هنا استعادة لقصيدة كان كتبها الراحل نزار قباني بعنوان: “أربع رسائل ساذجة إلى بيروت”… لتناسبها مع ما يجري اليوم.
الرسالة الأولى
كيف هي الأحوال ؟
نسألكم . ونحن ندري جيداً
سذاجة السؤال .
نسألكم .
ونحن كالأيتام في جنازة الجمال .
الرسالة الثانية
ألم تبيعوا قمراً .. لتشتروا زلزال ؟
والقلوع ..
والرمال ..
ألم تبيعوا الكرز الأحمر في غاباتكم
والزعتر البري ..
والوزال ؟
ألم تبيعوا ؟
شجر التفاح .. والعصفور ..
والتنور .. والشلال ؟
وضحكة الأطفال ؟
ألم تبيعوا وجع النايات في جرودكم
وزرقة الموال ؟
ألم تبيعوا جنةً
كي تسكنوا الأطلال ؟
الرسالة الثالثة
يا أصدقاء الشعر ، في بيروت
ألم تبيعوا آخر النجوم في سمائكم ؟
ألم تبيعوا ؟
ما تبقى من حلى نسائكم
ألم تبيعوا للميلشيات التي تجلدكم
آخر خيطٍ من قميص الشعر ؟
الرسالة الرابعة
يا أصدقاء الصبر ، في بيروت
قولوا لنا :
في أي أرضٍ يزرعون الصبر ؟
قولوا لنا :
هل ممكنٌ أن تنهض الوردة من فراشها ؟
ويستفيق العطر .
وأن يفيض الحبر .
من بعد ما هم شطبوا
أجمل سطرٍ في كتاب العمر …
في أي أرضٍ يزرعون الصبر ؟
قولوا لنا :
هل ممكنٌ أن تنهض الوردة من فراشها ؟
ويستفيق العطر .
هل ممكنٌ أن ترجع الحروف من غربتها ؟
وأن يفيض الحبر .
هل ممكنٌ أن نستعيد عمرنا ؟
من بعد ما هم شطبوا
أجمل سطرٍ في كتاب العمر …