الاحتكار الممنوح لطيران الشرق الاوسط “مربط الفساد” والحوت اكبر الفاسدين
نشرت جريدة نداء الوطن تحقيقاً اليوم بعنوان “الإحتكار و”التربيطات” في خدمة طيران الشرق الأوسط”، خلصت فيه إلى جملة من الحقائق التي كان موقع “اخبار الدنيا” قد اشار اليها في سياق تحقيقات عدة نشرناها في اوقات سابقة، ووثقتها في سياق التأكيد على الفضائح التي تحصل في شركة طيران الشرق الاوسط”ميدل إيست” والسرقات، ومزاريب الهدر، والاحتيال، والتهرب وتبييض الاموال، وصولا الى ادعاء النجاح في معرض الفشل، وكل ما لا يخطر على بال انسان من جرائم يندى لها جبين الانسانية ، وتصيب الضمير الانساني في الصميم ، ومن شأنها ان تطيح بأعتى منظومة ادارية وحكومية لو كما نعيش في كنف دولة.
ولكن قدرنا ان نكتب ونصرخ، ونصرخ بأعلى الصوت في برِّية لكأن احداً لا يسمعنا ولا يقرأ في ظلال حكومة متواطئة وشريكة بالكامل في صفقات الحوت ومن ورائه وشركاه من رياض سلامة الى اعلى الهرم في سلم السلطات المنحلة اخلاقياً قبل ان تنحل ادارياً .
وبالعودة الى التحقيق المنشور اليوم في نداء الوطن فيقول :
ترتفع الأصوات المطالبة بتدقيق جنائي في حسابات شركة طيران الشرق الأوسط لأنها مملوكة من مصرف لبنان الذيتبيّن أن هناك تلاعباً في حساباته. وأكدت مصادر متابعة أن الشركة تدّعي النجاح كما كان الحاكم السابق لمصرف لبنانيدّعي النجاح ليتبيّن أن هناك ألف سؤال وسؤال حول ذلك النجاح المزعوم. وأشارت المصادر الى جملة أسباب تجعلالشركة تدّعي “النجاح” أبرزها الجانب الاحتكاري في مكان ما، فضلاً عن تربيطات تحظى بها من جهات رسميةلحمايتها، إلا أن ذلك يحول دون فتح حرية المنافسة كما يجب، ويدفع ثمنه المسافرون أسعاراً مضاعفة أحياناً.
ويتفاجأ اللبنانيون المغتربون أو أي سائح يريد القدوم إلى بيروت في كل موسم ذروة من ارتفاع كبير في أسعار تذاكرالسفر خصوصاً من والى الدول الأوروبية، وما يُشكّل صدمة أن الأسعار مضاعفة مقارنة بأسعار بطاقات السفر إلىإسرائيل، على سبيل المثال لا الحصر، رغم أن المسافة هي نفسها بين أي عاصمة أوروبية وبين بيروت أو تل أبيب.
فادي عبود: إتفاق على توحيد الأسعار
يشرح وزير السياحة السابق فادي عبود سبب ارتفاع أسعار تذاكر السفر من أي عاصمة أوروبية إلى بيروت، لافتاً إلىمثال “وجود 4 شركات تعمل على الخطوط الأوروبية باتجاه لبنان هي: الشركة الوطنية اللبنانية، والشركات الوطنيةالفرنسية والإيطالية والألمانية، وهذه الشركات أبرمت اتفاقاً ضمنياً في ما بينها على توحيد الأسعار”، لكنه ينبّه إلى أن“مسألة توحيد الأسعار بين الشركات يعاقب عليها القانون في أوروبا”.
ويوضح عبود خلال حديث مع الصحيفة أن “موضوع توحيد الأسعار هذا يُلحق خسائر بالمسافرين”،ويعطي مثالاً عن الفرق الكبير بين ما تتقاضاه “ air france”، من أي عاصمة أوروبية إلى بيروت وإلى تل أبيب، حيثإن الرحلة من أي عاصمة أوروبية إلى تل أبيب ثمن تذكرتها حوالى 300 يورو، مقابل 700 يورو ثمن التذكرة الى بيروتتقريباً، أي أكثر من ضعف السعر، والسبب في هذا التفاوت أنه في تل أبيب يوجد تنافس بين الشركات، فيما تغيب هذهالمنافسة تماماً في لبنان بسبب الإتفاق بين الشركات على توحيد الأسعار”.
لا طيران إقتصادي
الى ذلك يضيف عبود أن “لبنان لا يُسهّل عمل الشركات المنخفضة السعر كباقي الدول المجاورة، لأن فتح المجال أمامهايسمح بالمنافسة، كما يسمح للمسافر باختيار الشركة والسعر الذي يناسبه. ولهذا السبب لا يوجد تنافس كافٍ على خطبيروت، فيما المنافسة موجودة في العواصم القريبة من بيروت مثل القاهرة أو إسطنبول أو عمان، وأسعار البطاقات إليهاأقل بكثير من أسعار الشركات التي تتوجّه إلى بيروت”.
لا أجواء مفتوحة
وإذْ يشير إلى أن “لبنان وقع إتفاقية الأجواء المفتوحة، إلا أن الطيران المدني يُصعّب الأمور كثيراً على الشركات ولا سيّماالشركات المنخفضة الأسعار للحؤول دون هبوطها في بيروت، وهذا ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وإذا قمنا بمقارنة نجدأن أسعار تذاكر السفر إلى بيروت أغلى من كافة العواصم المحيطة بلبنان”.
الحل وفق عبود هو “الحرية الرابعة (تستطيع كافة شركات الطيران الهبوط من دون استثناء)، والحرية الخامسة (تتمكنأي طائرة لدى هبوطها بالمطار من تحميل ركاب من بيروت) وهذه من الأنظمة التي تحكم الطيران والتي وقّع عليها لبنان. فاليوم من المفترض بالطيران المدني أن يسمح لكل شركة تطلب المجيء الى بيروت بالقدوم، وعدم اشتراط ربطها بتوقيتمعيّن مثل أوقات الفجر بين الثانية والرابعة صباحاً، لتسهيل الأمور على المسافر”.
ولذا يؤكد عبود أنه “من المفترض أن نمارس الحرية المطلقة وما يسمّى بالحرية الرابعة والخامسة في مطار بيروت، لأنذلك يسمح بالتنافس ويجبر الميدل إيست على تخفيض أسعارها، فشركة الطيران الوطني تحقّق أرباحاً كبيرة علىحساب المسافرين لأن لا أحد ينافسها”، معتبراً أن ذلك ليس “مرجلة” بل “المرجلة” هي أن تستطيع الشركة الإستمرار فيظل المنافسة، فما تقوم به اليوم يسمّى احتكاراً”.
دور الطيران المدني
ويرى أن من مصلحة الميدل إيست أن “لا ينافسها أحد لتزيد أرباحها وهي موجودة بقوة في المطار”. ويأسف لأن“الطيران المدني الذي يملك الصلاحية بالسماح لشركات أخرى بالمجيء إلى لبنان ويُحدّد من يحق له أن يهبط في المطارومن لا يحقّ له، هو من يساعد الميدل إيست” على استمرار الاحتكار.
وإذ يشدّد على “ضرورة تنفيذ شامل وكامل للإتفاقيات التي وقّع عليها لبنان للحرية الرابعة والخامسة بحيث يسمحالهبوط لأي شركة لا يوجد بحقها أي إشكال ومسموح لها الهبوط بأوروبا”، لكنه لا “يستبعد أنه في حال حاولت أي شركةالهبوط في لبنان، وليس عليها أي إشكال، أن يخلقوا لها في لبنان إشكالاً لمنعها من الهبوط في مطار بيروت”.
هذا ما حصل مع “جوردانيا”
ويستذكر عبود حادثة حصلت معه في الماضي خلال تولّيه حقيبة السياحة، ويقول: “عند حصول الحرب في سورياوانخفاض عدد السياح الأردنيين بما يقارب 80%، طالبنا حينها بأن يكون لدينا طيران منخفض الأسعار، خاصة أنأغلبية الأردنيين كانوا يأتون بسياراتهم، أي لا يتكلّفون كثيراً. تقدّمت شركة تدعى “جوردانيا” بطلب المجيء، لكن لميعطوها حق الهبوط بلبنان. ولدى مراجعتنا أجابوا بأن ذلك لأسباب فنية وأن الطائرة قديمة، ولكن تبيّن أن هذه الطائرةلها حق الهبوط ببريطانيا. وهذا دليل على أنهم يمنعون التنافس في لبنان، ويلحقون الضرر بالاقتصاد”.
في الختام، يأمل عبود “في حصول تغير لأن التنافس دليل صحة. بمعنى إذا فتحت السوق تعتاد الشركة الوطنيةللطيران على التنافس لتتمكن من الاستمرار، ولكن إذا لم تعتد على التنافس فستنهار شيئاً فشيئاً”.
جان عبود: 4 عناصر تحدّد الأسعار
ومن ناحيته، يوضح نقيب مكاتب السفر جان عبود أن “شركات الطيران غايتها الربح، كما أنها تستند إلى 4 عناصرلتحديد أسعار التذاكر:
“العنصر الأول، وهو العرض والطلب، فإذا طرحت الميدل إيست 3 طائرات على خط معين وامتلأت جميعها يعني أنالطلب أكثر من العرض، ومن الطبيعي هنا أن ترتفع الأسعار. ويلفت إلى أن “هذه الحالات تحصل ببعض المواسم مثلالصيف حيث تبيع الميدل إيست التذاكر وفق العرض والطلب. أما في الشتاء فيختلف الوضع تماماً، فعلى سبيل المثالهناك تذاكر ما بين 120 و125 دولاراً إلى إسطنبول.
والعنصر الثاني الذي يؤثر بالسعر هو إذا كان الخط مباشراً، حيث تكلفة الرحلة أكثر من تلك التي تتوقف في محطاتعدة.
العنصر الثالث هو بقدر ما تكون هناك رحلات على خط محدد يتأثر السعر ويرتفع، أي إذا كانت لدى الميدل إيست رحلتانيومياً على خط باريس، فهذا مكلف.
وأما العنصر الرابع فمرتبط بالتوقيت، إذ هناك فارق بين أن تقلع الطائرة في الليل أو تقلع ما بين الساعة 8 و9 صباحاًوما فوق”.
وهنا يشير الى أن “أسعار “الميدل إيست” ليست وحدها مرتفعة. فعلى سبيل المثال، سعر التذكرة على خط بيروت – باريس هو تقريباً نفسه على متن شركة “air france”، وأحياناً قد يكون الفارق ما بين 3 إلى 4 دولارات حسب فرق السعرأي ما نسبته1% فقط، وهذا ما تفرضه التكلفة التشغيلية. فلكل شركة طيران تكلفة تشغيلية لكل طائرة تابعة لها”، ويؤكّدأنه “بعد حوالى 20 يوماً ستنخفض الأسعار. وهذا منوط بالعرض والطلب والتوقيت، وعدد الرحلات والخط المباشر… هذه هي العوامل التي تتحكم برفع السعر أو خفضه”.
الحكومة منحتها إمتيازاً
ويذكّر بأن “الحكومة هي مَن منحت الشركة الوطنية حق الإستثمار على مدة 10 سنوات تقريباً، وبالتالي هناك حصريةبالقانون”، وقال: “هذه شركات تجارية وليست كاريتاس، فمصاريف الشركات كبيرة ومكلفة، ومن لا يعلم بزواريب الطيرانيعتقد أنها كلها أرباح. علماً أن هناك القليل من شركات الطيران في العالم التي تحقّق أرباحاً. فالكلفة التشغيلية هائلةويتحكّم بها 100 عامل وأبرزها سعر الفيول”.
ليست شركة حكومية
ويوضح أن “الميدل إيست” هي شركة خاصة. أما الشركة الحكومية مثلاً فيمكنها القيام بعروضات حيث تخفض ثمنالتذكرة أحياناً لتنشط الاقتصاد بفعل ارتفاع عدد السياح. ويمكن للميدل إيست القيام بذلك في حال طلبت منها الحكومة،لكن هنا يتوجّب على الحكومة أن تغطي خسائر الميدل إيست في حال باعت بأسعار أرخص، فلا يمكن للشركة خفضأسعارها وهي لديها مستلزمات تشغيلية و5000 موظف يتوجب عليها تأمين رواتبهم”.
ويختم حديثه، بالقول: “الميدل إيست شركة وطنية ومهمة للبلد، وهي منتشرة في الخارج أكثر من انتشار السفارات”.
وقائع حصلت مع مغتربين
إن تجربة مكاتب السفر مع الزبائن تثبت أن مغتربين يهربون من الحجز على متن الميدل إيست بعد سماعهم بالأسعارالخيالية، لا سيما إذا كانت للمسافر عائلة ويحتاج إلى أكثر من تذكرة. وهنا يروي صاحب أحد مكاتب السياحة والسفر لـ“نداء الوطن” بعض المواقف التي كانت تحصل معه أثناء طلب المغتربين حجز تذاكر سفر للمجيء إلى لبنان، لافتاً إلىأن “هناك الكثير من المغتربين اللبنانيين في كافة الدول وبخاصة في أوروبا، ولدى تواصلهم مع المكتب من أجل حجزتذاكر سفر، فإن أول سؤال يطرحونه ومن باب دعمهم الشركة الوطنية هو عن تكلفة التذكرة على متن الميدل إيست. عندإبلاغهم بالسعر يتفاجأون، عندها ننصحهم بشركات أخرى وهي أرخص بكثير”.
ويلفت إلى أن “البعض وبقصد التوفير، يعمد إلى حجز تذاكر للسفر إلى قبرص ومن قبرص إلى لبنان، حيث ثمن التذكرةالى قبرص من أي دولة أوروبية يتراوح بين 150 و200 دولار، ومن قبرص إلى لبنان تبلغ 100 دولار تقريباً وأحياناً أقل،بينما أسعار الميدل إيست تبدأ بـ600 وقد تصل إلى 1000 دولار”. ويقول: “أنا صاحب مكتب وضنين بمصلحة لبنان،وأدعم الميدل إيست كشركة وطنية، لكني أرفض استغباءها المسافرين بتضخيم أسعارها التي تفوق الشركات الأخرىبمرتين أو