النهار وعطاء الله…
بقلم العميد منذر ألأيوبي*
فنجان القهوة الصباحي لا يُستساغ معي دون الجرائد و “ألنهار” إحداها أو أولها دون دعاية ليست بحاجة لها ،، و إذ تصدرت اليوم حَدقات العيون في مَقالٍ قرأته حتى بَانَ التِفلُ أبيضآ كقعرِ فنجاني ،، ليسَ ولعآ بكاتب “سمير عطالله” و لا إعجابآ بشخصِه دون معرفة ،، بل لوجدانيةٍ واقعيةٍ ملفتةٍ كعادته ،، صرخةُ ألمٍ لا يأسٍ و إصرارٌ على تصحيحٍ دون تَجريح في وجه وفكرِ و وجدان سياسيين إنتموا لطائفة كريمة “ألموارنة” عُمرُها من عُمر الشرق .. طائفةٌ كان يُفترض أن تكون ألمَثَل و ألمِثال كما الفَادي لخلاصنا من بؤسٍ نعيش ،، فسادٌ و بخشيش ،، ظلم من أصحاب الطرابيش ،، حَمَلَهُم شعبٌ على ألراحاتِ فَرموه في جبال النفايات أشربوه ماء المجارير عَلقَمَآ و أطعموه ألأمراض قَسرآ ثم قَتَروا عليه الدواء وفرآ لدخل ألمافيات .. و … و …. و ما شبعوا ..
صَباحية المقال من لامعٍ لماحٍ مُخضرم حُر الكلمة على رؤوس ألرماح ..! في غُمْرِ النصِ لِسانُ حالِ كثيرين إن باحوا به خوِنوا أو جُرِحوا كما لقناعتهم إستحالة نَجاعة الشكوى و الحلول ..
هو يدعو “مُكرَهآ من ألأعماق” أن تبقى رئاسة ألجمهورية في لبنان للمسيحيين و تُنْزَع من ألموارنة ..!!
جَمرَةُ غضبٌ مكتوم و ألم مُعلن لفكرٍ يَستَوطن وجدان كل مسيحي غيور باحَ به الكاتب ..
كلمات البابا القديس يوحنا بولس الثاني “لبنان أكثر من وطن إنه رسالة” ما زال صداها يتردد في وجدان كل مواطن و صدى كل ساحٍ ما عدا رؤوس الموارنة كما بدا ..
يَغوصُ أكثر فيقول “التاريخ أثبَت أن الصُلح بين الموارنة مُستَحيل و ألإتفاق غيرُ ممكن ..إلخ ” ..
ألوَجَع هنا مزدوج و اليأس مُمتزج بمستقبلٍ قد يُصيب مقتلآ .. أ لَيسَ التاريخ روح المستقبل و إستخلاص العِبر .. لن أشرُد أكثر و للقراء نص “سمير” لا أحرُمَهُم زبدَتَهُ ،، و للسياسيين ألموارنة تحديدآ وجوب إحضار بَزة الحقِ و ألحقيقة كما التضحية و التصالح مع الذات و الولاء للوطن التي تركوها مُعَلَقة على مَذبح الكنائس و تَناسوا ،، أبدلوها بربطات عنق زاهية نراها في قداديس المناسبات ..!!
“ألنزاع ألماروني” قاتل للبنان قبل أن يكون للمسيحيين و الموارنة تحديدآ ،، هو مشروع حربٍ دائمة يملأ المدافن أحبابآ ،، يهجر ألأطفال شبابآ و
يذكر بِإحتفالاتِ وهمٍ إنتصارآ من أخٍ على أخيه ..
هي الخطيئةُ في عِشقِ “كرسيٍ” جُذورها تكمُن في الإرادة الحرة للماروني ألمسيحي ،، إرادة بشرية تافهة .. أليست الخطيئة في المسيحية رغبة في التقديس الذاتي مع رفض عمل و قوة نعمة الله بسبب الكبرياء ..
خطيئة عُظمى بِحَقِ ألمَوارنة و بحق لبنان و بإسمِ الكُرسي تَرتَكبوا ،، راجعوا ألكتاب المقدس إن لم يُغْنِكُم الدستور و إتَعِظوا ..!!
“وَقَدْ صِرْنَا كُلُّنَا كَنَجِسٍ وَكَثَوْبِ عِدَّةٍ كُلُّ أَعْمَالِ بِرِّنَا وَقَدْ ذَبُلْنَا كَوَرَقَةٍ وَآثَامُنَا كَرِيحٍ تَحْمِلُنَا”..
(إشعياء 64: 6)
*كاتب و باحث في الشؤون ألأمنية و ألإستراتيجية .