أزمات الاقليم مربوطة بالانتخابات الرئاسية الاميركية..! والمفاوضات لتقطيع الوقت


بِقَلَم العَميد مُنْذِر ألأيوبي*

بات مِن الجلي ان بنيامين نتنياهو تخلى عن الاسرى الاسرائيليين تاركآ عامل الوقت ينهي القضية غير مكترث بمن يموت او يبقى حيآ، مراهنآ عَلى انهاء حركة حماس قتلآ لقادتها وتدميرآ لانفاقها سيما بعد ان أستحال القطاع ارضآ ركام، جاهلآ او ناكرآ ان ألثورة والحرية تنبع من رحم الاحزان ..! على هذه النية أقام بيعته والقرار مع اركان اليمين المتطرف فارضآ سياسة خارجية سلبية ثعلبية توازيآ، سواءً في المفاوضات المسرحية لوقف إطلاق النار ام في ملهاة العلاقة مع واشنطن والرئيس بايدن تحديدآ وإن جُمِلت ببعض تصريحات، ضبط شرود عن مضمر ما خطط في غرفة عمليات البنتاغون خلال زيارة وزير الدفاع يوآف غالانت الولايات المتحدة ولقائه نظيره الاميركي لويد اوستن اوائل شهر حزيران الماضي..

ثم ان المفاوضات الاميركية – الايرانية الدائرة مباشرة ام بالواسطة فأسفل مرقابه بِما يكشف تقدمآ او استدارة، فيما لَا تسارع زمني لدى طهران، اذ تمارس حال تريث وتوثب في آن لجملة اسباب لَيسَ اقلها توقع وصول دونالد ترامب الى البيت الابيض وبالتالي نقض كل تَسويَة او اتفاق انجز مع الادارة الديمقراطية، كما ان استمرار حرب غزة وتوسعها نحو الضفة الغربية ومخيماتها يرفع تلقائيآ نسب التوتر في الاقليم، عجز الادارة الديمقراطية عن لجم تهور نتنياهو، امر مانع لاية حلول ولو مرحلية.. فيما يَبقى قَرار الرد الامني عَلى اغتيال رئيس حركة حماس اسماعيل هنية معلقآ عَلى مشجب فرص سانحة أو ظروف مانعة ضمن دائرة تثبيت معادلة الردع الاستراتيجي المفترضة..!

في السياق، لا يمكن اخراج زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي انقره ولقاءه نظيره رجب طيب اردوغان عن تقارب بعد قطيعة تفرز ترتيبات مشتركة يمكن مقاربتها عَلى مساحة مِن تفاهمات تثمر تسويات لمجمل ازمات سواء في ليبيا او السودان اضافة
الى ترسيم الحدود البحرية في شرق المتوسط، كما اخذ العدوان عَلى قطاع غزة وسياسة التهجير التي يحاول نتنياهو فرضها عَلى الفلسطينيين جانبآ هامآ مِن المباحثات مع استشراف قائم عَلى رؤية مشتركة لما قد يعصف بالاقليم الشرق اوسطي من تغيرات جيوسياسية باتَت متداولة عَلى اكثر من صعيد، اضافة الى تشجيع مصري دافع تقارب تركي-سوري يفكك احدى عقده..!

مِن جهة اخرى، لا يزال الاهتمام بالوضع السياسي اللبناني محور حركة فرنسية- سعودية مع تكرار عبارات “ايجابية” عَلى ما نضح اول مِن امس نِتاج اجتماع الرياض بين مستشار الرئيس الفرنسي جان إيف لودريان والمستشار في الديوان الملكي نزار العلولا بحضور السفير السعودي وليد البخاري، اهتمام اعيد تنشيطه-مبدئيآ غير مستجد- على تكرار عبارة “ضرورة” إنجاز الاستحقاق الرئاسي، فيما بدا الاعلان عن لائحة اسماء مرشحين لافتآ، كما ان الخارطة الانتخابية البرلمانية قد تشهد بعض تعديلات خلفية إنسحاب الرباعي النيابي (ابو صعب- ابي رميا- كنعان-عون) مِن التيار الوطني الحر..!يَبقى السؤال عن امكانية العبور الى تَسويَة داخلية تنهي الازمة الرئاسية فيما الجبهة الجنوبية مشتعلة؛ اذ سُجِلَ خلال 48 ساعة المنصرمة ارتفاع في مستوى المواجهات فيما تفقد رئيس اركان جيش العدو هرتسي هاليفي القيادة الشمالية معلنآ “ان الجيش الاسرائيلي يركز عَلى قتال حزب الله ويستعد لتحركات هجومية داخل المنطقة”..!

اخيرآ؛ يمكن القول ان كثير مِن ازمات معلق عَلى ناصية الانتخابات الرئاسية الاميركية فالانقسام بين الديمقراطيين والجمهوريين بات عَلى مستوى الكوكب؛ السباق الى البيت الابيض بين كاميلا هاريس ودونالد ترامب ينطبق عليه قول الرئيس الاميركي السابق جيرالد فورد “لا مؤهلات مطلوبة، ثبت انه في أميركا يمكن لأي شخص أن يكون رئيسًا”…!

طرابلس في 07.09.2024