الاسد : سمعنا بقتل البغدادي بالاعلام وسنستنفد السبل الدبلوماسية مع تركيا وبعدها سنحرر أرضنا بالحرب
كشف الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد، إن دمشق لم تسمع عن عملية قتل الارهابي أبوبكر البغدادي سوى من الإعلام.
وقال خلال لقاء مع قناتي “السورية” و”الإخبارية السورية”، بث اليوم الخميس بأن سوريا لم تكن لها أي علاقة بالموضوع وأن الأهم من ذلك هو أنه لا يعرف “إذا كانت العملية حصلت أم لا”.
وأكد الرئيس السوري أن “السيناريو الذي نشرته الولايات المتحدة لعملية مقتل البغدادي متزعم تنظيم داعش جزء من الخدع الأمريكية وعلينا ألا نصدق كل ما يقولونه إلا إذا أتوا بالدليل”.
وذكر بأن “البغدادي كان في السجون الأمريكية في العراق وأخرجوه ليلعب هذا الدور”، مضيفا أن زعيم “داعش” هو “مجرد شخص يبدل بأي لحظة وبأي وقت”.
اضاف: “أعتقد أنه سيعاد إنتاجه باسم وشخص آخر وربما يعاد إنتاج داعش حسب الحاجة تحت عنوان آخر ولكن يبقى الفكر نفسه والاستخدام نفسه والمدبر هي الولايات المتحدة”،
كذلك كشف الاسد أنه “لم يكن لسوريا أي علاقة بالعملية العسكرية التي تمت فيها تصفية البغدادي وأنه لا يوجد أي تواصل بينها وبين أي مؤسسة أمريكية”.
وفي الموضوع التركي قال الاسد “يجب الحرص على ألا تتحول تركيا إلى دولة “عدو” لسوريا وذلك بعد عشرين يوماً على هجوم جديد شنته أنقرة في شمال شرق البلاد”.
وكشف نيته في إعادة مؤسسات الدولة تدريجياً إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الأكراد في شمال شرق البلاد بعد انتشار الجيش في نقاط عدة فيها.
وقال الاسد إن الرئيس التركي رجب طيب “أردوغان ومجموعته أعداء”، مضيفاً “لكن حتى الآن القوى السياسية في تركيا بمعظمها هي ضد سياسات أردوغان، فعلينا أن نكون حريصين على ألا نحول تركيا إلى عدو”.
واعلن أنه “في حال لم تنجح القنوات السياسية في التوصل إلى حل، فاننا سنلجأ للحل العسكري لاستعادة المناطق التي سيطرت عليها تركيا، كما حصل في محافظة إدلب (شمال غرب) التي سيطرت القوات الحكومية على منطقة واسعة فيها العام الحالي برغم اتفاق روسي تركي لوقف إطلاق النار.
وقال الرئيس السوري : “استنفدت كل الفرص، وبالنهاية قمنا بالتحرير طبعاً التدريجي من خلال عملية عسكرية. الشيء نفسه سيحصل في المنطقة الشمالية، بعد أن تُستنفد كل الفرص السياسية”.
واشار الأسد، إلى أنه سيشعر بالقرف حال اضطراره إلى لقاء أي شخص من جماعة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
وقال :”تصريحاتي ضد أردوغان تصريحات مستمرة.. قلت لص، وهو بدأ من الأيام الأولى بسرقة كل ما يتعلق بسوريا فهو لص، أنا لم أشتمه، أنا أصفه. هي صفة وهذا الوصف حقيقي. من يسرق مصانع ومحاصيل ومؤخرا أراض ماذا أسميه، فاعل خير؟! لا توجد تسمية أخرى”.
أضاف الأسد: “قبلها في خطابي في مجلس الشعب قلت إنه أزعر سياسي، هو يمارس هذه الزعرنة السياسية على أوسع نطاق، يكذب على الجميع ويبتز الجميع، وينافق، وعلنا. نحن لا نخترع صفة. هو يعلن نفسه بصفاته الحقيقية فأنا قمت بعملية توصيف”.
وقال الاسد ردا على سؤال حول مدى استعداده “الآن للجلوس مع التركي بعد العدوان”: “إذا سألتني، ماذا سأشعر لو اضطررت أنا شخصيا لكي أصافح أو ألتقي مع شخص من جماعة أردوغان أو من يشبهه أو من يمثل نهجه، فلن أتشرف بمثل هذا اللقاء وسأشعر بالاشمئزاز”.
وبين الرئيس السوري مع ذلك: “ولكن المشاعر نضعها جانبا عندما تكون هناك مصلحة وطنية، إذا كان هناك لقاء سيحقق نتائج. كل ما يحقق مصلحة الوطن لا بد من القيام به وهذه مهام الدولة”.
وأضاف: “لا أتوقع أنه إذا حصل لقاء أن تكون هناك نتائج إلا إذا تغيرت الظروف بالنسبة للتركي. ولأن التركي الأردوغاني هو شخصية انتهازية ومنظومة انتهازية وعقيدة انتهازية، فهي ستحقق نتائج، بحسب تغير الظروف، عندما تكون مضغوطة، بحسب الظروف الداخلية أو الخارجية أو ربما فشلها في سوريا. عندها ربما تحقق نتائجها”.
ووصف الأسد، الاتفاق الروسي التركي حول الوضع شمال شرق سوريا، بالـ “مؤقت” لكنه “جيد بالمدى المنظور”، لافتا إلى أن دور روسيا في الأزمة دائما يخدم بلاده.
وقال إن “المبادئ الروسية واضحة خلال هذه الحرب، قبل أن تكون هناك قاعدة روسية تدعم الجيش السوري في عام 2015″، موضحا أنها “تستند إلى القانون الدولي، إلى سيادة سوريا، إلى وحدة الأراضي السورية، وهذا الموضوع لم يتغير لا قبل ولا بعد ولا بتغير الظروف، ولكن السياسة الروسية تعتمد على التعامل مع الأمر الواقع”.
وأشار إلى أن الاتفاق الروسي التركي “بالمدى المنظور جيد”، وتابع: “الروسي بهذا الاتفاق لجم التركي. وقطع الطريق على الأمريكي، وعلى دعوة التدويل التي طرحها الألماني.
وأضاف: “الاتفاقات الروسية دائما معلنة، الاتفاق بينه وبين تركيا أعلن مباشرة بالإعلام بكل بنوده، والاتفاق بيننا وبين الأكراد بوساطة روسية وبدعم روسي، كان أيضا معلنا منذ اللحظة الأولى. لا توجد أشياء مخفية في السياسة الروسية، وهذا شيء مريح جدا بالنسبة لنا”.