المكسرات والتونا .. Nuts & tuna
بقلم ألعَميد مُنْذِر ألأيوبي*
بِغض النٍظر عن ألبيان ألختامي الصادر عن قمة ألرؤساء ألأربعة ؛ الروسي بوتين ، ألألماني ميركل، الفرنسي ماكرون و التركي أردوغان، التي عُقدت في مدينة اسطنبول نهار أمس ٢٧ الجاري في قصر ألسلطان ألعثماني “محمد وحيد ألدين” و ألمُوَزَع على وسائل ألإعلام ألمحتشدة ألمُتضمن نتائج المؤتمر و مقرراته التي تتلخص ؛ بدعم الحل السياسي في سوريا مع التزام وحدتها و سيادتها بالتزامن مع تهيئة الظروف التي تشجع على ذلك بما يحقق الاستقرار ، ألإصرار على تنفيذ اتفاق “سوتشي” الروسي-التركي حول إدلب ، تحقيق وقف إطلاق نار شامل في سوريا و مواصلة العمل على مكافحة ألإرهاب ، تأسيس لجنة لصياغة دستور جديد سَتلتئم في جنيف و تباشر عملها قبل نهاية العام ٢٠١٨ ، التحضير لانتخابات نزيهة بإشراف ألأمم المتحدة و أخيرآ السَعي و التعاون لعودة اللاجئين السوريين الى وطنهم مع ضمانة عدم إضطهادهم أو التعرض لهم ..
إلا أن ألأهم من البيان الختامي هو بعض ما تسرَبَ من نقاشات في القاعة ألمُغلَقَة إذ بدا جَليَآ تَصَلُب الرئيس الروسي بوتين في مواقفه و إعلانه الدفاع عن سوريا بالقوة في حال تعرضها لأي هجوم سواء من تنظيمات إرهابية أو من دولة أخرى ،، كما تأكيده بقاء ألرئيس ألسوري ألأسد في منصبه لحين إجراء إنتخابات رئاسية جديدة عام ٢٠٢١ تاريخ إنتهاء ولايته ،، مما أوحى أن الخلاف في وجهات النظر كان مُحتدمآ و النقاش معمقآ وصولآ إلى القواسم المشتركة المُعلَن عنها ..
ظِل الرئيس ألأميركي دونالد ترامب كان مُخيمآ فوق رأس كل من ميركل و ماكرون في حين كان ظل الرئيس ألإيراني حسن روحاني مُخيمآ فوق رأس أردوغان ،، أما ألروسي و هو ألمَعني ألأول فقد أبدى حِرصَهُ على وجوب إبلاغ إيران مقررات المؤتمر و ألتنسيق معها في ألحل السياسي كما هو في ألميدان إذ لا سلام مِن دونها في سوريا .. كما عَرض بوتين لِبَعض نتائج زيارة مستشار ألأمن القومي ألأميركي جون بولتون لموسكو قبل أسبوع تقريبآ و ألتي أضاءت على ما ترغب به واشنطن فيما يتعلق بسوريا و ما لا تُحَبِذه ،، في حين تُرِكَت معالجة قضايا دولية أخرى مُعَلقة لحين إجتماع الزعيمين ترامب و بوتين في باريس بتاريخ ٢٧/١١/٢٠١٨ ..
يَعتبر ألمراقبون أن إنعقاد ألمؤتمر في تركيا ساهم في إعادة حضور ألرئيس التركي إلى الساحة الدولية بعد محاصرته إقتصاديآ من قبل الولايات المتحدة على خلفية إحتجاز ألقس ألأميركي أندرو برونسون المتهم من قبل القضاء التركي بالتجسس ومساعدة منظمات إرهابية، و الذي اخلي سبيله بتاريخ ١٢ ألجاري سواء تلبية لرغبة ترامب أو تلافيآ لإستمرار عقوباته ..
قبل بدء جلسات القمة ألرباعية أهدى الرئيس الروسي بوتين الرؤساء ألثلاثة “ألمُكسرات و ألكافيار
و ألفودكا” ألروسية ،، أما في نهاية ألجلسات و خلال المؤتمر الصحفي ألمُشتَرَك فكان واضحآ أن صوامع ألصواريخ الروسية على أنواعها مفتوحة من بحر أوخوتسك Sea of Okhotsk جنوب روسيا إلى شواطيء ألأطلسي مرورآ بأوراسيا الكبرى ، إذ على ألجميع تجنب إنهاء جولات الملاكمة الجيوسياسة و ألإستراتيجية بالضربة القاضية و ألإقتناع بِألكِباش السياسي و ألتفاوض على طاولة من التونا و الفودكا الروسية أو على أخرى من الهمبرغر و الويسكي ألأميركية .. و من ألأجدى حَتمآ ألإثنان معآ ..
*كاتب و باحث في الشؤون ألأمنية و ألإستراتيجية.