هل يلتزم نتنياهو تنفيذ اتفاق وقف الاعمال العدائية في الموعد المحدد..؟
بقلم العميد منذر الايوبي*
من منطلق خيبة آمال او توقعات، اتى يوم الاثنين الماضي ليمر على مقر قيادة الوحدة الايطالية التابعة لقوات الطوارئ الدولية في رأس الناقورة دون اختلاف عن سابقاته على صعيد اجتماع لجنة التنسيق الخماسية العسكرية المكلفة الاشراف على تنفيذ القرار الاممي 1701 مع ملحق آليات تطبيقه لجهة وقف الاعمال العدائية قبل السابع والعشرين من الشهر الجاري. واذ يعتبر هذا الاجتماع الاخير قبل انتهاء مهلة الستين يومآ إلا انه لم يخرج عن روتين التزام حضور وانعقاد لقاء ليس اكثر. فيما كان المفترض تثبيت الالتزام الزمني بجلاء جيش العدو عن الاراضي اللبنانية عبر اصدار بيان واضح دقيق على الاقل، سيما بعد ان كشف رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي تبلغه من رئيس اللجنة الجنرال الاميركي جاسبر جيفرز “ان الانسحاب الاسرائيلي قد يتأخر لعدة ايام”.. هذا الابلاغ وعقم الاجتماع يرسمان علامة استفهام حول جدية او مدى قدرة الرعاية الفرنسية-الاميركية فرض تنفيذ الاتفاق، سيما ان قيادة الجيش اللبناني تمارس دورها فيما خصها، كما تعلن تباعآ عن تنفيذ وحداتها عملية الانتشار المرسومة بالتنسيق مع اليونفيل في القرى والبلدات فور انسحاب القوات الاسرائيلية منها..!
توازيآ، يجعل عدم الالتزام بالمهلة المحددة من اليوم 61 نقطة محورية لإختبار صبر المقاومة او (لا تجربونا)؛ لكن البلد لا يحتمل اشعال الجبهة الجنوبية مجددآ وان اعتقد البعض مخطئآ امكانية استغلاله تعويضآ معنويآ لتكريس انسحاب تحت النار يفترض اساسآ ان يتم عاجلآ لا آجلآ.. كما ان توزيع الطمأنات بجدية الضمانات من مصادر دولية متعددة امر غير كافٍ لا يستوِ طويلآ ان لم يترجم على الارض دون إبطاء باب حرص حفاظ على مصداقية اولآ وقطع خط التوتر العالي المتضخم عن مرجله ثانيآ..!
تزامنآ؛ لا بد من الاخذ بعين الاعتبار نوايا ملموسة ممارسة لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو للتملص من الاتفاق (الغير مقدس بنظره) عبر تمييع التنفيذ تعويضآ عما يتعرض له من انتقادات اصابته مواجعآ، اثر مشهدية مؤثرة لعملية تبادل الرهائن مع حركة حماس ظهرت مقاتليها في اللحظة الحرجة بكامل قيافتهم العسكرية مع اسلحتهم وآليات الدفع الرباعي الحديثة، اضافة الى اعتماد طقوس رسمية تمت مع مسؤولي الصليب الاحمر الدولي ارادتها قيادة الحركة شبه مراسم لتسليم الرهائن الثلاث، ما افقد وزراء اليمين المتطرف صوابهم فيما طرح الشارع الاسرائيلي تساؤلات تقارب الملامة لفشل تحقيق اهداف حرب غزة باستثناء تحويلها ركامآ..!
سياقآ؛ لا تزال المخاوف مشروعة لجهة اقدام العدو على تكريس فرض منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي بعمق متفاوت وفق الطبيعة الجغرافية، اذ لم تعلن اللجنة العسكرية كما قيادة القوات الدولية عن نفي امكانية حصولها، فيما كان للرئيس ميقاتي تأكيد (ان ما يلي اكتمال انسحاب العدو تشكيل لجنة ثلاثية تنبثق من الخماسية هدفها تثبيت الخط الازرق وترسيمه بما يتناسب مع خط الهدنة عام 1949) الامر الذي سيعيد اي تفاوض مستقبلي ليطرح هواجسآ عن مدى التناسب بالقياس سواءً الجغرافي ام الامني، فيما المطلوب التزام تلقائي بخط الهدنة دون مواربة ما يضمنها دائمة لا حوافز لاسقاطها في لحظة ما..
ثم ان العد العكسي لانسحاب العدو يصبح من نوع عض الاصابع ان تجاوز المهلة المحددة بالاسابيع، ما سيعرض بديهيآ وقف النار لخطر سقوط جدي، كما سيشكل عقبة شبه انتكاسة بوجه المسار الاصلاحي الانقاذي لحكومة نواف سلام المفترض ان تكون شكلت في آوانها المرتجى، اضافة الى ارتدادات غير محمودة على الصعيد الداخلي السياسي والاجتماعي، ما يوجب ابلاغ الدول الراعية للإتفاق ولجنة السفراء الخمس مخاطر عدم استكمال الانسحاب حث معالجة القضية بالصورة الطارئة ..!
اضافة لذلك فإن طرح وزراء الكيان المحتل عبر وسائل الاعلام تصريحآ او تلميحآ ضرورة امساك الجيش ببعض المواقع والنقاط الاستراتيجية جنوبآ تحت ذرائع شتى يثير الريبة لجهة اعادة الامور الى 27 نوفمبر 2024 الماضي تاريخ التوقيع على اتفاق وقف اطلاق من كلا الجانبين..! فيما يرى حزب الله ان نتنياهو يراوغ ولا ثقة بتنفيذه بنود الاتفاق وفق شواهد خروقات قاسية لم تتوقف طيلة فترة الهدنة “820 خرقآ جويآ وبريآ” زعم تدمير منشآت وانفاق للمقاومة معتلمة محددة مسبقآ، وبالتالي سيتم التعامل مع الاحتلال بالوسائل المناسبة..!
من الغطرسة إياها، منسوب مرتفع بالمقياس السلبي يبرز سعي تنصل صنو ابتزاز لعدم تنفيذ العدو انسحابآ كليآ مراميه التوصل الى اتفاق جديد يكون اشد ايلامآ على المقاومة مانع اعادة بناء قدراتها المتصدعة. ليصح الرهان على امتثال لبنود الاتفاق بعد تسلم الرئيس الاميركي دونالد ترامب صلاحياته الدستورية فالاخير في غطرسته كابح عنجهية الشيطان التلمودي مع رابط عرضي لوقف حماقة او مثابرة انتقام؛ هو يعتبر ان دوره فرض (عقاب الآلهة) اذ لا اعتياد غض نظر عن رفض او مراوغة في تنفيذ ارادة واشنطن من
اي طرف أَٰ عدوآ كان ام حليف. عليه لا حق نقض ممنوح لنتنياهو او كارت بلانش ليبقى تسديد الحساب بالمجموع الصفري في آوانه استحقاقآ لا مناص منه ..!.
———————————
*عميد متقاعد، مختص في الشؤون الامنية والاستراتيجية