إليك أيها الحبيب …
بقلم : فاطمة صالح*
__________________
أنا، لستُ طاحونَ الهواءْ..
أنا، في خفايا روحكَ الظمأى، نداءْ..
أنا، عشبةٌ، طالَ انتظارُ ربيعِها
دَهراً..
ولم تتركْ صلاةَ شتائها القاسي
على أهدابِ فجرٍ،
لم يزلْ،
رغمَ التِماعِ الضوءِ،
يلبسُ أجمَلَ الأثوابِ،
يختارُ العطورْ..
أنا، تلكمُ الصحراءُ
جَفتْ
من دهورٍ
ساقياتي..
فبقيتُ، رغمَ الزمهريرِ،
أهز مَهدَ الطفلِ، في روحي،
أصَلي، عند أعتابِ الإلهِ،
أبيتُ،
في كفي شموعْ..
وعلى صخورِ القهرِ،
أطلِقُ،
باتجاهِ الصبحِ
أحلا أغنياتي..
وأراوِدُ الوقتَ العَجولْ..
وبكفيَ الدامي،
أرد الشوكَ عن وجهي
وأحضنُ أمنياتي..
ما ذنبُ عاشقةٍ، بَنتْ،
في هيكلِ الحبِ الجميلِ،
قصورَها..
ودَعَتْ بناتِ الحرفِ،
كي يرقصنَ في عرسِ الأميرْ..؟!
أنا ما ركعتُ لمارِدٍ..
لكنني أجثو،
بكامِلِ زينتي،
لدموعِ طِفلةْ..
ولشهقةٍ،
(في كوخِنا، يا ابني )
وتقصِمُ ظهريَ التعبان،
أناتُ الضحايا الأبرياءْ..
أنا لستُ أنثى ضائعةْ،
أو خانعةْ..
فلقد وُلِدتُ معَ الصباحْ..
أنا، في سكونِ الوقتِ،
في صَمتِ الخريفِ،
أنا الحَفيفْ..
وأنا جَناحُ حَمامةٍ بيضاءَ
ترتادُ السماءْ..
أنا ثمْرةُ البلوطِ
في زمنِ انتِكاساتِ الرغيفْ..
ماخنتُ دربَ الشمسِ، يوماً..
ما رَكنتُ إلى الظلالْ..
______
أنا، عندما يغتالُ نيسانَ الخريفْ..
أو عندما يعدو الزمانُ،
مُخلِفاً آثارَ أقدامِ العبورْ..
فوق الرصيفْ،
أنا ما أزالُ،
وسوف أبقى،
عندما تجتاحُ حُمى الهَجْرِ دارَكَ،
أو يخونُ العمرُ ميعادَ ارتيادِكَ ضِفتيهْ..
أو عندما تجري السفينةُ، تلوَ أخرى،
وعلى شواطئِ عمرِكَ الساجي، نحيبْ..
أنا في انتظارِكَ، يا حبيبْ..
سأغافِلُ الوقتَ الحَرونَ،
على شبابيكِ الشقاءْ..
وأمدُ جسراً للقاءْ..
__________________________________
*كاتبة وشاعرة سورية