أجوبة من داخل سوريا ولأجلها
بقلم : المهندس باسل قس نصر الله*
هذه الإجابات عن أسئلة وجهتها لي باللغة الإيطالية مجلة تصدرها منظمة البابا يوحنا بولس الثاني في الفاتيكان
– كيف تُقيّمون الوضع في سورية الآن؟
الحربُ القاسية لم تنتهِ بعد، فالوضع الاقتصادي مؤلمٌ جداً، والحصار الخانق على الشعب، بما سُمّي بقانون “قيصر” له انعكاسات سلبية على الحياةِ الاقتصادية بسبب قلّة المشتقات النفطية، وغياب توفر المواد الغذائية الأساسية، وعدم توفر قطع الغيار الأساسية للأجهزة الطبية المحدودة.
ويبقى الأمل معقوداً على الشرفاء والأحرار في العالم ليتحركوا لرفع الظلم والمعاناة عن الشعب السوري.
– هل أنتم تشعرون شخصياً بالأمان، لقد دفعتم شخصياً ثمناً باهظاً في محاربتكم التطرف، عند أي نقطة وصلنا اليوم؟
الظلم والتطرّف مهما طال أمده فإنه سيزول، وما يبذله المؤمنون من تضحيات هي قليلة بالمقارنة إلى ما بذله الأنبياء والرسل.
وهنا نوجه رسالة للعالمين، بأنه من أرضنا تم حمل مشاعل النور والهداية للناس أجمعين، فما بال المتطرفين يسيؤون إلى أرض السلام، ويكافئونها بحروب ضروس.
– ما هي الاحتياجات الأساسية للمواطنين السوريين اليوم؟
أول احتياجات المواطن السوري هو شعوره بحركة الاقتصاد تتعافى، ويحتاج إلى توفر المواد الغذائية الأساسية.
نحن في سورية لا نستجدي المعونات وسدّ الاحتياجات، بل نطالب برفع العقوبات الجائرة والظالمة على شعبنا.
– ما هي مشاعر المجتمع المسلم؟
سيبقى أبناء سورية يحملون راية النور ومشعل الهداية في قلوبهم وسلوكهم وأعمالهم،
ولا يحملون في قلوبهم الأحقاد ولا الضغينة، يعملون لتتكامل جهودهم بالعطاء، ويبذلون كل ما يستطيعون من أجل البناء.
– ما هي العلاقات بين مختلف الطوائف الدينية في سورية الآن؟
يشعر أتباع الأطياف الدينية بتكامل فيما بينهم في سبيل سيادة بلدهم، ووحدة أرض شعبهم، يعيشون بوئام ومحبة، وانسجام ومودة، يتقابلون صباح مساء، ويتبادلون التهاني ويواسون بعضهم في التعازي وفقدان الأحبّة.
يدرسون معاً في مدارس العلم والمعرفة، ويحرصون في الأعياد والمناسبات الدينية على زيارة بعضهم.
– خلال السنوات الرهيبة للحرب، حاربتم بقوة كبيرة ضد التطرف، ما هو متبقٍّ للعمل في هذا المجال؟
إن عمل علماء الدين هو بيان الحقيقة، وكشف التزييف الذي حاول المتطرفون إلصاقه بالدين الإسلامي، ومعركة الحق والباطل، وصراع الخير والشر، مستمران منذ الأزل إلى الأبد، في جولات فكرية وحوارات ثقافية، فلِكلِّ ميدان طريقته في المعالجة، ولكلِّ مجالٍ أسلوبه في المتابعة.