قناة بنما باتت محط الأنظار باعتبارها من أهم المشاريع الاقتصادية في العالم
بقلم : منيب بيضون*
في عام 1821، أعلن القائد التحرري سيمون بوليفار استقلال بنما عن إسبانيا وضمها إلى جمهورية كولومبيا الكبرى، التي كانت تضم آنذاك كولومبيا، فنزويلا، والإكوادور.
لاحقًا، تفككت كولومبيا الكبرى، وأصبحت بنما جزءًا من كولومبيا الحديثة. خلال تلك الفترة، تواصلت كولومبيا مع الفرنسيين للبدء في مشروع قناة تربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ.
1. المحاولة الفرنسية (1881-1889)
بدأ المشروع تحت قيادة المهندس الفرنسي فرديناند دي لسبس، الذي سبق له النجاح في بناء قناة السويس. لكن المشروع الفرنسي واجه صعوبات كبيرة، منها انتشار الأمراض مثل الملاريا والحمى الصفراء، وسوء التخطيط، وارتفاع التكاليف، مما أدى إلى فشل المحاولة.
2. المحاولة الأمريكية (1904-1914)
بعد فشل الفرنسيين، استحوذت الولايات المتحدة على حقوق المشروع. ورغم التحديات المشابهة، تمكن الأمريكيون من التغلب عليها باستخدام استراتيجيات فعّالة، منها السيطرة على الأمراض بقيادة الدكتور ويليام جورجاس، واستخدام معدات حديثة، وتصميم القناة بنظام الأقفال بدلاً من القناة البحرية المفتوحة.
3. انفصال بنما عن كولومبيا وتأسيس الدولة (1903)
في عام 1903، وبدعم أمريكي، انفصلت بنما عن كولومبيا وأعلنت استقلالها. ومن خلال اتفاقية مع الولايات المتحدة بعد انفصالها بسنه تقريبا ، بدأت أعمال بناء قناة بنما، التي افتُتحت رسميًا عام 1914، وأصبحت من أهم المشاريع الاقتصادية على مستوى العالم.
4. القرن العشرون والاستقلال الكامل
ظلت الولايات المتحدة تسيطر على منطقة القناة حتى توقيع اتفاقية توريخوس-كارتر عام 1977. نصت الاتفاقية على نقل السيطرة الكاملة على القناة إلى بنما بحلول عام 1999. يُذكر أن الجنرال عمر توريخوس، الذي لعب دورًا كبيرًا في انجاز هذه الاتفاقية، توفي في حادث تحطم طائرته الخاصة في 31 يوليو 1981.
وفي 31 ديسمبر 1999، تسلّمت بنما السيطرة الكاملة على القناة، لتصبح رمزًا للسيادة الوطنية وعاملاً حيويًا في الاقتصاد العالمي.
——————————-
* ناشط سياسي متخصص بالشأن الكولومبي