أحد الاستنكار ..!
بِقَلَم العميد مُنذِر الأيوبي*
منذ أوائل ألأسبوع الماضي و ألجميع حكومة و طبقة سياسية و أوليغارشية متحالفة مع إقطاع و بعض القوى المهيمنة عَلى مقدرات البلاد و العباد إضافةً إلى الاحزاب و التيارات يترقبون بخشية ممزوجة بحذر كل فيما خصه أو اختصاصه و إنتمائه حراك ألثورة أو ألإنتفاضة الذي حدد يوم اول مِن امس السبت 6/6 بِما حُضِرَ و بِمَن حَضر كما سعوا لإستبصار ألانعكاسات و النتائج على كُلِ فريق مِنهم و كُلٌ مِن زاويته ألخاصة سواء المادية او الشعبوية او المصلحية المستقبلية ..!
أتى السبت يتيمآ حزينآ فبعد سبات عميق فُرِضَ عَلى اللبنانيين الثائرين و المنتفضين ساهمت فيه بعض الاطراف الاجتماعية و السياسية من خلال محورين الاول في إظهاره عقم الحراك معطوفآ عَلى رغبة و حاجة الناشطين و جموع المشاركين بفرصة لإلتقاط انفاسهم بألتوازي مع قبول على مضض لفترة سماح 100 يوم اعطيت لحكومة الرئيس حسان دياب لعل و عسى .. أما المحور الثاني فتكفل به إنتشار وباء كورونا و الحجر الصحي الطوعي مع اعلان حالة التعبئة العامة و ما سببته من قيود عَلى المواطنين تحت عنوان “خليك بالبيت” ..!
مِن جهة أُخرى ، سَعَت و بدت ألأدوات ألمعروفة ألمعتادة و المتجددة ذات ألقدرة عَلى شيطنة شرائح ألإنتفاضة و إفشال تحركاتها المطلبية و المعيشية ألمحقَة ألى تثبيت و ديمومة شعار “خليك بألبيت” إلتزامآ مسبقآ و ناجعآ في ظنها إلى ما بعد بعد كورونا ، بالتزامن رَفعت مجموعات الاشباح مطلب نزع سلاح المقاومة حاملين عَلى رؤوس الرماح يافطات تحمل أرقامآ 1559 – 1701 في جمعها أو مقاربتها عامل شرذمة أساسي مرآة انقسام عامودي سياسي على المستوى الوطني مع انعكاس في جوهره تمزيق ورقة قوة دقيقة متمايزة في قدرتها عَلى توازن ردع مع عدو و إحباط مخططات اقليمية و دولية تتبنى (ألمطلب) لا بل تسعى إليه ..
كما عُمِمَت شائعات بصيغة و تحرير ألوكالات و المواقع ألألكترونية ألأخبارية على وسائل التواصل الاجتماعي عن عنف مفرط و تخريب مفترض مفتعل متناغم مع تحوير في مخططات السير و مسالك التظاهرات عامل فوضى إضافي مما أجهز عَلى رغبة كثيرين بألمشاركة في التحرك ..
في سياق مُتَصل و عَلى أمَل إصابة الهدف خرجت أجهزة الاستخبارات الاقليمية مِن كواليس المسرح الى تسيد الخشبة تلعب دورها القذر عبر تجييش و تطويع مأجورين مرتزقة في معظمهم يراهنون على مال يحتاجونه و بعضهم من ألخارجين و الناقمين عن و على هذا التيار او ذاك الزعيم ..
توازيآ و في رصد مطبق و توي كانت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني و بالتنسيق مع شعب الاستعلام في الاجهزة الامنية الرديفة تتابع بهدوء ما يحصل و يخطط و بناء على معطيات توفرت زجت القيادة إحتياطآ بعديد كبير من القوى و الافواج إضافة إلى وحدات مكافحة الشغب في قوى الامن الداخلي و مجموعات الاستقصاء التابعة لمديريتي ألأمن العام و امن الدولة بهدف بديهي ألحفاظ على الارواح و الممتلكات العامة و الخاصة و إستثنائي أهَم يتمثل بضرورة غير مسبوقة في ألحفاظ عَلى السلم الاهلي و منع التفلت أو خروج الامور مِن عقالها سواء مِن المنطلق المذهبي او الايديولوجي ،،
بألمقابل واجه الغوغاء و مِن انضم اليهم او حركهم مِن فئة مدونة اسماءها في أجندات يوسي – هاكان … و أشباههما مخطط الامن الوقائي الوطني بتحريض اكبر عبر التطاول على المقدسات الدينية و الرموز الايمانية فتيل قابل للإشتعال دون ثقاب مما حرك شبان الاحياء مِن أوادم و زعران و عاطلين عن العمل فاندفعوا الى الساحات ضمن معادلة قاتلة “شارع مقابل شارع” عملت قيادة الجيش على إحباطها ميدانيآ كما حفزت القيادات الدينية و السياسية لملاقاتها في ضبط ردود الفعل بألحد ألأدنى ..
تدخلت في هذه المرحلة غرفة العمليات السوداء حيث كانت الخطة “ب” جاهزة للتنفيذ فدفعت بمجموعات التخريب ألسريع راكبي الدراجات النارية الخفيفة من ذوي الاقنعة و رماة المفرقعات الى أحياء “النار فيها تحت الرماد” حيث نبتت الحرب الاهلية عام 1975 و ما زالت ذيولها و احقادها تورث و تروى لأبناء المقاتلين و الشهداء لأي فئة أو مذهب انتموا مما وتر ألأجواء و رفع درجة الحذر خوف انزلاق محتوم نحو فتنة لا تُبقِ
و لا تَذر مُحالٌ ضبطها في حال إنفلاتها من عقالها ..! هنا كان رد الجيش حازمآ و حكيمآ مرنآ في ألإحتواء و تخفيف ألصدمات و تقليص الهجمات المتقابلة و الشتائم المتبادلة فاصلآ بين طرفين متقابلين أخوة ألداء
حاضرين للمواجهة اسلحتهم مركونة على مداخل الابنية حيث يسكنون تلك التي ما زالت جدرانها موشومة بآثار الرصاص و القذائف ..!
أسدل الليل ألبهيم سواده على مرور القطوع مع موقوفين بعضهم غير لبنانيين فأعتمر سماء “ست الدنيا’ “ألكيباه” منسوجة بخيوط الفتنة تواجهها القذائف المسيلة للدموع و غاز الخردل ..! و إذ أتَى الفجر ثقيلآ أغبرآ يشق نوره بصعوبة عَلى ألأسطح الملوثة برذاذ (ألشحوار) ألأسود إستيقظ كثير من سياسيين و دينيين كالمعتاد لتدبيج بيانات الاستنكار و دعوات التعالي عن الفتنة مع شكر متكرر لجهود القوى العسكرية ..!
لكن ألسؤال ألصادم في يوم أحَد ألإستنكار ما زال يتردد مسموعآ بنبرة الغضب عَلى ألسِنَة اهل البلد الذين إفترشوا بضع فجوات لا زالت مجانية مِن رمال الشاطيء البيروتي الملوث لكن المتبقي – إلى متى ..؟ إذ ما زالت ثقافة الحرب الاهلية متجذرة متأصلة وجب عَلى المسؤولين منذ زمن إستئصالها بثقافة وطنية حقة مدمجة بتربية منطلقها سلم أهلي لَيسَ مجال إجتهاد او التباس لا بهرطقات تمثيليات مغطاة إعلاميآ بنت ساعتها في تلاوينها قدوة مصطنعة ..!
أحَد ألإستنكار بعد قطوع ألسبت قاصر ؛ إذ شارفت الفتنة مضاربها و أسرجت خيولها فمن يلجم أعنتها ؟؟ ما كان ألسبت الذي مضى أيها القوم إلا ليتبين المنافقون ..!
—————
بيروت في 08.06.2020