ألحَارِس .. The Guardian..
بِقَلَم ألْعَميد مُنْذِر ألأيوبي*
ضَمان سلامة و حرية الملاحة و ألعبورألآمن لشحنات النفط ، تعزيز ألإستقرارألبحري ، خفض التصعيد و التوترات فيالخليج العربي – الفارسي و بحر عُمان إضافة إلى حماية مضيقي هرمز و بابالمندب ألإستراتيجيين ، هذا ما أعلنت عنه من أهداف ألقيادة المركزية فيالجيش الاميركي إثْرَ قرار البنتاغون – وزارة الدفاع تنفيذ عملية “الحارس” التيتتضمن مشاركة قوى متعددة الجنسيات تابعة للدول الحليفة سواءألأوروبية أو ألخليجية عبر تأمين مجهود أمني وعسكري بحري متجانس يوفر كل ما تَقَدم .
تُعتَبر القيادة المركزية للجيش الاميركيUS- CENTCOM مسؤولة عملانيآ عنمنطقة الشرق الأوسط بإستثناء – إسرائيل الكَيان العبري – و هي صاحبةقرار عودة قوة عسكرية مؤلفة من 500 جندي من ألمارينز إضافة إلى المعداتو الذخائر مع سربين من طائرات F35 وبطاريات صواريخ باتريوت للدفاع الجوي الى قاعدة الامير سلطان الجوية الواقعة جنوبي مدينة ألرياض بعد ان باشرت القيادة السعودية اعادة تأهيلها بما فيها مدارج ألطائرات وذلك بموافقة خادم ألحرمين ألشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، من هذا المنطلق أعلن ألناطق باسم وزارة الدفاع الاميركيةألجنرال “إيرل براون” Earl Brown أنCENTCOM هي المعنية بإدارة إنتشارالقوى الاميركية والتنسيق لقواتالحليفة في الإقليم .
بألتزامن أصدرت القيادة المركزية بيانآ تضمن : “أن هذا الانتشار يوفر ردعآ إضافيآ و قدرة على الدفاع بفعالية عن مصالح ألولايات المتحدة وحلفائها من أية تهديدات ناشئة وذات مصداقية“من هنا تقررت عملية The Guardian خاصة أثر حرب الناقلات التي اندلعتبين بريطانيا و إيران ألأسبوع ألماضي والتي سبقتها سلسلة مناوشات اميركية إيرانية كان آخرها إسقاط طائرةألاستطلاع الاميركية المُسيرة عن بُعد“غلوبال هوك” RQ-4 Global Hawk طراز +Tier 2 مع ألإشارة إلى أن دولالخليج العربي ستؤمن معظم ألتكاليفو النفقات المالية لهذه العملية ..
بالمقابل أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن طهران هي المعنية ألوحيدة بأمن مضيق هرمز أما ألرئيس حسن روحاني فأشار إلى دور سعودي إسرائيلي مشترك لإسقاط إتفاق “لوزان“5+1 مُحذرآ من أية مغامرةإعتداء على بلاده معلنآ إستعداده لمفاوضات كريمة عادلة وقانونية متزامنة مع تراجع عن ألعُقوبات الاميركية ، كما وجه دعوة إلى توقيع معاهدة عدم إعتداء بين بلاده ودول ألجوار ألخليجي و ألعربي ..
جاء الحراك ألأوروبي ديبلوماسيآ خجولآينحو بإتجاه مراعاة ألعُقوبات ألأميركيةكما أن بريطانيا سَبَقَو أعلنت إلتزامهابهذا ألدور رغم إقدام قوة من بحريتهاعلى إحتجاز ناقلة النفط الإيرانية Grace 1 في مياه مضيق جبل طارق مُبرهنة عنتخبط واضح في خياراتها ألمتخذة ..
أمسكت روسيا ألعصا من وسطها عبرطرحها مبادرة إنشاء منظمة للأمن وألتعاون في الخليج و المعابر ألمائيةموجهة دعوة إلى دول المنطقةألمتشاطئة على ضفتي المضائقالشمالية و الجنوبية لِلتخلي عنإستِخدام ألقوة في حل ألنزاعات ..
ألسؤال ، هل سَتُترجم ألعملية The Guardian نوايا لَيّ ذراع إيران فيالإقليم .؟
في قناعة إيران أن عقيدتها ألإيديولوجية الدينية و قدرتها ألعسكرية ألمتنامية أيضآ قوتها ألإستراتيجية ألرادعة هي مايمنع اتخاذ الرئيس الاميركي دونالدترامب قرار ألحرب عليها أما ألعامل ألرئاسي ألأميركي الانتخابي في هذهالمعادلة فهو يساوي صفرآ أو يكاد ، تاليَآ يعتبر ألعقل ألإيراني أن ألمضيق ألإلزامي للعبور ألسياسي هو ألإعتراف بدور إيران ألإقليمي .. إذن لا حرب فألرفض لها مُعلن من ألجانبين أللدودين ألأميركي وألإيراني مع إستمرار ربما لمناوشات حدها ألأقصى ما يحصل تصب في خانة ألمكاسب ألجيوسياسية ، بما يعني أنألمُتاح حتى ألآن هو (ألفوز بألنقاط) ..
خِتامَآ ، في ظل متغيرات جيوسياسية هائلة هي أولآ وعمليآ بروز ألتعددية ألقطبية في إدارة ألكَوكَب “أميركا، روسيا وألصين” .. ثانيآ على ألمستوى ألآسيوي بِدءآ من تركيا مرورآ بإيران ،آسيا ألوسطى وصولآ إلى ألصين وبحر أليابان .. ثالثآ على مستوى ألإقليم تاريخيآ “بلاد ألرافدين أو ما بين ألنهرين، بلاد ألشام وبلاد فارس” ، ألأمر ألذي يستوجب خفض درجة حرارة مياه ألخليج ألفارسي وألعربي ألمرتفعة “تبريداً ذاتياً” أما ألمطلوب ألمرحلي توازيآ فهو ان تبقى ألرسائل من فوق ألماء لا من تحتها حيث أنابيب تبريد مفاعلات ألغواصات ألنووية قاصرة إن فُتِحت صوامعها فهي لن تبقى و لن يعود لِلحارس جدوى ..
*عميد كاتِب و باحِث.
بيروت في 25.07.2019