أمام لبنان وسوريا إما الحضن العربي او الوصاية التركية..


بقلم العميد منذر الايوبي*

في محصلة عام مضى خلاصة وفحوى، فبالعقل او العين المجردة سيان إنَّا لعاجزون عن مواجهة حتمية قدرية،
أَٰ ليس نكران القدر صنو جحود عن قدرة الله..؟ يقينآ، من ذهبوا زَهوا لعودة الى الخالق فيما القتلة مأجورين من شيطان ورحيب مملكة اللهب مأواهم.. من بَقوا لهم من حياةٍ مُتعة مَالٍ وبَنون، اما الكثرة فصليبهم سعي تحدٍ وراء لقمة عيش يصعب ادراكها.

ثم ان فأل خير في أيامه الاولى قادم من نبَعِه وإن تأخر؛ زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان يرافقه المشرف على اللجنة السعودية المعنية بلبنان الأمير يزيد بن فرحان، وللمملكة فضل جعل التاسع القادم شاهد حسم إنجاز الاستحقاق الرئاسي في مرحلة اقليمية غير مستقرة لم تنته متغيراتها ولا سبر اغوارها تحتم ضرورات توازن، وما حراكها الديبلوماسي الارفع نحو بيروت مَرُ زمن سوى مؤشر قراءة استراتيجية لِما يُنتَظر او يُرتقَب، دون تجاهل تنسيق دائم مع دول الاهتمام الدولي والمنظمة الاممية..!

من جهة اخرى؛ تزداد اعراض الوهن لدى السيد آموس هوكشتاين نسبة لمردود العلاج مع تقدم موعد تسلم الرئيس ترامب مقاليد السلطة، ليصح في زيارته المرتقبة “لا جديد يذكر ولا قديم يُعاد”.. اذ تحول تأثير الادارة الاميركية المغادرة على رئيس حكومة العدو من صنف (المونة) مُهدئ منتهي الصلاحية، ليدفع استفحال الأزمة السياسية والحكومية في الكيان المحتل، زائد تلكؤ في تطبيق آليات القرار 1701 نحو اسقاط الهدنة بعد انتهاء نصف المهلة المعطاة.!.

على هذه الخلفية لا يمكن تحميل حكومة تصريف الاعمال مسؤولية انتهاك اسرائيل قرار وقف الاعمال العدائية جنوبآ، اذ ان لها في سعي انقاذ الاتفاق اجر محاولة، ان نجحت فلها أضعافآ بالقسمة مع الشريك الاساس رئيس البرلمان.. كما ان انكفاء او تريث المقاومة عن اي رد على ارتكابات جيش العدو مُستوجب مانع عواثر الحراك الديبلوماسي اللبناني دوليا وامميآ…
توازيآ، يسجل لقيادة الجيش برودة اعصاب بعيدة عن اعتلال لعدم زج وحدات الجيش اللبناني في مواجهة عسكرية والانضباطية ليست نتاج عجز او ضعف عقيدة وطنية، بل جدية التزام قرار الحكومة تنفيذ الاتفاق، وبالمضاف الواعي تلافي تبادل ادوار مع المقاومة مانح تبرير مجاني لاستمرار عدوان له في النتيجة ذات المردود المدمر بشرآ وحجرآ..

في السياق؛ لا خيار إنقاذ سوى اللجوء السياسي للضفة العربية، في اولوياته انتخاب رئيس للجمهورية العتيدة الأسبوع المقبل، فيما ذعر فشل مجلس النوّاب لدى الجَمع يسود، باقٍ مستقرآ في ساحة النجمة، اذ لن يقتصر الامر على مرض نفسي جديد لبناني المنبع (رهَّاب الرئاسة) بل قلق طاغٍ مفرط لحصول تطوّرات أمنية لها من تداعياتها ما لا يمكن فصله عن مجريات الواقع المستقبلي لسوريا الجديدة. وبمراجعة تاريخية يمكن الجزم ان المراحل الانتقالية في تغير أنظمة الحكم الديكتاتورية لطالما سادتها فوضى ممارسات ودموية تصفية حسابات، هنا دور رئيس الادارة العامة السيد احمد الشرع على المحك.. تزامنآ، اتى أداءه السياسي وحضوره الاعلامي مريحآ الى حد ما، فيما يبقى تنظيميآ وامنيآ مدرج في خانة قناعة وحسن نوايا فرض عين التواصل مع الشرائح الاجتماعية، الدينية والإثنية، ما يدعم هواجسآ باتت تنتاب الجميع محليآ واقليميآ..! كما يدخل في خانة ما يواجهه من تحديات ميدانيآ اقتطاع العدو اجزاءً من الجنوب السوري والمسألة الكردية، فيما يبقى التحدي الأهم الاستراتيجي خيار التموضع السياسي للدولة الموحدة بين الحضن العربي السعودي تحديدآ او الوصاية الاردوغانية، ولكلاهما ايجابيات وسلبيات (لا مجال لذكرها في هذه العجالة) يجب ان تحسب بتقانَّة النانو..!

لعظة بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر اليازجي في قداس رأس السنة الميلادية وقع عظيم ونصح عميم؛ متوجهآ للشرع: “لم يتم اي تواصل من قبلكم؛ مددنا يدنا اليكم فننتظر مد يدكم الينا”.. عليه فاولى الخطايا ان لا تبرير لتجاهل او تقصير؛ المسيحية الارثوذكسية ارث المسيح وحنطته، من خبزها يُعجن شكر البارئ ومن كرومها خمر تمجيد ايمان..
ثُم حَسمُ قول ورد: «نحن من جغرافية هذا الشرق الذي قُدَّت المسيحية في نفوس ابنائه كما قدّت الكنائس من رحم صخره» ..!

*عميد متقاعد، كاتب