أغرب الوصايا في التاريخ …
بقلم : دانيا يوسف
في العام 1974 توفي الكوميديان الأمريكي الشهير جاك بيني، بعد سنوات من العشرة والحب مع زوجته، وبعد وفاته؛ تلقت زوجته يوميا زهرة حمراء مقطوفة للتو على باب منزلها. كل يوم وحتى نهاية عمرها لم تتأخر تلك الزهرة الحمراء مرة ولم تخلف ميعاد، فيما بعد علمت الزوجة أن جاك بيني كتب في وصيته أن تتلقى زوجته زهرة يوميا منه حتى آخر يوما في حياتها تعبيرا منه عن حبه وامتنانه لها، وحتى يؤنس وحدتها كل صباح تفتقده فيه.
يرحل المرء عن الحياة وهو قلق على أحبائه فيترك خلفه وصية من شأنها أن تعوضهم عن غيابه أو حتى إثارة فضولهم، لكن وعلى مر تاريخ البشر، كانت هناك بعض الوصايا التي أثارت الجدل، والضحك، والغرابة أحيانا واليكم أغرب تلك الوصايا.
1- “ادفنوني في علبة برنجلز”!
حينما تبتاع البطاطس المقرمشة المعبأة في كيسا من البلاستيك؛ قد تتذمر من البطاطس المُكسرة والهواء الذي يملأ تلك العبوة بدلا من البطاطس نفسها، والكيميائي وخبير التعبئة الغذائية الأمريكي فريدرك باور أدرك هذا العيب في طريقة تعبئة البطاطس.
ومن هُنا جاءت فكرة ماركة البطاطس المقرمشة “برنجلز” والتي تجد بها البطاطس مرصوصة بنفس الحجم والشكل، وممتلئة بالبطاطس حتى نهايتها، تلك الفكرة التي وصفت بالعبقرية في العام 1966.
اقتنع فريدرك بعبقرية فكرته وقدرتها على حفظ المواد المُخزنة بها فكانت وصيته بعد الموت أن تُحرق جثته وما تبقى من رمادها يُحفظ في واحدة من عبوات برنجلز، ثم تُدفن في قبر عائلته مع شاهد قبر معتاد، وحينما توفي فريدرك في العام 2008 نفذ أبناؤه وصيته بالفعل!
وفي تصريح له للإعلام، أكد أحد أبناء فريردك أن والده قد تحدث عن هذا الأمر قبل وفاته بأعوام طويلة ولكنه –ابنه- ظن أنها مجرد مزحة، ولكن بعد وفاة والده اكتشف أنه ترك هذا المطلب في وصيته، والذي لم يجد هو وأخيه مانعا من تنفيذه، ولكن الأمر الذي استوقفهما قليلا لتحديده، هو النكهة التي يجب أن يضعوا فيها رماد والدهم، ولأنه لم يحدد نكهة بعينها، قرروا أن يلجأون للنكهة الأصلية وهي الملح.
2- وصية داستي: بيت وزوجة للقط نيكولاس
حينما لا يجد الشخص الثري المُقبل على الموت من يستحق ثروته؛ عادة ما يترك أمواله للجمعيات الخيرية، أو لمن رعاه قبل موته وامسك بيده على فراش الموت. ولكن مع الوقت، تطورت علاقة الإنسان بالحيوان، وأصبح لدى البعض حيوانات أليفة يعدونها أقرب إليهم من أفراد أسرتهم، ولذلك على مر التاريخ تجد الكثير من الأثرياء يذكرون حيوانتهم الأليفة في الوصية، وداستي سبرنجفيلد واحدة من أهم المشاهير الذين ذكروا قطتهم في وصيتها.
داستي سبرنجفيلد واحدة من مطربات “البوب” المهمين في تاريخ أمريكا، والتي عاشت ولمع ىنجمها في فترة الستينات، وحينما كتبت وصيتها، لم يشغل مالها ميراثها المالي أو أقاربها، بل خصصت وصيتها كاملة لتوفير أفضل سُبل الراحة لقطها بعد موتها.
فطلبت إطعام القط أفضل الأطعمة المستوردة حتى نهاية عمره، وبناء منزل خشبي في شجرة بمواصفات معينة ذكرتها في الوصية حتى يعيش فيه القط حيث تعمل آلة تشغيل موسيقى يُبث منها أغاني داستي حتى ينام القط على صوتها.
ولم تنسَ مستقبل القط العاطفي فطلبت أن يتزوج قطة تعود ملكيتها لإحدى صديقاتها المقربات، وطلبت أيضا توفير وسادة وسرير صغير في بيت الشجرة الخاص بالقط نيكولاس، والذي وفرت له كل طلبات داستي بالفعل.
3- في كندا.. الثروة تذهب للأكثر إنجابا
قد تكون روح المتوفى مرحة ويريد التلاعب بأحبائه بعد موته، فكل شخص يمارس المرح على طريقته، ولكن التلاعب ببلدة بأكملها بعد الوفاة هو الأمر الذي يستحق الذكر. وصاحب تلك الوصية هو المليونير الكندي تشالرز ميلر، والذي تحولت قصته إلى حكاية ذائعة الصيت في العالم الغربي كله .
بعد وفاته في العام 1926، ترك المحامي والمليونير ميلر وصية تمنح ثروته للزوجين الأكثر إنجابا في العشر السنوات التابعة لموته، وبعد إعلان تلك الوصية في الصحف؛ بدأ مارثون من التكاثر في مدينة تورنتو حتى تفك الأرصدة المجمدة ويحصل الآباء الأكثر إنجابا على الملايين.
ونُفذت الوصية بالفعل وحصل على الميراث من أنجب ما بين سبعة وتسعة أبناء في الفترة المُحددة في الوصية، تلك القصة التي شغلت العالم، وتحولت إلى فيلم أمريكي بعنوان “The Stork Derby” والذي عُرض في العام 2002.
4- البرتغال.. حينما تستيقظ لتجد نفسك وريثا
عندما تقرأ تلك القصة، ربما تشعر أن وصية داستي أقل غرابة؛ تخيل حياة هذا الشخص الفقير الذي يسكن في لشبونة، بدأ يومه بداية تقليدية، واحتسى قهوته وهو يفكر في تدبير أموره المالية هو وأسرته، فيرن الهاتف، ليجد الأخبار السعيدة تأتيه من الناحية الآخرى، أخبارا سعيدة لم تكن على قائمة حسابته أو يحلم بها على الإطلاق.
المليونير البرتغالي لويس كارلوس دي نورونها قبل وفاته، لم يجد -من وجهة نظره- شخصا واحدا على مقربة منه يستحق أمواله، لا صديق، ولا موظف ولا حتى خادم؛ فأمسك بدليل الهاتف، لا ليبحث عن المؤسسات الخيرية، بل ليختار عشوائيًا 70 اسما لمواطنين في لشبونة؛ بغرض منحهم ثروته مقسمة عليهم بالتساوي الأمر الذي تركه في وصيته بعد أن اختار الأسماء. وأجرى محاميه 70 اتصالا بعد وفاة المليونير، ربما هي الاتصالات الأسعد في شبكة اتصالات لشبونة ذلك العام.
5- جيمس كيد: “ثروتي لمن يُجيب عن أهم أسئلة وجودية في الكون”
أين تذهب الروح بعد الموت؟ وكيف يمكن لهذا الجسد النابض بالحياة أن يتحول في لحظة إلى جثة هامدة بمجرد أن يتوقف القلب عن الضخ؟ ما هي كينونة هذا الشيء الذي يمنحنا الحياة؟ هذا سؤال تعثّر العلماء في الوصول لإجابة له حتى الآن، وهذا أهم سر من أسرار الحياة، وهذا السر هو ما شغل جيمس كيد طوال حياته، ومماته أيضا.
في العام 1949 اختفى الناسك الأمريكي جيمس كيد، وعثرت على جثته بعدها بسبع سنوات، أما وصيته التي كتبها بخط يده فلم يجدوها سوى في العام 1963، وكانت تنص على أن تُمنح ثروته لمن يجيب على هذا السؤال ويشرح للبشر من أين تأتي الروح وأين تذهب بعد الموت ويوثق للحظة خروج الروح من الجسد لحظة الموت، وعليه توالت الافتراضات التي قُدمت لمنفذي الوصية، ولكن المحكمة رفضت ما يزيد عن 100 إجابة لعدم دقتها وعدم وجود أي أدلة مادية على الإجابات المقدمة، ولذلك ذهب المال المُقدر بـ 300 ألف دولار للجمعية الأمريكية للبحوث النفسية في مدينة نيويورك.