يا خريف العمر …
بقلم : عباس مبارك
أيا خريف أمتنا…
ما زلت في ذاكرتي حيَّاً
مذ كنت صبيا
كأنك كنت ربيعًا في بلادٍي
تتفتح فيه نسائم
العبقرية
وتتساقط أوراق الحسرات
حسرة تلو حسرة
حتى تنضَبُ الآهات
ولم يبقٓ منها شيَّا
يفوح عبقٌ من تاريخ أمتنا
كأنه حبق في مزهرية
تورق على وجنات الهوى
بسمةٌ..
ويخضرُّ غصن الندى
في واحة الحنين السرمدية
ويعصفُ ريحُ الجوى
بين ضلوع النرجسية
وتُزهر آمالٌ فوق جبين الصدى
ويهدر سيلُ أساطير الغَوى..
وتنبت في جبين المجد
بعده ألوانٌ مخملية..
ألوانٌ من حقول ٱلأجداد
من بيادر الحصاد
من كروم الأضداد
من بساتين الرمَّان
من عبرات الزمان
من حنان أمي
من سواعد أبي الفتيه
أيا خريف العمر..!
ألستَ ربيعُ الصافنات
في الفلوات
ألست مع سباق الثواني
تترنحُ
لتَصهُرَ معادن الورى
وتصنعَ من فوارق الحدثان
نغمة العمر الشجية
إنك الخريف الذي أكتبه
على قرطاسٍ
من حروفٍ أبجدية…..!!!
————————–