الاختبار بالنار …
بقلم ألعميد منذر ألأيوبي*
ألثلاثاء من ألأسبوع ألفائت خرج رئيس أركان جيش العدو ألأسرائيلي “غادي إيزنكوت” من مكتبه في مقر وزارة ألدفاع للمرة ألأخيرة بعد بلوغه سن ألتقاعد ،، إستعرض ثلة رمزية من قطعات ألجيش ألمُتَعَدِدة TSAHAL بحضور رئيس وزراء ألعَدو ثُمَ غادَر ،، في حين قام نتنياهو بِتعليق رتُبة اللواء على كتفي رئيس الأركان الجديد “أفيف كوخافي” في تقليد عسكري معروف لكن من “سُوء ألطاِلع” ربما أن نتنياهو وضع ألرتبة على كَتِفِه ألأيسر بطريقة عكسية ..!
يُعتَبر رئيس الأركان المستوى القيادي الأعلى في الجيش الإسرائيلي و طبعآ يخضع لإمرة الحكومة و وزير ألدفاع من حيث ألهرمية لكنه صاحب ألقرار ألأول و ألأخير على صعيد ألجيش ، و بصرف ألنظر عن ألمناصب ألعسكرية ألتي شغلها “كوخافي” و أداءه ،، فهو أمام تحديات جَمَّة سواء فيما يتعلق بألجيش و فروعه ألعسكرية و ألإستخباراتية أو ما يتعلق بِألواقع ألإقليمي ألمتفجر و ألوضع ألدقيق على ألحدود ألشمالية بوجود قوة ألردع ألكفؤة و ألمتمثلة بوحدات حزب الله و ألجيش اللبناني ،، إضافَةً إلى سَعيه لِتعزيز ثقة ألجمهور بألجيش ألإسرائيلي و سكان مستوطنات ألشمال بصورة خاصة …
سيتوجب عليه بدايةً تعيين طاقم ألعمل أللصيق به و من ثم ترتيب وضع ألجيش ألداخلي و تعيين قائد ألقوات ألبرية ،، كما عليه بلورة رؤيته ألإستراتيجية في قيادة ألجيش و قواعد ألإشتباك ألتي سيعتمدها في ظل ألتخبط ألسياسي على صعيد الحكومة ألإسرائيلية ،، لا سيما بعد استقالة وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان و ملف ألفساد ألمتورط به نتنياهو ، إضافةً إلى إستحقاق الانتخابات القادمة التي ستجري في نيسان 2019 ، مع ألمُثابرة على بناء القوة العسكرية و ضمان جاهزية الجيش الإسرائيلي وملاءمته لتحديات المستقبل …
من جهة أخرى ، فَإن الواقع السياسي لفترة الانتخابات من شأنه أن يمس بشرعية قرارات القيادة السياسية في مواضيع الأمن و ألدفاع و يفرض بألتالي على رئيس ألأركان خيارات و مسؤوليات إضافية و متابعة موضوعية و تحليلية للوضع ألداخلي و تناقضات القيادة السياسية ،،
إذ أن الاستقطاب السياسي و صراعات أجنِحَة أليمين و أليسار و ألفئات أو ألأحزاب ألدينية من شأنه أن يُصَعِد الجدال الجماهيري حول السياسة و ألقرارات التي ينبغي اتخاذها بالنسبة للتحديات الأمنية ،، إضافةً إلى التشكيك في الدوافع و ألأسباب التي هي في أساس القرارات السياسية …
منذ أليَوم ألأول لمباشرة مهامه ثابر رئيس أركان جيش ألعَدو على إطلاق هجمات جوية مُكَثَفة على سوريا و القواعد ألإيرانية فيها محاولآ إختبار ألجبهة ألشمالية بألنار .. فَفي مَفهومه طبعآ إيران تُشكل التهديد الأهم على أمن إسرائيل سواءً على ألصعيد ألنووي أو ألتقليدي … كما أن “مشروع ألدِقة” لصواريخ حزب ألله أمرٌ مُقلِق بات يلازم ألقيادتين ألسياسية و ألعسكرية للعدو ،، مما سيدفعه تاليآ إلى بلورة استراتيجية عمل و خيارات هجومية ترسم الخطوط الحمراء دون ألإنزلاق نحو حرب شاملة على ألحدود الشمالية ، كَما أنَ ما يُرَوَج عَن مُواجَهة مُباشرة بين إسرائيل وإيران أمرٌ مُرَكَب خاصَةً بَعدَ ألتَمَوضُع ألإيراني في سوريا ، مُتَعدد ألساحات “جَنوب لبنان – سوريا – ألخليج ألعَرَبي و ألمَضائق – ألقواعِد ألأميركية” وَ كَثير ألمخاطِر خَاصَةً إذا فَلَتَت ألأمور مِن عِقالَها ..
في سياقٍ مُتَصِل ،، يَعْلَم “كوخافي” أنَ عَمَليَة ألأنفَاق “الدرع ألشمالي” كَانَت بهدف رفع مَعنويات ألمُستَوطنين في ألشَمال و دَفعِهِم لِلثقة بِألجيش ، فَألعَمَل ألعَسكَري ألمُحترف لا يَتم بِهَذه ألطريقة إذ أن ألتَكَتُم عَلى إكتشاف ألأنفاق و تَفخيخها بِألمُتَفَجرات هوَ ألأنجَح وَ ألأكثَر إيلامَآ لِلعدو ألمُقابِل “حزب ألله” ..
أليَوم 26.01.2019 ألساعة 8:30 سَيَكونُ رئيس ألأركان “كوخافي” وَ بَعْض أركانِه و مِنهم ألناطق بإسم ألجَيش “أفيخاي أدرعي” في مقَر وزارة ألدفاع “هَاكِرْياه” وَسَط تَل أبيب – شُعبَة ألعَمَليات مُتَسَمِرين أمام شَاشَة مَحَطَة ألمَيادين ألتلفزيونية لِمُتابَعَة خَلَقَة ألحوار مع سَماحَة ألأمين ألعام لحزب ألله ،، وَ عَلَيه سيتفَاقَم “ألعِبء ألزَائد” وَ سَيُبنَى مِن ألمُقتَضى ألكَثير ..!
*عَميد،كاتِب وَ بَاحِث ..