احببتك… وهذا هو المهم
شعر : د. بهجت السعيدي*
تسألني حبيبتي ماذا ترى يغريك في حبٍّ بلا رجاء..
إلى متى تظلُّ غيماً يسكبُ الأمطارَ في صحراء..
إلى متى تحلُمُ في لقائنا مثلَ لقاء الأرض بالسماء..
يوجعُني قلبيْ عليكَ يا حبيبي
إنّ هذا الحبَّ قد أتعبنا ومالنا مِن راحةٍ ومالنا هناء..
إرحل حبيبي فالنصيبُ قال فينا حكمَهُ
وحكمُهُ القضاء..
إرحل حبيبي حبُّنا حكايةٌ مجهولة المصير…
أيامنا ليس لها أسماء..
إرحل حبيبي ما الذي يغريك في البقاء..
فيا حبيبي حبُّنا بالرغم من جنونه الكبير…
وشكلهِ وطعمهِ اللذيذِ والمثير…
ليس له مِن أملٍ في هذه الدنيا ولا في وسعنا اللقاء..
حبيبتي
يا لغتي الخضراء..
يا أنتِ يا تدفُّقَ المياه في حياتيَ الشاحبةِ الصفراء..
يا لغةَ الألوان في مشاعري
يا نشوة الإحساس في قلبي ويا حرارة الدماء..
حبُّكِ لا أتركهُ بالرغم مِن مشيئةِ الأقدار…
هل يستقيلُ العطرُ مِن وردته
ويقلعُ الحمامُ عن تحليقه
لأن هذي رغبة الأقدار…
إذاً بهذا الشكل يا حبيبتي
يموت كلُّ الكونِ حتى تفرح الأقدار…
حبُّكِ لا أتركهُ فأنت ياحبيبتي الهواء..
ودون عينيكِ أنا مُضَيَّعٌ
لا قيمةٌ تظلُّ للعمر وللأشياء..
إني زرعتُ الحب يا حبيبتي
مِن بيتيَ الصغيرِ حتى بيتكِ البعيدِ لا يهمني إن غضبَتْ أو رضيَتْ عن حبّنا الأقدار…
ولا يهمني إذا ما أثمرتْ أو ماتتِ الأشجار…
كلُّ الذي يهمني أنيَّ أديتُ الهوى بكلّ ما يمكنني مِن الهوى
وأنني دافعتُ عن براءة الأشواق…
في وجه آلاف المسافات التي تفصلنا عن بعضنا
تلك المسافات التي تمزقُ اليدينِ مِن لهفتها لتشبكَ اليدينِ يا حبيبتي
وتجلدُ الحلمَ الذي نحلمُهُ في الضمّ والعناق…
وأنني دافعت عن شرعية الأشواق…
في وجه هذا الزمن القبيح والمحكوم باللوعة والفراق…
————————
*شاعر وطبيب عراقي