لمرض السكرى، فإن إعادة تنشيط مجموعة الخلايا البنكرياسية الخاملة يمكن أن يصبح حقيقة ملموسة وعلاجًا محتملًا لمرض السكري.
يقول جستين أنيس، الأستاذ المساعد في مجال الطب وعلم الغدد في جامعة ستانفورد، والذي يبحث أيضًا تكاثر خلايا بيتا مع مجموعة أخرى من الباحثين: “أتذكر أنه قبل 10 سنوات أو نحو ذلك، كنا نتساءل عن إمكانية تحفيز خلايا بيتا البشرية على الانقسام”، مضيفًا: “لكن ما بدأ كضرب من خيال تحول إلى طموح، وربما سيصبح حقيقة واقعة في غضون السنوات المقبلة”.
إحدى محطات هذه الرحلة العلاجية دراسة أُجريت عام 2015، وبيَّنت أن علاج خلايا بيتا بالهارمين مختبريًا قد عزَّز زيادتها بمعدل بلغ 2% تقريبًا يوميًا، كانت بداية واعدة، لكن معدل النمو بطيء للغاية بالنسبة لمريض يحتاج إلى خلايا بديلة، حسبما ذكر أندرو ستيوارت، مؤلف الدراسة والمدير العلمي لمعهد السكري والسمنة والأيض في مدرسة إيكان للطب في مونت سيناي.
أما في هذه الدراسة الأحدث، فيبيِّن ستيوارت وزملاؤه أن دمج الهارمين بمثبط اصطناعي لجزيء آخر يرفع هذا المعدل من 5 – 8% في المتوسط، وحتى 18% باستخدام بعض المركّبات المحفزة على النمو. هذا التكوين الثنائي ليس الشكل الوحيد المحتمل لهذا المركب الكيميائي؛ إذ توجد مجموعات بحثية أخرى تعمل على الجمع بين مركبات أخرى متنوعة، على حد قول ستيوارت. وقد حدد أنيس وزملاؤه مركبات متعددة تحمل وعدًا مشابها بدفع الخلايا التي تفرز الإنسولين إلى التكاثر.
يقول ستيوارت: “في الأساس، نحن جميعًا نتنافس، لكن يعرف بعضُنا بعضًا، لذا فإننا نتشارك الكواشف والأفكار، وقد حدَّد باحثون مختلفون عقاقير متباينة تجعل خلايا بيتا تتضاعف”. وكان الهارمين اختيار مختبره لأنه العنصر الذي استخلصوه من فحصهم لـ100000 مركب عام 2015، لكنه يضيف: “لا أعتقد أن الهارمين على وجه التحديد أفضل من أي عنصر آخر”.
ففي عام 2006، استخلصتْ مجموعة أخرى من الباحثين عقار الهارمين من بين عدد لا حصر له من الجزيئات، بينما يبحثون عن مواد كيميائية تتفاعل مع بروتين مرتبط بمتلازمة داون. وبيَّنت الدراسات اللاحقة دور الهارمين في العديد من أجهزة الجسم، بما في ذلك القناة الهضمية والمخ، ما فَسّر جزئيا آثار مشروب آياهواسكا على مستخدميه الأوائل.
يثبط الهارمين إنزيم يسمى كيناز 1A مزدوج الخصوصية المنظم للتيروزين، أو DYRK1A، وهو إنزيم يعمل، مثل الهارمين، في عدد كبير من الأنسجة، وإحدى وظائفه المساعدة على تشكيل الجهاز العصبي المركزي في أثناء نمو الجنين. عُرف أنزيم DYRK1A لأول مرة بسبب دوره المحوري في متلازمة داون، ودوره الروتيني هو إضافة علامات كيميائية إلى الجزيئات كي يحفّز عملها أو يثبطه.
أما الجزيء الآخر في هذا الزوج المتآزر فهو مثبط من مجموعة بروتينات من عائلة عامل النمو المحوّل بيتا العليا (TGFßSF). وكما هو الحال مع إنزيم DYRK1A، فإن هذه البروتينات لها دور نشط في عدد كبير من العمليات التي تتم داخل الجسم، بما فيها تكاثر الخلايا.
استقر رأي ستيوارت وفريقه على إنزيم DYRK1A ومثبط TGFßSF بعد أن سبروا أسرار خلايا من أورام بنكرياسية حميدة تسمى الورم الجزيري، وأدركوا أنهم إذا استطاعوا تحديد أسباب نمو هذه الأورام، فإن بإمكانهم الاستفادة من هذه المعلومة لتحفيز نمو خلايا بيتا عادية، وكشفت بحوثهم أهدافًا ترتبط بـDYRK1A و TGFßSF.
ب- امل كبير لكن الطريق لا تزال فيها الكثير من المخاطر:
يؤدِّي تثبيط هذه الجزيئات في خلايا بيتا البشرية مختبريًا إلى كبح جماح منظمات الخلايا التي عادةً ما تمنع نمو الخلايا السرطانية الخارجة على السيطرة، ولأن الهارمين ومثبط TGFßSF يعوقان هذا المنع، ونظرًا لنشاط DYRK1A و TGFßSFفي العديد من الأنسجة، فإن أي علاج يشتمل على هذا الزوج من المثبطات لا بدَّ أن تراعي دقة التوجيه. يعلّق أنيس: “بالتأكيد، أمامنا طريق طويل يتعين علينا خوضه قبل استخدام هذه الأدوية على البشر”، واصفًا المخاوف من احتمال الإصابة بالسرطان بأنها “معقولة”.
ويضاف إلى هذه المخاوف تأثير الهارمين على أنواع خلايا أخرى، كما يقول كلاوس كايستنر، أستاذ علم الوراثة والمدير المشارك في مركز جامعة بنسلفانيا لبحوث السكري بجامعة بنسلفانيا، الذي لم يشارك في الدراسة. وفي عام 2016، أفادت مجموعته البحثية أن الهارمين يُحفّز أنواعًا كثيرة من الخلايا المنتجة للهرمونات على الانقسام، بما في ذلك خلايا أخرى في البنكرياس.
ويفحص ستيوارت وزملاؤه عددًا من العلامات الكيميائية المحتملة التي قد تساعد على توجيه المثبطات إلى المكان الصحيح، لكن حتى الآن، “نحن أشبه بفريق من سعاة البريد لديهم مجموعة من الخطابات، تحمل اسم المرسل إليه، لكن دون العنوان”، حسب وصف ستيوارت.
يُشكِّل مرض السكري من النوع الأول عقبة أخرى، فرغم أن الجهاز المناعي يستهدف هذه الخلايا في هذا النوع من السكري ويدمِّرها، فإن مجموعة صغيرة من خلايا بيتا غالبًا ما تبقى، على حد قول ستيوارت، ما لا نعرفه هو ما إذا كان إنماء مجموعة خلايا جديدة من تلك الخلايا الباقية سيجذب ببساطة مزيدًا من التدمير المناعي.
يقول ستيوارت إنه إذا وصل مركب مثبط هارمين – TGFßSF يومًا إلى مرحلة التجارب السريرية، فإن المجموعة التي قد يناسبها هذا المركب في البداية هم مرضى السكري من النوع الثاني، عندئذ ستكتمل الرحلة التي بدأت من غابات أمريكا الجنوبية المطيرة وصولًا إلى مختبرات العلاجات الإكلينيكية.
ج- و قريباً جدا .. أول دواء في تاريخ الطب يعالج مرض السكري جذرياً:
فقد توصل فريق من الباحثين الأميركيين إلى اكتشاف #دواء_جديد سمي”هارمين”، قيل إنه سيكون العلاج “الثوري” الذي قد يضع نهاية لمرض السكري. وأظهرت النتائج، وفق الباحثين العاملين بكلية إيكان للطب التابعة لمستشفى “ماونت سيناي” في منهاتن بنيويورك، أن ذلك الدواء يمكنه جعل الخلايا المنتجة للأنسولين تتكاثر، وهو الكشف الذي قد يساعد في نهاية المطاف على معالجة #السكري.
وكما هو معروف فإن الأشخاص المصابين بالسكري يكون لديهم نقص في خلايا بيتا الموجودة في #البنكرياس والمسؤولة عن إفراز الأنسولين، وبدون أن يُفرز قدر كافٍ من الأنسولين، فإنهم يكونوا غير قادرين على معالجة الجلوكوز بشكل صحيح.
ولفت الباحثون بهذا الخصوص إلى أنهم وجدوا أن دواء “هارمين” يمكنه تحفيز خلايا “البنكرياس” لإنتاج عشرة أضعاف الأنسولين الذي تفرزه خلايا بيتا يومياً. وأضافوا أن الأكثر من ذلك هو أنه عند تناول “هارمين” مع دواء آخر – يستخدم عادة في تعزيز نمو العظام – يزداد الأنسولين 40 مرة من ذلك الذي تنتجه خلايا بيتا يومياً. وأشارت صحيفة الدايلي ميل البريطانية إلى أن ذلك العلاج لا يزال في المراحل الأولى من الاختبار، غير أن الباحثين يرون أن تأثيره الكبير على إفراز الأنسولين قد يتسبب في حدوث ثورة وطفرة كبرى في علاج مرض السكري بنوعيه الأول والثاني.
وحذر الباحثون في الوقت ذاته من خطورة ترك السكري دون علاج، لأن ذلك قد ينجم عنه بعض التداعيات الصحية الوخيمة، التي من بينها احتمال حدوث تلف بالكلى، وتلف بالعين، وأمراض بالقلب، والسكتة الدماغية وربما الوصول لحد فقدان البصر .
٥- أخيراً هناك أمل بعلاج افضل لمرض تصلّب الشرايين عند المصابين بالسكري: عُرضت ونُوقشت مؤخراً الكثير من الأبحاث والتطورات العلمية والتقنات الجديدة في مجال علاج امراض تصلّب الشرايين التاجية للقلب بالطرق التدّخلية . وكان لافتاً فيها بدء عرض مُعطيات جديدة عن انواع جديدة من الروسورات الذكية DES , تبتكر طريقة إبداعية جديدة لزرع وضخّ اكبر كمية ممكنة من الدواء في جدار الشريان عند المرضى المصابين بمرض السكري. ويبدو ان هذا النوع الجديد من الروسورات يُبشر بنتائج مهمة جداً على صعيد علاج مرض إنسداد شرايين القلب عند المرضى المصابين بمرض السكري. وهذا الروسور الذي يُسمى Cre8 EVO هو من صناعة شركة إيطالية تُدعى Alvimedica وله ميّزات وخصائص مُختلفة عن الروسورات الأخرى. والنتائج الأوّلية التي أجريت عليه عند المرضى المصابين بمرض السكري تُعطي نتائج مُشجّعة جداً ما دفع الشركة إلى تنظيم دراسات وابحاث واسعة أخرى سنشرحها لاحقاً.
* طبيب قلب تدخلّي