“الدنيا نيوز” – دانيا يوسف
ازدادت في الآونة الأخيرة أهمية أنماط العمل المرن، دون الالتزام بمكان أو ساعات عمل مُحدّدة، خاصة في ظل بحث الموظفين عن بيئات عمل مريحة، وتنافس الشركات العالمية على استقطاب الكفاءات.
وساهم اتساع نطاق شبكة الإنترنت اللاسلكي والحوسبة السحابية في نجاح الموظفين بمزاولة أعمالهم عن بُعد بنفس الكفاءة التي يعملون بها في الشركة. فما هي أكثر دول العالم مرونة في قواعد العمل؟
أشارت دراسة أجرتها شركة “غرانت ثورنتون” العالمية للمحاسبة، وفق ما أوردت شبكة “بي بي سي” العربية، إلى أنّ فنلندا لديها أكثر أنظمة العمل مرونة في العالم؛ إذ إنّ 92 بالمئة من شركاتها تسمح للعاملين بتغيير ساعات عملهم بما يتوافق مع متطلباتهم، مقارنة بـ 76 بالمئة من الشركات في بريطانيا و18 بالمئة فقط في اليابان.
وأصدرت فنلندا قانوناً عام 1996 يجيز للموظفين تغيير مواعيد الحضور إلى مكان العمل والانصراف منه، بما يصل إلى 3 ساعات قبل أو بعد المواعيد الرسمية، ومن المقرر أن يدخل قانوناً آخر حيز التنفيذ في عام 2020 والذي يحق بموجبه لمعظم الموظفين بدوام كامل اختيار الوقت والمكان الذين يعملون فيه لنصف ساعات الدوام على الأقل.
وقالت تارجا كروغر، المستشارة بوزارة الشؤون الاقتصادية والتوظيف الفنلندية والتي شاركت في صياغة القانون؛ إنّ القانون الجديد يلزم الموظفين بالعمل 40 ساعة في المتوسط، مع إعطائهم الحق في اختيار الأيام أو أماكن العمل أو مواعيد الحضور والانصراف التي تناسبهم بالتنسيق مع مدرائهم.
ما أهمية المرونة في العمل؟
تفيد العدد من الدراسات بأنّ المرونة في العمل تحفّز الموظف على الإنتاج، إذ خلص تقرير من جامعة ستانفورد إلى أنّ الموظفين الذين سُمح لهم بالعمل من منازلهم بساعات مرنة، زادت إنتاجيتهم بنسبة 13 بالمئة، فضلاً عن انخفاض عدد إجازاتهم المرضية.
كما أنّ المرونة في العمل تساعد الموظف على التحكم في وقته وتنظيم جدول عمله اليومي، وتحقيق توازن بين العمل والعلاقات الاجتماعية والأسرية والنشاطات الشخصية، خاصة للموظفين الذين يقطنون في أماكن بعيدة عن مقر الشركات التي يعملون بها.