العميد أنور يحيى يدوِّن قرناً ونصف القرن من تاريخ الشرطة القضائية في كتاب
آثر القائد السابق للشرطة القضائية في قوى الامن الداخلي العميد أنور يحي ان يدون تجربته في قيادة هذا الجهاز الامني من العام 2005 وحتى العام 2010 حيث بلغ سن التقاعد، ويؤرخها بين دفتي كتاب يحكي فيه قصة المرحلة الادق، والاكثر حساسية في تاريخ لبنان الحديث نظراً لما شهدته من عمليات اغتيال لعدد من السياسيين اللبنانيين، وما حفلت به من احداث وخضات أمنية وتطورات يومية متسارعة.
كتاب “الشرطة القضائية في لبنان .. حقائق وإنجازات” للعميد أنور يحيى، صدر اليوم عن “الدار العربية للعلوم ناشرون” ينضمن توثيقاً لوقائع كثيرة من تاريخ هذا الجهاز الأمني، بدءًا من تأسيسه في العام 1861 يوم كانت بيروت ولاية عثمانية، مرورًا بالانتداب الفرنسي والاستقلال والحرب الأهلية اللبنانية، وانتهاءً بالعام 2010 تاريخ إحالة العميد يحيى على التقاعد.
وبذلك يتضمن الكتاب تاريخ الشرطة القضائية، لما يعادل قرنًا ونصف القرن من هذا التاريخ. والكتاب هو الأوّل من نوعه في موضوعه، يشتمل على وقائع وإنجازات مثيرة من النوع الذي يُحسَب للشرطة القضائية، وينطوي على كثير من العبر والدروس التي يمكن استخلاصها من هذا التاريخ والبناء عليها للمستقبل.
يقع الكتاب في أربعة أقسام تتوزّع على ستمائة وأربعين صفحة زاخرة بجمٍّ غفير من المعلومات والوقائع والتفاصيل التي لا غنى عنها لأي دارس أو مؤرّخ للأمن اللبناني، في مراحله التاريخية المختلفة. وقد استند العميد يحيى في وضعه إلى مشاركته في لجنة كتابة “صفحات من تاريخ قوى الأمن الداخلي” الصادر في العام 2007، وإلى ترؤّسه الشرطة القضائية بين العامين 2005 و2010، ما أتاح له الوقوف على كمٍّ كبيرٍ من المعلومات شكّلت المادّة الأساسية للكتاب. وقد قدّم للكتاب وزير الداخلية الأسبق المحامي زياد بارود، وممّا جاء في مقدّمته:
” الشرطة القضائية أو (“البوليس العدلي” في زمن الانتداب) وحدة في قوى الأمن الداخلي توالت على قيادتها خيرة من ضباط المؤسّسة المشهود لهم بين 2005 و2010، كتب العميد يحيى فصولاً من تاريخها كقائد لها، لكنه اختار بعد تقاعد السنين (لا العقل ولا القلب) أن يكتب أيضًا فصول تاريخها منذ 1861. عملٌ بحثي، توثيقي معمّق، تولّاه العميد محصّنًا بتجربة جعلته يدخل إلى تفاصيل التاريخ من أبواب سنوات خدمته الـ 39 التي أمضاها في قوى الأمن، المؤسسة التي يكتب اليوم عنها ولها. يكتب أنور يحيى، الضابط، عن شرطتها القضائية وتاريخها، ويكتب أيضًا لضبّاطها وأفرادها حتى يعرفوا ما في جعبة ذلك التاريخ، من أجل المستقبل. تتصفّح الكتاب، فتقرأ تاريخ المؤسّسة، طبعًا، ولكنك تقرأ أيضًا سيرة ذاتية هنا، وسيرة إنجازات هناك. تقرأ في مآسي لبنان وصعابه، ولكنك تقرأ أيضًا في صلابة لبنان ورجالاته. تقرأ في ضعف الإمكانات، ولكنك تقرأ أيضًا في قوة التصميم وخرقاته. تقرأ طرفة هنا، وتكتشف حقيقة هناك. وفي تجوالك عبر صفحات تاريخ الشرطة القضائية، تقرأ تواريخ عدة، وفصولاً عدة، ومعلومات عدة… لكأنّ الكتاب يخبر قصّة، لكنّها لا تنتهي، وأحداثًا لم تندمل كلّ جراحها”.