نصرالله رد على تهديدات نتانياهو: إنتظر من مقاومتنا المفاجآت وخداعكم لا ينطلي علينا
رد الأمين العام لـ”حزب الله”، السيد حسن نصر الله على تهديدات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو قائلاً: “يجب أن تنتظر من مقاومتنا المفاجآت وخداعكم لا ينطلي علينا ولا ضغوط أسيادكم تنفع”
وقال نصرالله في كلمة القاها خلال الحفل التأبيني الذي اقامه الحزب للرئيس الايراني الراحل السيد ابراهيم رئيسي في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية، “أنّ الشهيد رئيسي كان مؤمنًا بالمقاومة ومشروعها، وكان التزامه عاليًا وكبيرًا في دعمها ويجب أن ننظر إليه كقدوة في كل المواقع تولّى فيها المسؤولية، رأيناه خادمًا لشعبه.. وقدم تجربة راقية خلال رئاسته وهو الفقيه والعالم والمجتهد والمؤمن والمتواضع والشجاع جدًا في مواجهة المنافقين والأعداء والمؤمن بالمقاومة وبمشروعها والمطيع جدًا لقائده السيد الإمام علي الخامنئي”.
وذكر “بأننا في أيام عيد المقاومة والتحرير وحصلت الحادثة الأليمة”، في رحيل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورفاقه، وبالتالي دخلنا في أجواء الحزن والفقد، ولذا قررنا أن لا نقيم احتفالات كما كانت تجري العادة لأن طابعها هو طابع الفرح ونحن في أيام مصاب وحزن”، وبارك “لكل الشعب اللبناني ولكل الأحرار في المنطقة والعالم بعيد المقاومة والتحرير”.
واعتبر السيد نصرالله ان “من اهم التحديات التي قد يواجهها الرئيس في ايران هي في ما يخص الوضع الاقتصادي والوضع السياسي والسياسة الخارجية، وكلا التحديين يعودان إلى أن ايران منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979 تواجه الكثير من الاخطار والتحديات حيث عانت من الحصار الاقتصادي والعقوبات والحرب المفروضة”.
وأشار إلى أنّ “في الوضع الاقتصادي والمعيشي في خلال 3 سنوات من ولاية رئيسي قام باحياء المشاريع الاقتصادية واعادة الالاف المصانع التي كانت معطلة، ما وفّر فرص عمل هائلة، بناء المساكن والبدء بإعمار مليونين و400 الف مسكن، زيادة انتاج النفط وبيعه”.
وأضاف: “عندما يتحمّل أي رئيس جمهورية في إيران المسؤولية سيجد أمامه ملفات كبيرة جدًا من بينها الملفات الاقتصادية والمعيشية والعملة الصعبة والغلاء والسياسة الخارجية وهذه من نتائج العقوبات والحصار”.
ورأى أنّه “في عهد الشهيد رئيسي تم الحفاظ على العلاقات مع الشرق، والحفاظ على العلاقات مع الغرب ضمن مستوى معيّن، وعندما تولّى الشهيد رئيسي رئاسة الجمهورية عمل من خلال موقع الرئاسة على مساندة حركات المقاومة ودعمها بشكل واضح وعلني على كل صعيد، وكان التزام رئيسي عاليًا وكبيرًا في هذا الصدد، وكان لدى الشهيد رئيسي إيمان كبير بالقضية الفلسطينية والمقاومة وحركات المقاومة وكان لديه عداء شديد للصهاينة”.
كما أشار السيد نصرالله الى أنّ “وزير الخارجية الإيراني الراحل حسين أمير عبداللهيان، كان شديد الحب للبنان وفلسطين وحركات المقاومة، وهذه ميزة في شخصيته”.
واكد على “أننا لم نرَ من الشهيدين رئيسي وعبداللهيان إلاّ كل الخير والعون والسند والحب والإحتضان ونشكرهما على ذلك كثيرًا”.
ولفت الى أنّ “مشهد تشييع الشهداء الأبرار بدءا من تبريز إلى قم وصولًا إلى طهران ومشهد، إلى جانب التشييع الفردي للشهداء، شكّلت مشاهد ضخمة ومليونية، وهذه الجنازة كانت ثالث أكبر جنازة في تاريخ البشرية بعد تشييع الإمام الخميني والشهيد قاسم سليماني”.
وأكد على أنّ مشاهد تشييع رئيسي ورفاقه رسالة “يجب ان تُطمئن كل المحبين خارج ايران الذين يقلقون بسرعة، كما أنها رسالة للعدو الذي فرض الحروب على إيران والعقوبات والحصار، ومع ذلك بقيت إيران قوّة صامدة وتكبر وتتطور ويعلو شأنها في العالم على كل الاصعدة”.
واعتبر نصرالله أنّ “أحد أسباب فشل السياسات الأميركية تجاه المنطقة هو إنكار الواقع والانفصال عنه وأنّ إيران دولة مؤسسات وقانون ويوجد على رأسها قائد حكيم يُدير هذه الدولة وإرادة شعبية عالية جدًا، والجمهورية الإسلامية في إيران منذ عام 1979 مستمرّة في دعمها لحركات المقاومة، بل يزداد الدعم أكثر ويظهر إلى العلن بشكل واضح وأنتم تعرفون ذلك”.
وتحدث السيد نصرالله عن الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة والاعتداءات على لبنان، فقال : “اليوم ونحن في الشهر الثامن من الحرب على غزة، فإن الإسرائيليين أنفسهم في السلطة والمعارضة يجمعون على أن ما عايشه الكيان هذه السنة لم يسبق له مثيل، والعدو يعترف بالمعاناة الشديدة التي يواجهها ويعترف بالعجز والفشل لانه لم يستطع تحقيق أيّ هدف من أهدافه، واعترف بذلك رئيس مجلس الأمن القومي في الكيان”.
وشدد على أنّ “من أهم ما يعاني منه المسؤولون في الكيان اعتراف بعض الدول الأوروبية بفلسطين. الدولة الفلسطينية التي يرفضها المسؤولون في كيان العدو يرون فيها تهديدًا وجوديًا لهذا الكيان، وان هذا الاعتراف الذي يكبر بدولة فلسطينية يُعتبر من نتائج طوفان الأقصى وما بعده”.
وقال: “من كان يُصدّق أنّه سيأتي الوقت بأن تطلب المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات توقيف بحق مسؤولين صهاينة، وهذا من نتائج طوفان الأقصى، ومؤكداً على أنّ “إسرائيل لم تحترم يومًا قرارًا دوليًا فقد شنّت أعنف الغارات على رفح بعد قرار محكمة العدل الدولية”.
اضاف :”أننا نتمنى أن تتوقف الحرب، ولكن لو أصر نتنياهو على الحرب فهو يأخد هذا الكيان إلى الكارثة والمقاومة إلى النصر المؤزر”.
ورد السيد نصرالله على تهديدات نتانياهو الأخيرة من الجبهة الشمالية مع لبنان، فقال “أنّه يجب ان تنتظر من مقاومتنا المفاجآت، وأنا لا أبالغ بذلك، وأودّ أن أقول لنتانياهو وحكومة العدو لا خداعكم ينطلي علينا ولا ضغوط أسيادكم تنفع، وهذه المقاومة سوف تستمر”.
واعاد نصرالله في كلمته اليوم التأكيد على أنّ “هدف فتح الجبهة هو اسناد غزة وأهدافنا وشعاراتنا واضحة، والهدف الثاني لفتح الجبهة في الجنوب منع اي عملية استباقية للعدو باتجاه لبنان”.