بقلم ألعَميد منذر ألأيوبي*
لم يعد يعرف المواطن أللُبناني مسالك كفر النظام ألمالي وَالنقدي فالشاشات إمتلأت بخبراء المال وألإقتصاد إلى حد الثمالة؛ طفح الكيل من أيقونة ألأعجوبة اللبنانية أيٍ المصارف و ألأداء ألمصرفي التي لم تعد أكثر من مؤسسات تتضمن أوراقآ وخربشات أعداد “ما أنزل الله بها من سلطان”..
هذا ألمصرف “راحة ألبال” وألآخر “ضمانة رأس ألمال” إلخ ..
إمتلأت لوحات ألإعلانات بعهر مغريات القضم لمدخرات ألناس وإستدراج الهمم لتسهيلات ألقروض سيارات وبيوت و تعليمٍ و نِعَم ..!
فجأةً إنهار كل شيء خلت ألخزائن من ألسَتفات” و هُرِبَ في ليلً معظمها أما ألبلاء فعظيم وقوف ألجموع أمام ألفروع تطالب بِما لها فتتلقى فتات أموالها في إستئثار غير مسبوق لِذخائر أهل ألبَلَد ..!
كانت الصدمة كبيرة ، ففي مراجعة سريعة لكلمات الحاكم و فرماناته على مر سنوات إضافَةً إلى ضحالة معجزات هندسات مالية خارجة عن ألمنطق ألعام أفتى بها أو لجأ إليها أظهرت تباينات و تناقضات مع أخطاء فادحة في ألمعادلات على ما يقول ألخبراء تنظيرآ و ما يعانيه أهل ألبلد تأكيدآ أفقدته تاليآ كل مصداقية لَطالَما إكتسبها رهانآ لا إحتسابآ ..!
بالتزامن ، مع إنهيار ألثقة بالسياسة ألنقدية و مؤسسات ألدَولَة ألمالية و الوزارات السيادية ، كذلك بِصَرف ألنَظَر عن الغوص في تفاصيل ألمال وألأعمال وإدارة ألإقتصاد ناهيك بِ ألدولرة و ألتحويلات وعجائب ألسندات ألسيادية إلخ .. فإن ألمواطن لا أو لم يعد يعنيه سِوى أمر واحد أين هي أمواله ومدخراته ..؟؟ كيف ألسبيل لإسترجاعها ..؟؟ من أين يؤمن معيشته و تعليم أولاده .؟؟ ما الضامن لِغَدِه إن لامس الشيب شيخوخته ؟؟ إلى غيرها من تساؤلات و هواجس مخاوف مُقلِقَة ..! أما اللامبالاة مع سخف المعالجات فواضحة إذ لطالما كانت النيات بألأعمال والأقوال بألأفعال…
من جهة أخرى ، يمضي الوقت سريعآ وتتوالى الايام على جموع الحراك ألشعبي أو الثورة دون أن يرف جفن أو ترتعد فرائص كأن ما حصل و يحصل لَيسَ سوى زوبعة في فنجان أو رماد بركان وهذيان سكان ..!
“نامَت نواطيرُ مِصرَ عن ثعالِبها *** فقد بَشِمنَ وما تُفنى العناقيدُ” على قول ألمتنبي قِبَل ألفَ عامٍ حِين ذم في حاكم أهل مصر (ألأخشيدي) ؛ هُنا تتآلب ثعالب الزمان وتنهش ما تبقى من جِبنِ ألأمان
و ألإطمئنان ..!
قالوا الأزمة سياسية و المخطط تركيع ألبلد ، برروا بتلافي الفتنة و ما من أحد عثر عليها ، الكل تجاوزها حذروا من الفوضى ولا سلوك نحى إليها ، قرروا أل Hair Cut ثُم Capital Control إلى
غيرها من مفردات ألوجع ثم نفوا لكنهم فعلوا ..! ألآن يريدون تشريعها في حجة توحيد ألإجراءات وعدالة ألمفروضات ، أما المال ألمنهوب ففي خبر كان أحيل إلى رزمة التحقيقات هو ألدهر إن عفا
و من العيش ما كفى ..!
إقتحم ألفقر ألجيوب والحزن ملأ ألقلوب ، إهراءات روما خلت من الحبوب والمستشفيات من مسكنات المرض وضمادات ألندوب ، إذ ليس بألإمكان أكثر مما كان ..!
“ألبحر من أمامكم و ألعدو وراءكم فما لكم والله إلا الصدق والصبر” قال طارق بن زياد ؛ أليوم ليس للشعب من مفر أو ممر ، أو من فقر مستمر إذ أزهرت جراحه ثورةً لَنْ تنطفيء و إن راهنوا ..!
هذي ألجموع قد رأت مثالب النظام و أهل ألإدارة ؛ الوجوه كالحة ، العيون شاردة والبيوت باردة الساحات حاشدة – مهزلة دَولَة كافرة باتَ معرض طرابلس يستضيف الخيام والمسؤولين نيام ..!
هل إحترق ألأملٍ مَع شموع بديل ألكهرباء.؟
إن لم يفلح الرئيس المكلف حسان دياب بعبور يَم ألفَساد وأمواج ألكساد سيفتشون عن جيش وقضاء خشبة إنقاذ و ملاذ مزدوج لكن كيف السبيل والطائفية مسكوبة في ألخلايا و ألدماء؟ أما ألولاءات فما تركت ركنآ و سماء ..
يتداول ألعامة أن ألمطلوب “فارس بربري” كما في إنقسام ألمجتمع زمن الفتنة الاندلسية يبني “قلعة رباح” تصل أخباره إلى قرطبة – بيروت ؛ أدبَرَ الحكم ثم حاشية البلاط بعد أن أفقروا المدن ونهبوا ما وجدوا ..!
نكأ بالرماح خيولهم أحرق كل ألسفن ؛ ثُم أرسى بناءً لا هندسيآ ثورويآ شعبيآ معيشيآ عادلآ إنتشل ألناس من قوس ألمحن وإستلاب ألزمن ، أوقَفَ ألعفن وهاوية ألأسن نسج خيوط ألأمل لغدٍ أخضرٍ معشوشب دونَ دولار ..”هيهات هيهات مًما تَعِدونَ” عبثآ تحاولون لا فناء لثائرون أيها ألسادة ..!
إن حضر ألبربري ألشريف ستمزق كل ألأشرعة و تَسقط نظريات ألعَبث ..
بيروت في 13.01.2020
*عميد كَاتِب و باحِث .
