الانتخابات النيابية، اختبار كشف الغباء..!
بقلم العميد منذر الايوبي*
يبدو ان الانتخابات النيابية المرتجاة لا زالت مأمولة “إلا إذا”..! وبصرف النظر عن مدى حقيقتها المطلقة ونسبية مصداقيتها ستكون نوعآ من “اختبار كشف الغباء” Stupidity Text لاطياف المقترعين أٰ فرادى كانوا ام جماعات على اختلاف انتماءاتهم وتعدد ولاءاتهم وكذا استقلاليتهم..!
تاليآ، لطالما أثبت “جهاز كشف الكذب” Lie Detector Text نجاحه في مضمار كشف الحقيقة، اما رصده ما اصاب معظم افراد الطبقة الحاكمة ومرشحيها المخضرمين من اللفيف القريب “اجداد، آباء، أبناء واصهرة” من اعراض التعرق المرضي المستمر المترافق مع تغيرات حيوية وفسيولوجية فمؤداه سهولة اعتلام خداع مورس، علامات توتر دالة على اعتياد رسوب او فشل.. اما الطامحين الجدد فلهم اجر المحاولة، وتبقى نتائجهم معلقة اختباريآ الى اجل ولوجهم العتبات البرلمانية..!
في الرهان على محدودية القدرات العقلية للناس امر خاطئ خطير، اذ ان تجذر نفعية فاقعة ومصلحية وقحة مع تعميق لشروخ مذهبية، وغرق في مهاوي الجدل العقيم بعيدا عن اقتناع، وطد فكرة الالتزام بمسار القطيع دون اي اعتبار او اخذ عبر من تجارب ملموسة عاقر وفترات حكم جدباء اثبتت عقم الطبقة السياسية مر عقود..!
في الوهم Illusion كَمُ التباس، تشوه او عطب يصيب الحواس ينعكس او يتبنى حقيقة مشوهة، واذ يعد الخداع البصري اكثره شيوعا فإن خداع البصيرة صنيعة صاحبها نقيض المنطق والاستقراء، قد تُعطل قدرة الفرد على الادراك.. كما يبدو ان التوهم يتصف بنوع من اثارة حسية بيولوجية وفكرية، تحفز افتراضات ترجحها او تقودها استطلاعات الرأي تترجم خلف المعزل على نحو مغاير، فيض اسماء تشتت الاذهان تؤدي الى هلوسة تتداخل مع وهم تغيير موعود..!
في سياق متصل، بالانتقال الى المورثات السياسية لحلول ومعالجات نجد كم ارتكابات زيف أداء مزمن، لوثة كأداء زلزلت كينونة الوطن واصابت اهله بقلق نفسي متزامن مع معيشي صعب الاحتمال.. واذ فاق تقبل الاوهام ضوء الحقيقة الساطع، بدا الازدهار كأسطورة قرطاج، شبه تخيلات اضغاث احلام، وكوابيس تطرح تساؤلات وتكشف اكاذيب..!
تاليآ، في المقادير وزنات بؤس حال والازمات سبق علم، الترسيم البحري بين مد وجزر ينتظر Hochstein، الكابيتال كونترول خطة من صناع المصائب سعي تخييط ثقوب اهتراء منظومة ثلاثية الابعاد، استجرار الغاز والكهرباء بقدرة Dorothy Shea ومظلة عقوبات Caesar Art تظلل سوريا لكنها لا تحجب لهيبآ يطال لبنان؛ اما النفايات والمزابل فمعالم انهيار ومصادر اكتساب.. لا داع للبحث عن مجرم وتجريم الادلة قطعيات والجهل بها تزاوج بين فساد وهبل..!
من جهة اخرى، رسمت اللوحات الاعلانية كما المناظرات التلفزيونية حجم الطموحات لا بل الرغبات، عشوائية خيارات بين حلفاء الامس واخصام اليوم، سند سد خانات الفراغ في اللوائح المشكلة، تفرز غشآ في القناعات، نوع من اضطرابات التفلسف المعرفي المضلل شبه عتمة جدارية..!
أخيرآ؛ لا من وسائل مؤكدة بعيدآ عن تنبوء لرؤية الغد وان انتفى التشكيك بالقدر، الوطن لم ينتظر صدفة ليتعثر، ذهب اليها او خطف بملء ارادته.. الحقيقة والخيال نقيضان وجها مسكوك واحد؛ الاولى ليست خرافة قد تحرر المرء لكنها لم تحرر وطنآ من قيود اخطبوطية كبلته مر عقود.. المرارة الآن على خشية من نسيان عند صندوقة الاقتراع حيث يكرم الوطن او يهان.. يقول فريديريك نيتشه “نسيان غاية المرء هو اكثر اشكال الغباء انتشارآ”..!
بيروت في 23.04.2022