نصرالله:الارهاب وهَّابي وندعو الى مواجهة شاملة لجذوره ولكل من يقف خلف اي إرهاب
أكد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله على “أن هناك إجماع في لبنان على أن هناك وضع مالي صعب ومأزوم، وهناك نقاش في توصيف هذه المسألة هل هي صعبة أو مستعصية، وهناك إجماع أيضاً على وجوب الحل كي لا نصل إلى الإفلاس والإنهيار الإقتصادي، وكنا نتمنى لو أن القادة السياسيين يذهبون إلى الحل بمحض إرادتهم لكن يبدو أننا ذاهبون مجبرين بسبب شروط سيدر والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي”.
وأشار نصرالله في كلمة متلفزة القاها بالعيد السنوي لجمعية “كشافة الإمام المهدي”، الى “أهمية تعاون جميع القوى السياسية في إيجاد الحل بمعزل عن تصنيف من يتحمل المسؤولية عما وصلنا إليه من أوضاع.”
وقال :”المشكلة اليوم في وجهنا جميعا والحل يحتاج إلى تعاون الجميع، والحل ليس سهلا ولذلك يحتاج إلى قرارات شجاعة وجدية ومسؤولية،ويجب أن نتحلى جمعيا بروح المسؤولية الوطنية ونحن نناقش الإقتراحات عندما تعرض، لأنه إذا كل فريق أراد أن يعمل حساباته الخاصة لن نجد حلاً بل نبقى في مكاننا، يجب أن نتعامل على أساس أن المشكلة تعني الجميع، ويجب التصرف بحكمة وشجاعة أي أنه عندما تقدم الإقتراحات لا يجوز أن ترفض أو أن تقبل بسرعة”.وأوضح السيد نصر الله أنه “بالنسبة لنا في حزب الله، سنتحمل إلى جانب القوى السياسية جانب من المسؤولية في المناقشة والتصويت في مجلس الوزراء ولن نتهرب من المسؤولية، ونحن سنكون جزءاً من الدولة والشعب التي ستتحمل المسؤولية بكل شجاعة وحكمة ومسؤولية”، مشيراً الى “أننا ننظر لمناسبة وضع الموازنة أنه بداية الإصلاح المالي والإداري الحقيقي، ونعتبر أن ما يجري اليوم من نقاشات فرصة ذهبية للحد من الفساد المالي والإداري في الدولة”.
وأعلن قائلاً:”بالنسبة الينا، منفتحون على كل نقاش لكن لدينا ثوابتنا القديمة التي لا تدخل في أي مزايدات، وهي عدم المس بالفئات الفقيرة وذوي الدخل المحدود وعدم فرض أي ضرائب جديدة عليها، ونحن ذاهبون إلى النقاش وأدعو الجميع إلى نقاش جاد بعيداً عن المزايدات والشعبوية، لافتاً الى أنه “خلال الأيام القليلة المقبلة، نحن في حزب الله عكفنا على جلسات مكثفة وجاهزين من يوم الأربعاء لنعلق في مجلس الوزراء أو في لقاءات داخلية أن نعبر عن مواقفنا وأراءنا وجاهزين لنكون جزءاً من إتخاذ القرار المناسب”، مشدداً على “أننا نحن أهل الثقة والأمل ويمكن معالجة المشكلة والعبور من هذه الأزمة”.
وتعليقا على احتمال وقوع نشوب حرب مع اسرائيل، أوضح السيد نصر الله أنه “عادة لا نعلق على المقالات الصحافية لكن اليوم مضطر لأن أعلق على ما نشر في احدى الصحف الكويتية مؤخراً، مضمون ما نشر خاطئ في الكامل وفي التوقيت سيء، وأنا لم أقل في أي جلسة من الجلسات ولا مع نفسي أيضاً أن هناك حرب إسرائيلية على لبنان في الصيف، ولم أقل في أي جلسة أنه إذا حصلت حرب أنا لن أكون بينكم فأنا لا أعلم بالغيب”، مشدداً على انه “في مطلق الأحوال، أنا شخصياً أميل لإحتمال إستبعاد شن إسرائيل حرب على لبنان”.
وشدد على أن “اسرائيل عدو طماع وطبيعته المكر والغدر وكل الإحتمالات يجب أن تبقى قائمة في حسابتنا”، معتبراً ان “توقيت ما نشر سيء لأننا نحن في شهر نيسان وعلى أبواب فصل الصيف وهذا يسيء إلى البلد، وأنا أحذر من حملة منسقة ومرتبة والأمور تحتاج دائما إلى تدقيق”.
وقال :”قبل أيام، قناة العربية تحدثت عن اشتباكات بين القوات الروسية والإيرانية ودخول حزب الله على خط القتال، وهذا كله كذب ولا أساس له من الصحة بل التعاون كما هو في السابق بالرغم من بعض التباينات السياسية في مكان ما، قناة العربية تقول ما يحب وما يأمل أصحابها أن يحصل”، مشيراً الى أنه “وقبل أيام الحديث عن العقوبات على حلفاء حزب الله صنعه سياسيون وإعلاميون يأملون ذلك، لذلك يجب الحذر مما ينشر”، داعياً الى “التدقيق في كل ما يكتب في وسائل الإعلام لا سيما الخليجية وأن يكون هذا الموضوع موضع عناية”.
وذكر بأن “واشنطن ستعاقب كل من لا يلتزم، وهناك مشكلة أمام القرار الأميركي بأن الأسعار سترتفع في حال توقف العرض الإيراني، وهذا واحد من التحديات أمام القرار، لكن وزير خارجيتها مايك بومبيو تحدث عن وعود سعودية واماراتية لتغطية النقص في أسعار النفط”، معتبراً “اننا أمام مشهد جديد من مشاهد الإستكبار والطغيان والعدوان الأميركي على دولة كبيرة ومهمة وشعب بل هو عدوان على العالم كله لأنه يضرب بعرض الحائط مصالح حلفاء كبار وكل شيء اسمه الأمم المتحدة”.ورأى أن “الرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد معاقبة إيران وفنزويلا وسوريا وما فشلوا في إنجازه عسكريا يريدون الوصول إليه بالعقوبات، أين هو المجتمع الدولي والقانون الدولي والمواثيق الدولية؟ اليوم هناك في ظل الإدارة الأميركية نحن أمام شريعة غاب”، مشيراً الى أن “ترامب يمارس الإرهاب ويقتل الآلاف ويفرض منح القدس والجولان إلى إسرائيل، لكن في جميع الأحوال من أجل كل شعوب العالم هذا العالم الذي يسكت عن تصرفات ترامب مستباح ويفتح الأبواب أمام الإستباحة الإستكبارية الأميركية وتفتح أبواب أوطانه أمام هذه الإستباحة الأميركية”، معتبراً أن “شعوب العالم ودول العالم مدعوة لرفض هذه السياسات الأميركية على إيران وغيرها”.
وسأل: “أليس معيباً موقف السعودية والإمارات؟ بومبيو فضحهم بالحديث عن الإتفاق مع السعودية والإمارات على تغطية النقص في الأسواق، ولمصلحة من هذه التغطية؟”، مشيراً الى أنه “في العالمين العربي والإسلامي يجب الإضاءة على حقيقية سياسية كل من السعودية والإمارات وإلى أين يريدون أخذ المنطقة وعالمنا وهذه الحقائق يجب أن تقال وتعرف بالإضافة إلى دورهما في صفقة القرن”.
واعتبر أن “الجماعات الإرهابية فكرها من فكر المؤسسة الدينية السعودية وبنفس الأفكار التي جاءتم بها لقتل شعوب المنطقة تجعل هؤلاء ينقلبون عليكم وما جرى أمس في السعودية مصداق لمقولة طابخ السم أكله”.
وأعرب عن إدانته لـ”المذبحة المهولة والمجزرة الكبيرة التي أرتكبت بالأمس في سريلانكا”، مشيراً الى “اننا نضم صوتنا إلى كل الأصوات التي أدانت هذا الإرهاب المتوحش الذي لا يمت لا إلى الفطرة السماوية ولا إلى القيم الانسانية بأي صلة على الإطلاق”.ودعا السيد نصر الله الى “مواجهة شاملة للإرهاب وجذور الإرهاب ولكل من يقف خلف أي إرهاب، ونترك للأيام المقبلة التحليل والحديث لأنه حتى الآن لم يصدر بشكل قاطع رسمي أي تحديد لهوية الجهة المنفذة”.وأكد أن “الإرهاب المتنقل يمنع البسمة عن وجوه كل أصحاب الأعياد، سواء ما حصل في سريلانكا أو ما يحصل كل يوم في اليمن وفلسطين، لكن الأعياد يجب أن تبقى أعيادا”، مشيراً الى أنه “في أصعب الظروف يبقى لدى الإنسان أمل، وهذا ما نحتاج إليه في مثل هذه الأيام، لأن المعركة التي تخاض الآن هي معركة أمل وثقة ومعركة يأس وإستسلام”.وشدد على أنه “في كل الإستحقاقات التي نواجهها، المسألة هنا، عندما يصل الشعب الفلسطيني إلى اليأس يمكن أن تفرض صفقة القرن، لكن طالما أنه يتمتع بالأمل لن يستطيع أحد فرض عليه شيء”، لافتاً الى أنه “في تجربة لبنان، الذين كانوا يرفضون خيار المقاومة كان يقولون أن العين لا تقاوم المخرز، والمشكلة كانت في اليأس، بينما نقطة قوة الذين مشوا في طريق المقاومة كانت في الأمل”.وأوضح السيد نصر الله أن “المنطلق الأساسي هو الأمل وهذا ما نحتاج إليه، وظيفة جمعية “الإمام المهدي” هي أن تربي الأجيال على الأمل وأن تزرع في النفوس روح الأمل والثقة بالله وبالقدرة الذاتية على مواجهة كل التحديات والأخطار”.