العميد محمد الحسيني …صفحاتك اكثر من ان تتلى
بقلم : العميد منذر الايوبي
تلعثم الحبر اذ استفاض الالم، واجردت الصفحات عتبآ على القلم.. كيف السبيل لرثائِك بعد الخبر.. لَئن كان في الرثاء تعداد خصال ففيك رأينا تجاوز، كانت الشجاعة صنو عقل واعٍ، لا مساومة في نصرة المظلوم، ولا تخاذل عن احقاق الحق، لا تردد في تلبية واجب او تخاذل..!
في حضرة غيابك ايها العميد الحبيب حضور باقٍ، ملء مكان وزمان، تآلب الدهر على الوطن وتكالب الزعران صار عميما بما لا ترتضيه يوما، مآسي الناس وفقدان جنى اعمارهم حقيقة، حرامية اتقنوا الحرام لطالما كنت سيفا بوجههم.. ان وجب ذكر مدينتك الاحب طرابلس فانت تدين لها بالعشق وهي تدين لك بفرض امن، حسبت لك فيه سواد ميليشيات الف حساب.. واذ لاذ القضاء بك في الحرب الضروس كنت درعه في الحمى وتوطيد سلطة القانون ..
صفحاتك اكثر من ان تتلى أمَّرُ واوجع إن قُرِأت، يكفي ترداد الصدى انسانية مجبولة بدمث خُلُق وجمال خَلق..
نصائحك تسديها بحب التبني ولضباطك مثال.. لطالما تمنى من كان معك ان يبقى معك، ومن لم يكن تحت امرتك يتمنى معك، اما وفير من احبك فكان معك وبقي لك، وانت للوفاء مذهب..!
قائدآ اضفت الى النجوم لمعان هزة وفخار، عموم الجند يرنو اليك منتظرا الامر والقرار، في مصادقتك يصبح الامر رغبة مطلوبة والقرار عقيدة معتنقة..!
قيل الوباء مصيبة عمَّت البشرية، درس الخالق وتذكير نهي لعربدة المخلوق عسى ان يرعوي.. لكنه في لطف شمائلك ونبل تواضعك بجدارة كفاءة والتزام دين حنيف، جعلك في الموضع المناسب للشهادة بك، تناسُبُ القدوة لامتزاج درب الحياة مع الفضيلة..! .
في الموت تعجب ان فقد الايمان، ولئن استطاع البشر تبريره بالاساطير والمعتقدات، فمعك كان درب ايمان وحق سبيل الى نور المنتهى.. ان ادمعت عيون الجمع في وداعك فلعلة الشوق وسنى الاشتياق لفرح الوداع الى جمال المنتهى في رحمة الباري عزَّ وجل.. لا ندب ولا وعويل، قد هفت النفوس وصفقت القلوب، هو قطار عمرك ما تلوى او انحرف.. على امل لقياك نستودعك الرب الرحوم..
باسم الكُل وباسمي، أحَّر التعازي لعائلتك ومحبيك، لقوى الامن الداخلي ضباطا وافراد، للوطن بما خدمت وفديت ووفيت.. ان القسم لَشاهد..!
بيروت في 08.12.2021