“التاريخ السرى للسيدة الأولى” رواية جديدة للكاتب نصر رأفت تكشف المستور فى حكم مصر

 

تصدر خلال هذا الأسبوع رواية ( التاريخ السرى للسيدة الأولى ) للكاتب نصر رأفت عن دار نشر الوصل ، وتدور أحداث الرواية أيام حكم الفاطميين لمصر ، وتسعرض قصة حياة الجارية ( رصد ) التى أصبحت تحكم مصر من وراء الستار عندما وصل ابنها المستنصربالله إلى عرش مصر .

رصد هى فتاة نوبية سمراء جميلة عاشت فى القرن الخامس الهجرى ( الحادى عشر الميلادى ) كانت جارية عند أبوسعد التسترى ، وهو تاجر يهودى كان يتولى أمور بيت المال فى بلاط الخلافة الفاطمية ، وقد أهداها للخليفة الظاهر لإعزاز دين الله ، وكانت ذات عقل وجمال فتان ،وحنكة فولدت له ابنه المستنصر بالله الفاطمى سنة 420 للهجرة ، وبعد وفاة زوجها الظاهر وهو فى ريعان شبابه ، صارت رصد أرملة الخليفة ،وأم الخليفة الصغير المستنصر بالله ثامن خلفاء الدولة الفاطمية ، وهو مايزال فى السابعة من عمره ، فأصبحت وصية عليه بعد أن حجبته عن التدخل فى شئون الدولة حتى يشب عن الطوق ويبلغ سن الرشد ، وكان لها دور كبير فى تسيير شئون البلاد ، وتقريب الوزراء وعزلهم حتى بعد أن أصبح ابنها الخليفة شابا قادراعلى حكم البلاد .

وكانت تلك الفترة مشحونة بالإضطرابات السياسية والمؤامرات والأزمات ،والمحن العسكرية والإقتصادية ، وكان لها ديوان خاص تدير منه شئون البلاد ، وكانت تتحكم بقبضة حديدية بمقدرات الأمورمن خلال تأثيرها الطاغى على الوزراء وقادة الجند ، وأصحاب النفوذ والثروات من الأكابر والتجار والأعيان والولاة .

وعرفت السيدة رصد بتقريبها لطبقة الجند النوبيين والعبيد السود، والسعى لتغليبهم على طبقة الروم والأتراك المتواجدين فى الجيش ودواين الوزارات ، ومن هنا دبت الصراعات واشتعلت الفتن والمؤامرات لإسقاط عرشها وحكم ابنها المستنصر .

لكن هذه المرأة الأرملة الجميلة استطاعت بقوة شخصيتها وحكمتها أن تنقذ البلاد والعرش من الحروب الأهلية ، والأطماع الخارجية ، والمؤامرات التى تدبر فى الخفاء ، وتتصدى أيضا لأكبر خطر داهم البلاد فى تلك الأثناء ألا وهى (الشدة المستنصرية ) سبع سنوات عجاف جف خلالها نهر النيل ، وشحت الأقوات ، وارتفعت الأسعار ، ومات الزرع والضرع ، وأكل الناس ورق الشجر ثم أكلوا الدواب والحمير والبغال ، وبعد ذلك استخدموا الكلاليب لخطف الأبرياء من الناس ،وأكل لحومفى سابقة لم تعرفها مصر التى كانت دائما سلة غذاء الدنيا كلها منذ أيام عزيز مصر يوسف الصديق ابن يعقوب عليهما السلام .
عندئذ قالت رصد قولتها الشهيرة .. (لوجاعت الدنيا تستطيع مصر أن تطعمها .. أما لوجاعت مصر فلن تستطيع الدنيا أن تطعمها ! )

واستعانت السيدة الأولى رصد ـ الجارية التى صارت ملكة البلاد والعباد ـ بقائد عسكرى محنك هو بدرالدين الجمالى ، لينظم صفوف الجند ، ويقضى على أمراء الطوائف ، وينهى الحرب الأهلية ، وعندما نجح فى ذلك كلفته بالوزارة ليواجه المجاعة ، وينقذ الناس من الهلاك بعد أن مات بفعل الجوع ربع سكان البلاد .

فهل استطاعت الجارية السمراء الحسناء ـ أرملة خليفة وأم خليفة ـ التى جلست على العرش أكثر من نصف قرن من الزمان أن تحافظ على عرش البلاد ، وتقضى على محنة الشدة فى السنوات السبع العجاف التى جاعت فيها مصر وأكل الناس بعضهم بعضا ؟!

كل ذلك وفى قلبها حب قديم لفتى نوبى يدعى إسماعيل الأنصارى ،راعى غنم من أبناء بلدتها منذ طفولتها وصباها ، فهل تعود إليه وتضعف أمام حبها القديم بعد رحيل زوجها الخليفة الظاهر لإعزاز دين الله ، وبعد أن قالت قولتها الشهيرة .. (زوجات الخلفاء لايتزوجون بعدهم أبدا ! )

تلك هى الحكاية المدهشة للجارية الملكة رصد التى حكمت مصر وأحكمت قبضتها على الرجال ،والقواد والأكابر والأعيان ، وضحت بالغالى والنفيس من أجل أن يتبوأ ابنها الوحيد المستنصرعرش أبائه وأجداده فى مصر ، ويبقى العرش من بعده لأولاده وأحفاده مجدا خالدا لايضيع !

جدير بالذكر أن نصر رأفت كاتب روائى وإعلامى مصرى ..
حاصل على بكالوريوس الإعلام من جامعة القاهرة ، ودبلوم الدراسات العليا فى الإبداع الأدبى والفنى من أكاديمية الفنون .
عمل بالصحافة فى مؤسسة أخبار اليوم لمدة عشر سنوات ثم إنتقل إلى العمل بالإذاعة والتليفزيون ، وحاليا يعمل مذيعا فى إذاعة صوت العرب ، ويشغل فى نفس الوقت منصب مدير المذيعيين والمراسلين .

صدرت له مجموعة من الروايات والأعمال الأدبية عن كبرى دور النشر المصرية والعربية منها .. رواية ( الرجال لايعرفون الرحمة ) التى إختارتها جامعة جورج تاون فى واشنطن لتدريسها لطلابها كأفضل رواية تتناول الحياة فى القرية المصرية فى السنوات العشر الأخيرة .. تم إختيار روايته ( الجورنالجى ) لتكون ضمن رسالة دكتوراه فى كلية الآداب / جامعة بغداد تحت عنوان (الصحافة فى الرواية العربية )..  ورواية ( عاشق القبيحات) عن دار الفاروق للنشر .. ورواية ( ماسبيرو ) عن دار نشر مدبولى ،ورواية ( الجورنالجى ) عن مركز الحضارة العربية للنشر ، ورواية ( سمو الأميرة ) .. رواية ( كاتمة الأسرار ) عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ..رواية ( الأفيال تختبىء لتموت ) ..ورواية ( محكمة الأسرة ) ، ورواية ( الرجال قوامون على النساء) عن دار طفرة للنشر ، وأخيرا رواية ( الحورالعين ) عن الهيئةالمصرية العامة للكتاب التابعة لوزارة الثقافة .