وليد سامي عوض …
بِقَلَم ألْعَميد مُنْذِر ألأيوبي ..
أن تَقرأ مَلامِح وَجه إنسانٍ لَهوَ أمرٌ سَهلٌ ،، أما ان تَغوصَ في أفكارِه فَهَذِه مُعضِلَة وَ مَتاهة ، فَكيفَ مع رَجُلٍ مِن صُنفِ صِحافيٍ لامْع مُفكِرٍ و أديب لَه ألأقلامُ تَنْحَني و مِن فِكرِه لَطالَما غَرَفنا وَ نَستَزيد ..
غَادَرَنا الأُستاذ وليد سامي عوض – لَكِنَ زادَهُ الفِكري وَ السياسي الإنساني سَلبْنَاهُ مِنهُ قَبْلَ ألذَهاب ، بِرْضَاه خِشيَةً مِن ضُمورِ أفكارنا ، ضَحالَة ثَقافَتنا ، صَدأُ قلوبِنا و إنهيارُ ألقِيَم ..
مَا زالَت ريشَتَه ذَهَبيَةَ ألمَعدَنِ عَرَبيَةُ ألخَطِ مُنَشَّاة ألأحرُفِ بَينَ رِيشَاتِ جِيلِهِ العَمالِقَة ،، لَماعَةٌ لَماحَةٌ صَادِقَة جَريئة ، وَطنيَةٌ مُخلِصَة ، إنسانيَةٌ شُموليةٌ رؤومَةٌ هَاديَة ..
حَتَى الرَمَقِ الأخير عَاشِقُ “الأفكار” مَطبوعَتَه الأسبُوعيَة ذاتُ ألشِراع ألنَيِر ألمُبْحِرُ أبَدَآ في لُجَة ألتاريخِ ، جَزْرُ ألحاضِرِ وَ مَدُ ألمُستَقبَل مُتَحَديَةً أنْواء ألعَسَسِ الَذي قاوَمَ ،، مؤتَمِنَآ عَليها زينَتَهُ -تِلكَ الرائِعَةُ الشَفافَةُ في حَمْأةِ إجتياحِ المَواقع الإخباريَة الالكترونيَة رائحٍة الحِبر ألَليلَكي العَطِر وَ صَفحات الوَرَق ألنَدي الحَنون ، فَنَسَجَت لَهُ نَقاء صَحافَةٍ بٍيضاء وَ أهدَتهُ رِقَة أُنثَويَة تَذوبُ في أبويةٍ دَمِثَة مُلوِنَةً ألأدَب السِياسي وَ ألإجتماعي مِن صُنفِ السَهلِ المُمْتَنِع حَتى إنطَوى قَوسُِ قُزَح فإرتَضى
وَ إطْمَئَن ..
عَائلَتَه في مُنتَهاه وَ نُهاه -الفاضِلَة ألزَوجَة ألمُرَبيَة حُساميَةِ ألمَنبَتِ طَرابُلسيَةِ ألهَوى خِريجَة “ألسُوربون” Sorbonne الباريسيَة ، تَماهَت مَعهُ فِكرَآ و عَمَلآ ، خَاطَت عائَِلَةً مِن قِماشَةٍ ألأرجوان إنْمُوذَج يُفتَخَرُ بِها ، بَنَت مَنزِلَها لِمَنازِل كَثيرَة ، ضَحَت ، وَهَبَت ، أعْطَت وَ لا تَزال “أطال الله بعمرها” بِفَرَحِ صَمتِ القَداسَة و نِعمَة الحُبِ الصَافي ..
رَحَلَ وَليد عَوَض إبن الفَيحاء ، إستَقَلَ قِطار ألخُلود بِتَذكَرة ألإيمانِ وَ مَقْعَدِ ألراحَةِ الأبَديَة مُنضَمَآ إلى جُموعِ مَن هُم في حُضنِ الله ، فَرِحَآ بِلِقاءِهِ راضيَآ عَن مَسيرَتِهِ وَ سِيرَتِهِ ، مُتَرَضيَآ عَلى مَن تَرَكَ غَريبَآ قَريبَآ أو حَبيب …! في رَحمَةِ البَّاري هوَ وَليدَآ مِن جَديد ..
بيروت في 06.07.2019