إستئناف مفاوضات فيينا باجواء قناعة دولية راسخة بأن إيران اقتربت من التخصيب المطلوب لصنع النووي
ذكرت قناة الحرة الاميركية في تقرير لها ان إيران باتت قريبة جداً من الوصول إلى يورانيوم مخصب بنسبة 90 بالمئة وهو المستوى اللازم لصنع سلاح نووي، ويقول دبلوماسيون غربيون مشتركون في المفاوضات النووية التي تجرى في فيينا إنه مستوى “يشكل تهديداً خطيراً”.
واشار التقرير الى ان ايران متمسكة إيران بموقفها، في حين تحذر إسرائيل الدول الغربية من “اتخاذ إجراء فردي” في حال تم تخفيف العقوبات بدون ضمانات بشأن البرنامج النووي الإيراني.
ومنذ انهيار الاتفاق، تخصب إيران الآن كميات من اليورانيوم تصل إلى 60 بالمئة من النقاء بأجهزة طرد مركزي متقدمة ممنوعة بحسب الاتفاق، كما يتجاوز مخزونها من اليورانيوم الآن حدود الاتفاق بكثير.
وقال ديبلوماسيون غربيون مشاركون في الاتفاق لموقع Axios إنه ‘من غير الممكن أن تخصب اليورانيوم لهذه الدرجة وتدخل في اتفاق لضمان أن يكون اليورانيوم خاصتك لأغراض سلمية فقط’.
لكن الدول الغربية لا تمتلك خيارات كثيرة، وبالتأكيد فإن أيا منها ليس سهلا.
وركز اليوم الثاني من المحادثات النووية في فيينا على ملف تخفيف العقوبات الذي تطلبه إيران، وعقد فريق المفاوضات الإيراني اجتماعات منفصلة مع الوفود المختلفة ومحادثات غير مباشرة مع الفريق الأميركي، من خلال وسطاء الاتحاد الأوروبي.
لكن الدبلوماسيين الأوروبيين يقولون إنهم ما زالوا ينتظرون تصريحا واضحا من الفريق الإيراني بأنه مستعد لمتابعة المفاوضات التي تركتها الحكومة الإيرانية السابقة في حزيران / يونيو، بدلا من إعادة التفاوض على كل شيء.
وقال الدبلوماسيون إنهم لا يريدون طرح مواعيد نهائية، لكنهم يؤكدون على إن الوقت ينفد لإحياء الاتفاق الذي تخلى عنه الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، في 2018 في خطوة أثارت استياء القوى الأخرى المعنية وهي بريطانيا والصين، وفرنسا، وألمانيا، وروسيا.
وقدم مندوبو الاتحاد الأوروبي وإيران وروسيا في المحادثات تقييمات متفائلة بعد بدء الجولة الجديدة بجلسة للأطراف المتبقية في الاتفاق، بدون الولايات المتحدة – التي ترفض إيران الاجتماع بممثليها وجها لوجه.
ونقلت CNN عن موفد الاتحاد الأوروبي الذي يرأس المحادثات، انريكي مورا، قوله بعد الاجتماع: “أشعر بإيجابية شديدة بشأن ما رأيته اليوم”.
وقال مورا “إن الوفد الإيراني الجديد تمسك بمطلبه برفع جميع العقوبات، لكنه أشار أيضا إلى أن طهران لم ترفض صراحة نتائج الجولات الست السابقة من المحادثات التي عقدت بين نيسان / أبريل، وحزيران/ يونيو الماضيين”.
اضاف: “لقد وافقوا على أن العمل المنجز خلال الجولات الست الأولى هو أساس جيد لبناء عملنا في المستقبل، وسنقوم بالطبع بدمج الحساسيات السياسية الجديدة للإدارة الإيرانية الجديدة”.
وقال مبعوث روسيا للمحادثات، ميخائيل أوليانوف، إن المفاوضات “بدأت بنجاح كبير”.
ولدى سؤاله عما إذا كان متفائلا، قال كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كاني للصحافيين : “نعم، أنا كذلك”.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن باقري كاني قوله إن “ما تمت مناقشته حتى الآن مجرد مسودة”.
وأضاف باقري “المسودات تخضع للتفاوض، ومن ثم فانه لن يتم الاتفاق على أي شيء ما لم يتم الاتفاق على كل شيء”. وعلى هذا الأساس، فإن جميع المناقشات التي جرت في الجولات الست تخضع للمفاوضات”.
ووجه دبلوماسي أوروبي ملاحظة تشاؤمية، بحسب CNN، قائلا إن الإيرانيين تمسكوا بمواقفهم وشددوا عليها في بعض الأحيان، وهو ما لم يكن مشجعا.
وقال دبلوماسيون غربيون إن فريق طهران المفاوض حدد مطالب اعتبرها دبلوماسيون أميركيون وأوروبيون غير واقعية.
وقالت باريس إن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حث خلال اتصال هاتفي إيران على “الانخراط بشكل بناء” للسماح بعودة سريعة للاتفاق والحفاظ على التزامات إيران تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
وحذر مسؤولون في إسرائيل، القوى العالمية من أنه إذا رفعت الولايات المتحدة العقوبات إلى جانب العقوبات الدولية التي سيتم رفعها قريبا بموجب شروط الاتفاق النووي لعام 2015 فإن إيران قد تصل إلى العتبة النووية في غضون ستة أشهر، وفي تلك المرحلة، يمكن لإسرائيل أن تجد أنه من الضروري “اتخاذ إجراء أحادي الجانب”بحسب التحذير الاسرائيلي للقوى العالمية.